تحقيقات وحوارات > أمريكا قتلت بن لادن و«تختار» خليفته!
كتب كريم صبحي العدد 1805 - الجمعه - 20 مايو 2011
الغموض يحيط بحقيقة «سيف العدل»وأسرار مثيرة يكشفها «صديقه» لـ روزاليوسف:
من هو خليفة بن لادن؟ ربما انشغل العالم كله بإجابة السؤال.. وعندما أعلن تنظيم القاعدة أن محمد إبراهيم مكاوي الملقب بسيف العدل هو الزعيم الجديد.. أطل سؤال أكثر إلحاحاً.. من هو سيف العدل؟ ومن أين أتي؟ وكيف يفكر ؟ وإلي أين سيقود تنظيم القاعدة؟ الأسئلة تزداد إلحاحاً ، والإجابات مشوشة بالغموض والالتباس في ظل ما تردد عن نفي محمد مكاوي نفسه بوجود أي صلات تربطه بالقاعدة من قريب أوبعيد.. جاء ذلك في التعليق الذي ورد إلي موقع«اليوم السابع» من شخص يدعي أنه محمد مكاوي المقصود ويؤكد فيه أن المخابرات الأمريكية وراء تسريب خبر خلافته لبن لادن ونشر صورته وهو خبر غير صحيح!
ذلك لأنه -علي حد مايزعم- يملك معلومات عن أن أحداث 11 سبتمبر كانت مدبرة لتسهيل احتلال امريكا لأفغانستان. معلومات أكثر تفصيلاً واثارة وغموضاً عن حقيقة وأسرار محمد مكاوي يحكيها اللواء محمد كامل خبير مكافحة الإرهاب الدولي الذي قابلته روزاليوسف بإعتباره - كما يروي- صديق مكاوي الذي كان يلقب نفسه بـ «قرين عزرائيل»!
اللواء محمد كامل، خبير مكافحة الارهاب الدولي، والتنظيمات الارهابية، أكد ان اختيار محمد ابراهيم مكاوي، الملقب بسيف العدل زعيما لتنظيم القاعدة، خلفا لأسامة بن لادن لم يكن مفاجأة ولا مصادفة، وأوضح ان أيمن الظواهري، الذي توقع الكثيرون خلافته لبن لادن لا يصلح لتولي شئون التنظيم، فهو المنظر الفكري للقاعدة، وليس لديه الخبرات العسكرية والتكتيكية التي يمتلكها "مكاوي" .
وقال "كامل " الذي تعرف علي شخصية "مكاوي" عن قرب خلال خدمتيهما بالقوات المسلحة، ان "مكاوي" ولد وحيداً لأب من أصل سعودي، كان يعمل "مطوف" بالمملكة، ثم هاجر الي مصر في 1948حيث عمل بالتجارة، واستقر به الحال في محافظة كفر الشيخ، وتزوج من مصرية، أنجب منها 3فتيات و"محمد" ..وقال ان "محمد " استقل عن عائلته وعاش في شقة بحي مصر الجديدة، عقب تخرجه في الكلية الحربية، وزواج شقيقاته من سعوديين. وكان جاره في تلك الشقة ضابط الشرطة زكي بدر، الذي عين فيما بعد وزيرا للداخلية. وعلي مدي فترات طويلة لم تحدث بين الاثنين أي مشاكل تذكر، حتي أصر زكي بدر، عقب تعيينه محافظا لأسيوط علي شراء شقة "مكاوي"، وعندما رفض الأخير حدثت خلافات كثيرة، ومضايقات من حرس الوزير، والطريف ان "مكاوي" تمكن بمفرده في أحدي المشاجرات مع الحرس من تلقينهم منفردا درسا قاسيا في فنون الاشتباك. وأوضح ان "مكاوي" التحق عقب تخرجه مباشرة بسلاح المشاة، ثم "الصاعقة"، واتسمت صفاته دائما بالحدة والعنف وضيق الأفق، وكان مقاتلاً غير عادي، خاض العديد من العمليات ببسالة وشجاعة، لكنه كان عنيفا جدا خلالها ..كما لم يكن سلوكه مع أصدقائه أو زملائه محمودا، وكثيرا ما يخالف الأوامر، وخلال تكليفه بتدريب المستجدين بمدرسة "الصاعقة" أطلق علي نفسه "قرين عزرائيل" لفرط عنفه، وقسوته.. أشار اللواء محمد كامل، الي انه كان يعلم أسباب عنف "مكاوي" ومنها انه ولد وحيد "مدلل" لديه "تهتهه" في النطق، كانت تصيبه بالغضب الشديد، والعصبية عندما يتكلم، وكان يعوض هذا الشعور بالنقص بالعنف والقوة المفرطة، التي تشعره بالنشوة والاحساس المبالغ فيه بالذات.
