تخبيب المرأة علي زوجها
تخبيب المرأة على زوجها لإفسادها عليه هي إحدى الآفات التي باتت تُهدد الأسر لِما لها من أثار سلبية ، فنراها في الزوجة التي تتعرض لإغراء رجل لمُخالعة زوجها على وعد بالزواج بها
التخبيب : مصدر خبب ، ومعناه في اللغة : إفساد الرجل عبدا أو أمة لغيره أو صديقا على صديقه ، يقال : خببها فأفسدها . وخبب فلان غلامي : أي خدعه . و أما الخب : فمعناه الفساد والخبث والغش ، وهو ضد الغر ، إذ الغر : هو الذي لا يفطن للشر بخلاف الخب.
و جاء في القاموس المُحيط أن التخبيب من خبَّ ، و الخبب: ضرب من العدو ، وجاءوا مخبين تخب بهم الدواب ، والخب: الخداع، رجل خب امرأة خبة. والتخبيب: إذا خبب إنساناً فأفسده. والخب: هيج البحر.
وفي لسان العرب أن الخَبُّ هو الخداع والخبث والغش، ورجل مُخابٌّ: مُدْغِلٌ... ورجل خَبٌّ وخِبٌّ: خَدَّاع جُرْبُزٌ يسعى بين الناس في الإفساد ، خبيث منكر.
للتخبيب صور متعددة ، ولكن الصورة التي نعنيها في مقام بحثنا هذا والتي نعتبرها
وبحق أشر أنواع التخبيب هي إفساد المرأة على زوجها بغية التفريق بينهما ، فالسعي إلى التفريق بين الزوجين من أعظم المحرمات ، بل هو فعل هاروت وماروت كما جاء في الآية الكريمة : " بسم الله الرحمن الرحيم :- ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) صدق الله العظيم ).( الآية 102 من سورة البقرة )
كما أنه فعل الشيطان المُقرب من إبليس ، فقد روي عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يجيء أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا َيَقُولُ َما صَنَعْتَ شَيْئا - قَالَ – ويجيء أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ - قَالَ - فَيُدْنِيهِ مِنْهُ أَوْ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ ).
انفرد المالكية بذكرهم الحكم في هذه المسألة ، وصورتها : أن يفسد رجل زوجة رجل آخر ، بحيث يؤدي ذلك الإفساد إلى طلاقها منه ، ثم يتزوجها ذلك المفسد .
فقد ذكروا أن النكاح يفسخ قبل الدخول وبعده بلا خلاف عندهم ، وإنما الخلاف عندهم في تأبيد تحريمها على ذلك المفسد أو عدم تأبيده ، فذكروا فيه قولين :
أحدهما وهو المشهور : أنه لا يتأبد ، فإذا عادت لزوجها الأول وطلقها ، أو مات عنها جاز لذلك المفسد نكاحها .
الثاني : أن التحريم يتأبد ، وقد ذكر هذا القول يوسف بن عمر كما جاء في شرح الزرقاني ، وأفتى به غير واحد من المتأخرين في فاس. (حاشية البناني على الزرقاني 3 / 166 ـ 167 ط الفكر ، وحاشية العدوي على الخرشي 3 / 171 ط دار صادر ، والدسوقي 2 / 219 ط دار الفكر )
وقد ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية أنه : ( يحرم إفساد المرأة على زوجها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا "
فمن أفسد زوجة امرئ أي : أغراها بطلب الطلاق أو التسبب فيه فقد أتى بابا عظيما من أبواب الكبائر . وقد صرح الفقهاء بالتضييق عليه وزجره ، حتى قال المالكية بتأبيد تحريم المرأة المخببة على من أفسدها على زوجها معاملة له بنقيض قصده ، ولئلا يتخذ الناس ذلك ذريعة إلى إفساد الزوجات )
فجزاء الزوجة التي تُخالع زوجها للزواج بآخر في الآخرة هو أنها تُحرم عليها رائحة الجنة ، وذلك فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أيما امرأة اختلعت من زوجها من غير بأس لم ترح رائحة الجنة ) ، وقد وصفهم رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه بالمنافقات .
أما جزاؤهما في الدنيا هو تحريمهما على بعضهما البعض – كما قدمنا وفقاً لمذهب الإمام مالك – وإذا كنا نرى أنه من الأهمية أن نُفرد بحثاً مستقلاً عن دعوى التفريق بين من خبب إمرأة على زوجها ليتزوجها ، إلا إننا ننتهي بحرمة ذلك الزواج على أحد قولين أما على سبيل الـتأقيت أو على سبيل التأبيد ، وهي دعوى نرى وإن كانت عسيرة الإثبات إلا أنها جائز إقامتها وفق أحكام التشريع المصري عملاً بالمشهور بمذهب الإمام مالك المصدر التشريعي لأحكام الخلع في مصر .
