البلوغ هو مناط التكليف
أي علم يحمله هذا الشيخ ؟!!!!!
د. أحمد عبد الحميد عبد الحق | 27-06-2011 01:19
منذ أيام خلت قرأت خبرا منشورا بموقع الأهرام ينقل عن مدير أمن محافظة المنيا قوله : إن الفتاتين ( كرستينا عزت فتحي "17 سنة"، ونانسي مجدي فتحي "14 سنة" لا يصح إسلامهما ولا يجوز قبول إشهار إسلامهما أمام مشيخة الأزهرلأنهما قاصرتان ، فقلت في نفسي : إن هذا كلام ضابط شرطة لا علم له بالأحكام الفقهية ، ولذلك لا يعاتب على ما صرح به ولن يعتد بقوله ..
قلت ذلك في نفسي وأنا موقن بأن القضاء سيكون له رأي آخر ، خاصة بعد أن قطعت الفتاتان الطريق على مثيري الفتنة الطائفية وذهبتا بذكاء فطري إلى ميدان التحرير ليشهرا إسلامهما من هنالك ، ويعلنا على الملأ أنهما اختارتا الإسلام بمحض إرادتهما ، ونفتا أمام الحاضرين في رسالة إلى والديهما بأن يكونا قد خطفتا أو أن أحدا أجبرها على دخول الإسلام ( وقد ظهرتا في مقطع فديو وكرستينيا تقول :" أنا سبت بيت أهلي وجيت مصر علشان أشهر إسلامي وأعرف الدين صح أنا وبنت عمى لوحدنا ومحدش ليه دعوة بحاجة وجينا ميدان التحرير ولو احنا مخطوفين كنا صرخنا ... قالت ذلك مع مناشدة إلى أهلها أن يتركوها وشأنها بعد أن أشهرت إسلامها ") ثم سلمتا نفسيهما لأحد مراكز الشرطة ، فقامت النيابة بعد تفحص الأمر بتكليف الأجهزة الأمنية بتوفير مكان آمن لهما غير الذى تقيمان فيه ، واستدعت أحد علماء مجمع البحوث الإسلامية للتحقق من مدى صحة إسلام الفتاتين .
وكانت المفاجأة أن هذا العالم قال : إن إسلام الفتاتين لا يعتد به ولا يصح ، فجاء جبرائيل مستشار الكنيسة وأخذ يثني على هذا الكلام كما نقل موقع جريدة اليوم السابع في بموقف الأزهر، وأنه وصف هذا الكلام بالمشرف، لإعلانه بطلان إشهار إسلام دون سن الثامنة عشرة..
وأنا أتساءل إذا كان هذا الكلام مقبول من رجل الشرطة الذي يطلع على قواعد الدخول في الإسلام فكيف يكون مقبولا من عالم فاضل ؟ وأي علم يحمله هذا الشيخ إن كان ما نسب له حقا ؟ ومن أي مصدر يستقي معلوماته ؟ ..
لأنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن البلوغ هو مناط التكليف في الإسلام ، وأن البنت إذا بلغت سن المحيض جرى عليها الكلام ، وحوسبت على أعمالها ، فكيف إذن تمنع من الإسلام قبل سن الثامنة عشرة من عمرها ؟ وهذا أمر لا يمتلكه أي إنسان مهما كانت مكانته ، حتى ولو كان نبيا مرسلا ..
وهذا الشيخ العالم الذي يحدد سن الإسلام بالثمانية عشرة دون سند أو دليل ألم يسأل نفسه عن مصير تلك الفتاة لو ماتت قبل هذا السن الذي يحدده لها لكي تشهر إسلامها ؟!! وهل يستطيع أن يتحمل وزر وفاتها على الكفر والشرك ؟؟
وحتى إذا كانتا الفتاتين لم تبلغا المحيض فليس هناك ما يمنع إسلامهما ، لأن من يتأمل في تاريخ الصحابة يجد أن المئات منهم من الرجال والنساء أسلموا وهم أطفال ، ولم نسمع عن أحد لا من القدماء ولا من المحدثين شكك في إسلامهم .