قال ان خلاف "مكاوي" مع زكي بدر، بالإضافة الي سلوكه العنيف أحاله الي التقاعد المبكر، حيث أكد تقرير ورد من مباحث أمن الدولة، انضمامه الي تنظيم الجهاد، وتم القاء القبض عليه، وأهين اهانات بالغة في جهاز أمن الدولة، وفي أواخر الثمانينيات تورط باقترابه من ضباط الوحدة777"صاعقة"،الذي حاول اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك، وفصل من الخدمة نهائيا.
أثناء الخدمة وكما يقول اللواء "كامل" طارد "مكاوي"، قائد كتيبته بجزيرة "شدوان" بغرض قتله، وكان ذلك قبل حرب 73 مباشرة، ولم تتم محاكمته بسبب ظروف التحضير للحرب. عندما كان يخدم في الكتيبة 203 "صاعقة" التي كانت مكلفة بإحدي المهام القتالية داخل الأراضي الليبية في أعقاب توترات التي السادات والقذافي عام 1977، رفض المشاركة في المهمة بدعوي حرمة قتال المسلم للمسلم، وحدثت مشكلة ضخمة، وضع بسببها في الصفوف الخلفية للكتيبة، ولم يتم الابلاغ عنه في حينه.
عقب فصل "مكاوي" من الخدمة في 1986 تم اعتقاله في23 مايو 87 بقرار من زكي بدر، لخطورته علي الأمن العام، وعقب خروجه من سجن طره بستة أشهر، بدأ فوراً في تصفية ممتلكاته بمصر، ومنها مزرعة وسيارة، وفي الربع الأخير من عام 88 غادر الي السعودية، حيث تقيم شقيقاته. وانقطعت علاقته بمصر نهائياً إلا من التقارير الأمنية كأحد العناصر الإرهابية الغامضة، وبسبب ندرة المعلومات المتوافرة عنه، وضلوعه في العديد من العمليات الارهابية الخطيرة، أصبح مطلوبا سواء في مصر أو علي المستوي الدولي، خاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقول اللواء محمد كامل: كنت صديقة، وقريبا جدا منه، لمدة طويلة، وكنت أعلم انه يعشق الساقطات، وشرب الخمر، ويتسلي بقتل الحيوانات الأليفة، ولهذا فوجئت جدا بالتغييرات التي حدثت علي شخصيته، وتحوله لأحد أخطر الارهابين علي مستوي العالم. ويفسر "كامل" التغييرات علي شخصية "مكاوي" بسيطرة احدي جمعيات ما يعرف بإغاثة ونصرة المجاهدين عليه، عقب وصوله الي الأراضي السعودية، نقل إلي ساحة المعارك في أفغانستان لمواجهة السوفييت، وهناك وجد ضالته، وأجاد، وسطع نجمه علي المستوي الخططي والتكتيكي وسط مقاتلين عرب وأفغان هواة.
وفي أفغانستان تعرف علي القائد الأفغاني قلب الدين حكمت يار، وأيمن الظواهري، وطلعت قاسم، وعمر عبدالرحمن، وعلي أبو السعود المصري الذي خدم بالقوات المسلحة الأمريكية بأفغانستان كضابط لوجيستي، ثم أنشق وعمل لدي المجاهدين الأفغان، وخلال فترة وجيزة، أصبح ابراهيم مكاوي، علي رأس الجناح العسكري لتنظيم الجهاد الاسلامي،، وكلف بمسئولية التدريب، ووضع الخطط، ومتابعة تنفيذها.
عقب سقوط السوفييت كما يقول اللواء محمد كامل، شعر المجاهدون بثقة مفرطة، واكدوا مواصلة ما أسموه بالجهاد، حتي وإعلان الدولة الإسلامية، وخطط "مكاوي" وأشرف علي تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية داخل وخارج مصر، ومن تلاميذه طلعت ياسين همام، وعادل عوض صيام، وثروت حجاج، وإبراهيم عبدالجليل الشهير بالأستاذ، الذين شهدت الجبهة الداخلية المصرية أبشع الجرائم الإرهابية الدموية علي يديهم، ومن أبرز عملياتهم محاولة تصفية رئيس الوزراء المصري الأسبق عاطف صدقي، ووزير الداخلية حسن الألفي، وصفوت الشريف، ومحاولة اغتياله بطرس غالي، والدكتور أسامة الباز.