__________________
عبد لله فقير اليه غني به قد ارهقه الدهر وجار عليه ولكنه صامد الي ان يأذن الله له بلقائه لا تنساني بالدعاء بظهر الغيب
أخوكم في الله
المستشار القانوني
محمد السيد احمد الصادق
المحامي بالنقض
وعضو اتحاد المحامين العرب
محكم دولي وعضو الاكاديمية الدولية للتحكيم
( جدو )
تخبيب المرأة على زوجها لإفسادها عليه هي إحدى الآفات التي باتت تُهدد الأسر لِما لها من أثار سلبية ، فنراها في الزوجة التي تتعرض لإغراء رجل لمُخالعة زوجها على وعد بالزواج بها
التخبيب : مصدر خبب ، ومعناه في اللغة : إفساد الرجل عبدا أو أمة لغيره أو صديقا على صديقه ، يقال : خببها فأفسدها . وخبب فلان غلامي : أي خدعه . و أما الخب : فمعناه الفساد والخبث والغش ، وهو ضد الغر ، إذ الغر : هو الذي لا يفطن للشر بخلاف الخب.
و جاء في القاموس المُحيط أن التخبيب من خبَّ ، و الخبب: ضرب من العدو ، وجاءوا مخبين تخب بهم الدواب ، والخب: الخداع، رجل خب امرأة خبة. والتخبيب: إذا خبب إنساناً فأفسده. والخب: هيج البحر.
وفي لسان العرب أن الخَبُّ هو الخداع والخبث والغش، ورجل مُخابٌّ: مُدْغِلٌ... ورجل خَبٌّ وخِبٌّ: خَدَّاع جُرْبُزٌ يسعى بين الناس في الإفساد ، خبيث منكر.
للتخبيب صور متعددة ، ولكن الصورة التي نعنيها في مقام بحثنا هذا والتي نعتبرها
وبحق أشر أنواع التخبيب هي إفساد المرأة على زوجها بغية التفريق بينهما ، فالسعي إلى التفريق بين الزوجين من أعظم المحرمات ، بل هو فعل هاروت وماروت كما جاء في الآية الكريمة : " بسم الله الرحمن الرحيم :- ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) صدق الله العظيم ).( الآية 102 من سورة البقرة )
كما أنه فعل الشيطان المُقرب من إبليس ، فقد روي عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يجيء أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا َيَقُولُ َما صَنَعْتَ شَيْئا - قَالَ – ويجيء أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ - قَالَ - فَيُدْنِيهِ مِنْهُ أَوْ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ ).
انفرد المالكية بذكرهم الحكم في هذه المسألة ، وصورتها : أن يفسد رجل زوجة رجل آخر ، بحيث يؤدي ذلك الإفساد إلى طلاقها منه ، ثم يتزوجها ذلك المفسد .
فقد ذكروا أن النكاح يفسخ قبل الدخول وبعده بلا خلاف عندهم ، وإنما الخلاف عندهم في تأبيد تحريمها على ذلك المفسد أو عدم تأبيده ، فذكروا فيه قولين :
أحدهما وهو المشهور : أنه لا يتأبد ، فإذا عادت لزوجها الأول وطلقها ، أو مات عنها جاز لذلك المفسد نكاحها .
الثاني : أن التحريم يتأبد ، وقد ذكر هذا القول يوسف بن عمر كما جاء في شرح الزرقاني ، وأفتى به غير واحد من المتأخرين في فاس. (حاشية البناني على الزرقاني 3 / 166 ـ 167 ط الفكر ، وحاشية العدوي على الخرشي 3 / 171 ط دار صادر ، والدسوقي 2 / 219 ط دار الفكر )
وقد ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية أنه : ( يحرم إفساد المرأة على زوجها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا "
فمن أفسد زوجة امرئ أي : أغراها بطلب الطلاق أو التسبب فيه فقد أتى بابا عظيما من أبواب الكبائر . وقد صرح الفقهاء بالتضييق عليه وزجره ، حتى قال المالكية بتأبيد تحريم المرأة المخببة على من أفسدها على زوجها معاملة له بنقيض قصده ، ولئلا يتخذ الناس ذلك ذريعة إلى إفساد الزوجات )
فجزاء الزوجة التي تُخالع زوجها للزواج بآخر في الآخرة هو أنها تُحرم عليها رائحة الجنة ، وذلك فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أيما امرأة اختلعت من زوجها من غير بأس لم ترح رائحة الجنة ) ، وقد وصفهم رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه بالمنافقات .
أما جزاؤهما في الدنيا هو تحريمهما على بعضهما البعض – كما قدمنا وفقاً لمذهب الإمام مالك – وإذا كنا نرى أنه من الأهمية أن نُفرد بحثاً مستقلاً عن دعوى التفريق بين من خبب إمرأة على زوجها ليتزوجها ، إلا إننا ننتهي بحرمة ذلك الزواج على أحد قولين أما على سبيل الـتأقيت أو على سبيل التأبيد ، وهي دعوى نرى وإن كانت عسيرة الإثبات إلا أنها جائز إقامتها وفق أحكام التشريع المصري عملاً بالمشهور بمذهب الإمام مالك المصدر التشريعي لأحكام الخلع في مصر .
__________________
عبد لله فقير اليه غني به قد ارهقه الدهر وجار عليه ولكنه صامد الي ان يأذن الله له بلقائه لا تنساني بالدعاء بظهر الغيب
أخوكم في الله
المستشار القانوني
محمد السيد احمد الصادق
المحامي بالنقض
وعضو اتحاد المحامين العرب
محكم دولي وعضو الاكاديمية الدولية للتحكيم
( جدو )