وهل مثل هذا الشيخ العالم يجهل أن علي بن أبي طالب قد أسلم وهو صبي صغير ، وأن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة بنت الصديق أسلمتا وهما في سن الطفولة ؟ ..
إن كان يجهل ذلك فلا يصح أن يكون في مكانه الذي يخوله للحكم في صحة إسلام الإنسان من عدم صحته ..
وإن كان لا يجهل فلا يصح له وهو عالم فاضل أن يكتم علمه ويحرم فتاتين لا حول لهما ولا قوة من نعمة الإسلام ...
وإذا كان البعض سيتكلم ويقول : إن في ذلك إثارة للفتنة ، وحرمانا للفتاتين من أهلهما أو حرمانا لأهلهما منهما فإني أقول : ما المانع أن تعود كل فتاة لأبيها بشرط أن يتعهد أمام القانون بألا يتعرض لها في دينها ، ونعيش كالشعوب المتحررة من العصبية يكون في البيت الواحد مسلم ومسيحي كل له دينه وحسابه على الله ؟ ألا يحدث ذلك في بلاد أوربا ؟ ألا يحدث ذلك في أمريكا التي يهرول إليها البعض مستنجدا بها كلما سمع إسلام واحد أو واحدة ؟؟
إن المجتمع المكي عند البعثة كانت بيوته خليطا من المسلمين والكفار ، وكانت تقوم المودة من المسلمين لهم ، وظل والد الصديق على الشرك حتى فتح مكة وكان قبل الهجرة يعيش في كنف الصديق رضي الله عنه ..
فإن لم يرض ولي أمرهما بذلك فمن أبسط الحقوق لهما أن توفر لهما الدولة ملجأ آمنا ، يحسن فيه رعايتهما وتعليهما حتى يستقلا بحياتهما ، ولكن مراكز ومنظمات حقوق الأطفال أول من يساهم في ذلك ، أم أن مبدأ حرية التفكر والاعتقاد ليست من معاجمها ؟؟..
*مدير موقع التاريخ الالكتروني
أي علم يحمله هذا الشيخ ؟!!!!!
د. أحمد عبد الحميد عبد الحق | 27-06-2011 01:19
منذ أيام خلت قرأت خبرا منشورا بموقع الأهرام ينقل عن مدير أمن محافظة المنيا قوله : إن الفتاتين ( كرستينا عزت فتحي "17 سنة"، ونانسي مجدي فتحي "14 سنة" لا يصح إسلامهما ولا يجوز قبول إشهار إسلامهما أمام مشيخة الأزهرلأنهما قاصرتان ، فقلت في نفسي : إن هذا كلام ضابط شرطة لا علم له بالأحكام الفقهية ، ولذلك لا يعاتب على ما صرح به ولن يعتد بقوله ..
قلت ذلك في نفسي وأنا موقن بأن القضاء سيكون له رأي آخر ، خاصة بعد أن قطعت الفتاتان الطريق على مثيري الفتنة الطائفية وذهبتا بذكاء فطري إلى ميدان التحرير ليشهرا إسلامهما من هنالك ، ويعلنا على الملأ أنهما اختارتا الإسلام بمحض إرادتهما ، ونفتا أمام الحاضرين في رسالة إلى والديهما بأن يكونا قد خطفتا أو أن أحدا أجبرها على دخول الإسلام ( وقد ظهرتا في مقطع فديو وكرستينيا تقول :" أنا سبت بيت أهلي وجيت مصر علشان أشهر إسلامي وأعرف الدين صح أنا وبنت عمى لوحدنا ومحدش ليه دعوة بحاجة وجينا ميدان التحرير ولو احنا مخطوفين كنا صرخنا ... قالت ذلك مع مناشدة إلى أهلها أن يتركوها وشأنها بعد أن أشهرت إسلامها ") ثم سلمتا نفسيهما لأحد مراكز الشرطة ، فقامت النيابة بعد تفحص الأمر بتكليف الأجهزة الأمنية بتوفير مكان آمن لهما غير الذى تقيمان فيه ، واستدعت أحد علماء مجمع البحوث الإسلامية للتحقق من مدى صحة إسلام الفتاتين .