وعلي المستوي الدولي شارك "مكاوي" في التخطيط والتنفيذ لعمليتي تفجير سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية، بكل من نيروبي ودار السلام.
في عام 1990 تزوج "مكاوي "أو "سيف العدل" من طبيبة باكستانية وأنجب منها خمسة أطفال، وتواري نهائياً عن الأنظار عقب ملاحقته، وتمكن من التسلل إلي البلقان ومنها إلي إيران، وهناك ألقي القبض عليه، وكان من المقرر تسليمه الي مصر، ولكن أفرج عنه فجأة، وعاد إلي باكستان .
وقال خبير مكافحة الارهاب، ان مكاوي لديه مؤهلات قياديه، وجسارة في مواجهة المصالح الامريكية، كما ان لديه عنفاً فطرياً ونزعة انتقامية تجعله الانسب لخلافة بن لادن في قيادة تنظيم يتسم بالدموية.
وأكد ان تصعيد "مكاوي" بهذا الشكل لابد وأن يكون عبر مجلس شوري التنظيم، وليس عشوائياً كما قد يعتقد البعض أو بشكل مؤقت بل مدروس ومخطط وهي قراءة تؤشر لمرحلة عنف قادمة لا تخلو من النزعة الانتقامية.
وأوضح أن عدد المصريين بالقاعدة منحهم الأغلبية مقارنة بالجنسيات الأخري، وهناك تحالف حادث الآن بين تنظيمات طالبان باكستان وأفغانستان والقاعدة، وهو ما يمكن قراءته من العمليات التي تم تنفيذها عقب اغتيال بن لادن، ومنها مقتل الدبلوماسي السعودي بكراتشي، وأيضا إعلان الملا عمر زعيم طالبان، عن شن "حرب ربيع" ضد الناتو ..وأشار الي احتجاج السلفيين في مصر علي مقتل بن لادن، وتظاهرهم أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة.
كتب كريم صبحي العدد 1805 - الجمعه - 20 مايو 2011
الغموض يحيط بحقيقة «سيف العدل»وأسرار مثيرة يكشفها «صديقه» لـ روزاليوسف:
من هو خليفة بن لادن؟ ربما انشغل العالم كله بإجابة السؤال.. وعندما أعلن تنظيم القاعدة أن محمد إبراهيم مكاوي الملقب بسيف العدل هو الزعيم الجديد.. أطل سؤال أكثر إلحاحاً.. من هو سيف العدل؟ ومن أين أتي؟ وكيف يفكر ؟ وإلي أين سيقود تنظيم القاعدة؟ الأسئلة تزداد إلحاحاً ، والإجابات مشوشة بالغموض والالتباس في ظل ما تردد عن نفي محمد مكاوي نفسه بوجود أي صلات تربطه بالقاعدة من قريب أوبعيد.. جاء ذلك في التعليق الذي ورد إلي موقع«اليوم السابع» من شخص يدعي أنه محمد مكاوي المقصود ويؤكد فيه أن المخابرات الأمريكية وراء تسريب خبر خلافته لبن لادن ونشر صورته وهو خبر غير صحيح!
ذلك لأنه -علي حد مايزعم- يملك معلومات عن أن أحداث 11 سبتمبر كانت مدبرة لتسهيل احتلال امريكا لأفغانستان. معلومات أكثر تفصيلاً واثارة وغموضاً عن حقيقة وأسرار محمد مكاوي يحكيها اللواء محمد كامل خبير مكافحة الإرهاب الدولي الذي قابلته روزاليوسف بإعتباره - كما يروي- صديق مكاوي الذي كان يلقب نفسه بـ «قرين عزرائيل»!
اللواء محمد كامل، خبير مكافحة الارهاب الدولي، والتنظيمات الارهابية، أكد ان اختيار محمد ابراهيم مكاوي، الملقب بسيف العدل زعيما لتنظيم القاعدة، خلفا لأسامة بن لادن لم يكن مفاجأة ولا مصادفة، وأوضح ان أيمن الظواهري، الذي توقع الكثيرون خلافته لبن لادن لا يصلح لتولي شئون التنظيم، فهو المنظر الفكري للقاعدة، وليس لديه الخبرات العسكرية والتكتيكية التي يمتلكها "مكاوي" .
وقال "كامل " الذي تعرف علي شخصية "مكاوي" عن قرب خلال خدمتيهما بالقوات المسلحة، ان "مكاوي" ولد وحيداً لأب من أصل سعودي، كان يعمل "مطوف" بالمملكة، ثم هاجر الي مصر في 1948حيث عمل بالتجارة، واستقر به الحال في محافظة كفر الشيخ، وتزوج من مصرية، أنجب منها 3فتيات و"محمد" ..وقال ان "محمد " استقل عن عائلته وعاش في شقة بحي مصر الجديدة، عقب تخرجه في الكلية الحربية، وزواج شقيقاته من سعوديين. وكان جاره في تلك الشقة ضابط الشرطة زكي بدر، الذي عين فيما بعد وزيرا للداخلية. وعلي مدي فترات طويلة لم تحدث بين الاثنين أي مشاكل تذكر، حتي أصر زكي بدر، عقب تعيينه محافظا لأسيوط علي شراء شقة "مكاوي"، وعندما رفض الأخير حدثت خلافات كثيرة، ومضايقات من حرس الوزير، والطريف ان "مكاوي" تمكن بمفرده في أحدي المشاجرات مع الحرس من تلقينهم منفردا درسا قاسيا في فنون الاشتباك. وأوضح ان "مكاوي" التحق عقب تخرجه مباشرة بسلاح المشاة، ثم "الصاعقة"، واتسمت صفاته دائما بالحدة والعنف وضيق الأفق، وكان مقاتلاً غير عادي، خاض العديد من العمليات ببسالة وشجاعة، لكنه كان عنيفا جدا خلالها ..كما لم يكن سلوكه مع أصدقائه أو زملائه محمودا، وكثيرا ما يخالف الأوامر، وخلال تكليفه بتدريب المستجدين بمدرسة "الصاعقة" أطلق علي نفسه "قرين عزرائيل" لفرط عنفه، وقسوته.. أشار اللواء محمد كامل، الي انه كان يعلم أسباب عنف "مكاوي" ومنها انه ولد وحيد "مدلل" لديه "تهتهه" في النطق، كانت تصيبه بالغضب الشديد، والعصبية عندما يتكلم، وكان يعوض هذا الشعور بالنقص بالعنف والقوة المفرطة، التي تشعره بالنشوة والاحساس المبالغ فيه بالذات.
قال ان خلاف "مكاوي" مع زكي بدر، بالإضافة الي سلوكه العنيف أحاله الي التقاعد المبكر، حيث أكد تقرير ورد من مباحث أمن الدولة، انضمامه الي تنظيم الجهاد، وتم القاء القبض عليه، وأهين اهانات بالغة في جهاز أمن الدولة، وفي أواخر الثمانينيات تورط باقترابه من ضباط الوحدة777"صاعقة"،الذي حاول اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك، وفصل من الخدمة نهائيا.
أثناء الخدمة وكما يقول اللواء "كامل" طارد "مكاوي"، قائد كتيبته بجزيرة "شدوان" بغرض قتله، وكان ذلك قبل حرب 73 مباشرة، ولم تتم محاكمته بسبب ظروف التحضير للحرب. عندما كان يخدم في الكتيبة 203 "صاعقة" التي كانت مكلفة بإحدي المهام القتالية داخل الأراضي الليبية في أعقاب توترات التي السادات والقذافي عام 1977، رفض المشاركة في المهمة بدعوي حرمة قتال المسلم للمسلم، وحدثت مشكلة ضخمة، وضع بسببها في الصفوف الخلفية للكتيبة، ولم يتم الابلاغ عنه في حينه.