وكانت المفاجأة أن هذا العالم قال : إن إسلام الفتاتين لا يعتد به ولا يصح ، فجاء جبرائيل مستشار الكنيسة وأخذ يثني على هذا الكلام كما نقل موقع جريدة اليوم السابع في بموقف الأزهر، وأنه وصف هذا الكلام بالمشرف، لإعلانه بطلان إشهار إسلام دون سن الثامنة عشرة..
وأنا أتساءل إذا كان هذا الكلام مقبول من رجل الشرطة الذي يطلع على قواعد الدخول في الإسلام فكيف يكون مقبولا من عالم فاضل ؟ وأي علم يحمله هذا الشيخ إن كان ما نسب له حقا ؟ ومن أي مصدر يستقي معلوماته ؟ ..
لأنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن البلوغ هو مناط التكليف في الإسلام ، وأن البنت إذا بلغت سن المحيض جرى عليها الكلام ، وحوسبت على أعمالها ، فكيف إذن تمنع من الإسلام قبل سن الثامنة عشرة من عمرها ؟ وهذا أمر لا يمتلكه أي إنسان مهما كانت مكانته ، حتى ولو كان نبيا مرسلا ..
وهذا الشيخ العالم الذي يحدد سن الإسلام بالثمانية عشرة دون سند أو دليل ألم يسأل نفسه عن مصير تلك الفتاة لو ماتت قبل هذا السن الذي يحدده لها لكي تشهر إسلامها ؟!! وهل يستطيع أن يتحمل وزر وفاتها على الكفر والشرك ؟؟
وحتى إذا كانتا الفتاتين لم تبلغا المحيض فليس هناك ما يمنع إسلامهما ، لأن من يتأمل في تاريخ الصحابة يجد أن المئات منهم من الرجال والنساء أسلموا وهم أطفال ، ولم نسمع عن أحد لا من القدماء ولا من المحدثين شكك في إسلامهم .
وهل مثل هذا الشيخ العالم يجهل أن علي بن أبي طالب قد أسلم وهو صبي صغير ، وأن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة بنت الصديق أسلمتا وهما في سن الطفولة ؟ ..
إن كان يجهل ذلك فلا يصح أن يكون في مكانه الذي يخوله للحكم في صحة إسلام الإنسان من عدم صحته ..
وإن كان لا يجهل فلا يصح له وهو عالم فاضل أن يكتم علمه ويحرم فتاتين لا حول لهما ولا قوة من نعمة الإسلام ...
وإذا كان البعض سيتكلم ويقول : إن في ذلك إثارة للفتنة ، وحرمانا للفتاتين من أهلهما أو حرمانا لأهلهما منهما فإني أقول : ما المانع أن تعود كل فتاة لأبيها بشرط أن يتعهد أمام القانون بألا يتعرض لها في دينها ، ونعيش كالشعوب المتحررة من العصبية يكون في البيت الواحد مسلم ومسيحي كل له دينه وحسابه على الله ؟ ألا يحدث ذلك في بلاد أوربا ؟ ألا يحدث ذلك في أمريكا التي يهرول إليها البعض مستنجدا بها كلما سمع إسلام واحد أو واحدة ؟؟
إن المجتمع المكي عند البعثة كانت بيوته خليطا من المسلمين والكفار ، وكانت تقوم المودة من المسلمين لهم ، وظل والد الصديق على الشرك حتى فتح مكة وكان قبل الهجرة يعيش في كنف الصديق رضي الله عنه ..
فإن لم يرض ولي أمرهما بذلك فمن أبسط الحقوق لهما أن توفر لهما الدولة ملجأ آمنا ، يحسن فيه رعايتهما وتعليهما حتى يستقلا بحياتهما ، ولكن مراكز ومنظمات حقوق الأطفال أول من يساهم في ذلك ، أم أن مبدأ حرية التفكر والاعتقاد ليست من معاجمها ؟؟..
*مدير موقع التاريخ الالكتروني