عقب فصل "مكاوي" من الخدمة في 1986 تم اعتقاله في23 مايو 87 بقرار من زكي بدر، لخطورته علي الأمن العام، وعقب خروجه من سجن طره بستة أشهر، بدأ فوراً في تصفية ممتلكاته بمصر، ومنها مزرعة وسيارة، وفي الربع الأخير من عام 88 غادر الي السعودية، حيث تقيم شقيقاته. وانقطعت علاقته بمصر نهائياً إلا من التقارير الأمنية كأحد العناصر الإرهابية الغامضة، وبسبب ندرة المعلومات المتوافرة عنه، وضلوعه في العديد من العمليات الارهابية الخطيرة، أصبح مطلوبا سواء في مصر أو علي المستوي الدولي، خاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقول اللواء محمد كامل: كنت صديقة، وقريبا جدا منه، لمدة طويلة، وكنت أعلم انه يعشق الساقطات، وشرب الخمر، ويتسلي بقتل الحيوانات الأليفة، ولهذا فوجئت جدا بالتغييرات التي حدثت علي شخصيته، وتحوله لأحد أخطر الارهابين علي مستوي العالم. ويفسر "كامل" التغييرات علي شخصية "مكاوي" بسيطرة احدي جمعيات ما يعرف بإغاثة ونصرة المجاهدين عليه، عقب وصوله الي الأراضي السعودية، نقل إلي ساحة المعارك في أفغانستان لمواجهة السوفييت، وهناك وجد ضالته، وأجاد، وسطع نجمه علي المستوي الخططي والتكتيكي وسط مقاتلين عرب وأفغان هواة.
وفي أفغانستان تعرف علي القائد الأفغاني قلب الدين حكمت يار، وأيمن الظواهري، وطلعت قاسم، وعمر عبدالرحمن، وعلي أبو السعود المصري الذي خدم بالقوات المسلحة الأمريكية بأفغانستان كضابط لوجيستي، ثم أنشق وعمل لدي المجاهدين الأفغان، وخلال فترة وجيزة، أصبح ابراهيم مكاوي، علي رأس الجناح العسكري لتنظيم الجهاد الاسلامي،، وكلف بمسئولية التدريب، ووضع الخطط، ومتابعة تنفيذها.
عقب سقوط السوفييت كما يقول اللواء محمد كامل، شعر المجاهدون بثقة مفرطة، واكدوا مواصلة ما أسموه بالجهاد، حتي وإعلان الدولة الإسلامية، وخطط "مكاوي" وأشرف علي تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية داخل وخارج مصر، ومن تلاميذه طلعت ياسين همام، وعادل عوض صيام، وثروت حجاج، وإبراهيم عبدالجليل الشهير بالأستاذ، الذين شهدت الجبهة الداخلية المصرية أبشع الجرائم الإرهابية الدموية علي يديهم، ومن أبرز عملياتهم محاولة تصفية رئيس الوزراء المصري الأسبق عاطف صدقي، ووزير الداخلية حسن الألفي، وصفوت الشريف، ومحاولة اغتياله بطرس غالي، والدكتور أسامة الباز.
وعلي المستوي الدولي شارك "مكاوي" في التخطيط والتنفيذ لعمليتي تفجير سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية، بكل من نيروبي ودار السلام.
في عام 1990 تزوج "مكاوي "أو "سيف العدل" من طبيبة باكستانية وأنجب منها خمسة أطفال، وتواري نهائياً عن الأنظار عقب ملاحقته، وتمكن من التسلل إلي البلقان ومنها إلي إيران، وهناك ألقي القبض عليه، وكان من المقرر تسليمه الي مصر، ولكن أفرج عنه فجأة، وعاد إلي باكستان .
وقال خبير مكافحة الارهاب، ان مكاوي لديه مؤهلات قياديه، وجسارة في مواجهة المصالح الامريكية، كما ان لديه عنفاً فطرياً ونزعة انتقامية تجعله الانسب لخلافة بن لادن في قيادة تنظيم يتسم بالدموية.
وأكد ان تصعيد "مكاوي" بهذا الشكل لابد وأن يكون عبر مجلس شوري التنظيم، وليس عشوائياً كما قد يعتقد البعض أو بشكل مؤقت بل مدروس ومخطط وهي قراءة تؤشر لمرحلة عنف قادمة لا تخلو من النزعة الانتقامية.
وأوضح أن عدد المصريين بالقاعدة منحهم الأغلبية مقارنة بالجنسيات الأخري، وهناك تحالف حادث الآن بين تنظيمات طالبان باكستان وأفغانستان والقاعدة، وهو ما يمكن قراءته من العمليات التي تم تنفيذها عقب اغتيال بن لادن، ومنها مقتل الدبلوماسي السعودي بكراتشي، وأيضا إعلان الملا عمر زعيم طالبان، عن شن "حرب ربيع" ضد الناتو ..وأشار الي احتجاج السلفيين في مصر علي مقتل بن لادن، وتظاهرهم أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة.