[center]خواطر صآآآئمة
كانت تدعـوا الله تعالى أن يُبَلِّغها رمضان ، و هى فى شِدَّةِ شوقها إليه .. تخشى ألا تدركه .. و تستعد لاستقباله بكل ما يُمكنها عمله .. تابت إلى الله عَزَّ و جَلَّ من كل ذنوبها ،، و بدأت فى قـراءة بعض الكتب المتعلقة بشهر رمضان و بأحكام الصيام ..
و ذات ليلة .. سمعت بانتهاء شهر شعبان و رؤية هلال رمضان ، ففرحت و استبشرت ، و حمدت رَبَّها أنْ بَلَّغها شهرَ رمضان ، و بدأت تُهنئ مَن حولها ببلوغ الشهر ، و تَحُثُّهم على الطاعة و الاستقامة ..
ذهبت و نامت مُبكرًا لتُدرك السحور ..
نامت
سويعاتٍ قليلة ، ثم استيقظت قبل الفجر بحوالى ساعتين .. توضأت ، و وضعت
سِجادتها ، و بدأت تُصَلِّى .. انتهت من صلاتها ، و أقبلت على مصحفها ، و
أمسكت به ، و بدأت تقـرأ : (( الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِين )) فسقطت دموعها … أكملت : (( الرَّحمَن الرَّحِيم ◘ مالِكِ يَومِ الدِّين )) و ما زالت دموعها تجرى على خَدَّيها ، و هى تُكمل قـراءتها … (( إيَّاكَ نَعبُدُ و إيَّاكَ نَستَعِين )) فلم تتمالك نفسها ، و زاد بُكاؤها
… و أكملت قـراءتها … و ما زالت تقـرأ و تقـرأ حتى أحَسَّت بقُـرب وقت
الأذان .. فـ توقفت ، و أغلقت مصحفها ،، ثم ذهبت و تَسَحَّرَت .. و بعـدها
بدقائق أُذِّنَ للفجـر ،، فـ توضَّأت و صَلَّت .. و بعـد قولها لأذكار
الصلاة ، و أذكار الصباح ،، أقبلت مَرَّةً أخرى على مصحفها ، و بقيت ساعةً
تقـرأ ….. و هكـذا طوال أيام الشهر ..
و إذا غربت الشمس و أُذِّنَ للمغرب ، أمسكت بتُمَيراتٍ لتُفطِرَ عليها .. و بدأت تدعوا و تدعوا ، لأنها تعلم أنَّ دعـوة الصائم مُستجابة ، و هى ترجوا من الله جَلَّ و عَلا أن يستجيب دعاءها ..
فـ تدعـوا لنفسها و لأبيها و أمها و إخوتها و أخواتها ، و تدعـوا لكل
المسلمين .. ثم تأكل التُميرات ، و تشرب الماء ،، و هى تتفكر فى حالها و هى
صائمة و حالها بعـد الإفطار ،، و تُقارن بين الحالين ..
كم
كانت أثناء النهار عَطِشَه ، تشعر كأنَّ لسانها أصبح حجرًا من شِدَّة
العطش ، و تجد فمها جافَّاً يحتاج لجرعة ماء ، و مع ذلك تتحمل و تصبر لتنال الأجرَ من الله عَـزَّ و جَلَّ ،، بل تتذكَّر قـول النبى صلى الله عليه و سلم : (( لا يزالُ لسانُك رَطبًا من ذِكر الله )) [رواه الترمذى و صححه الألبانى] ، فتُكثِر من الذكر و الاستعفار … تشعر بالعطش فتتذكَّر يومَ القيامة بحَرِّه الشديد و عطَشه حيث لا يجد الناسُ ماءً ليشربون و هم ينتظرون الحِساب .. تُحادِثُ نفسَها قائلةً : أنا صائمةٌ و أشعرُ بجوعٍ و عَطَشٍ شديدين …. بإمكانى أنْ آكل أو أشرب دون أن يرانى أحدٌ من الناس .. بإمكانى أن أختبئ فى حُجرتى دون أن يَطَّلِعَ عَلَىَّ أحد و أفعل ما أشاء .. بإمكانى مُشاهدة الحرام و سماع الغِناء دون أن يشعر بى أحد .. بإمكانى فِعل المعاصى و التظاهر أمام الناس بالصلاح و التقوى .. بإمكانى فِعل أىِّ شئٍ و التظاهر بالصيام … و بالرغم من هذا ، فأنا لا أفعل شيئًا من ذلك ………………… لماذا ؟؟؟؟ لأنى
أعلمُ أنَّ اللهَ يرانى و يَطَّلِعُ عَلَىَّ و يعرفُ كُلَّ صغيرةٍ و
كبيرةٍ أفعلها .. لا تخفى عليه خافية … إنْ كان الناس لا يرونى و لا يعلمون
بما أفعل ، فإنَّ اللهَ تعالى هو الذى خلقنى و على عِلمٍ بكل أفعالى ..
كانت تفعل الطاعات و تُحاول أن تتقرَّبَ إلى الله عَـزَّ و جَلَّ بكل ما تستطيع …
يمر اليوم تلو اليوم ، و تجد أيام الشهر فى تناقص .. إنه أفضل شهور العام ،
و مع ذلك فإنَّ أيامه تمر سريعًا ،، و كلما مَـرَّ يومٌ أحبت بقـاءه ، و
تَمَنَّت لو يطول الشهر … حتى لم يبقَ على نهاية الشهر إلا ساعاتٌ قليلة ،، ثم أُعلِنَ عن نهاية شهر رمضان و رؤية هلال شَوَّال .. فـ بدأت الدموعُ تنهمر من عينيها
… يا إلهى ,, إنَّ الأيامَ الجميلة تمر سريعة .. لا تطول … يا إلهى ,,
كنتُ اليومَ صائمةً و غـدًا سأُفطِر … انتهيتَ يا شهرنا .. يا مَن أحببناك
من أعماق قلوبنا ، و تمنينا بقاءك و مُكثك بيننا …. دموعها تنهمر و هى بين فَـرَحٍ بقـدوم العيـد و بين حُـزنٍ على فِـراق رمضان
… يا شهرنا لن نلقاك إلا بعـد عامٍ كامل ، و قـد لا نلقاك .. وداعـًا
وداعـًا .. لعل العمـر يكون فيه بَقِيَّه ، فـ أعيشُ معك بروحى و قلبى فى
العام المُقبِل .. وداعـًا يا شهرنا .. وداعـًا يا أفضل الشهور .. لن أنساك
.. لن أنسى أيامى معك …
يا
إلهى ،، أسألك أن تُعيـد علينا شهر رمضان أعوامًا عديدة و أزمنةً مديدة ، و
نحن فى صحةٍ و سلامةٍ و سعة رزق ، و أن تجعل لنا منه أوفر الحظ و النصيب
..
كانت هـذه روحانياتٍ من نَسْج خيالى ،، و لعلنا نستشعرها فى شهر رمضان فنعيشُ معها بأرواحنا و قلوبنا ..
اللهم
اختم لنا شهر رمضان برضوانك ،، و العِتق من نيرانك .. و أعـده علينا
أعـوامًا عديدة ، و أزمنةً مديدة و نحن فى صحةٍ و سلامةٍ و سعة رِزق ، و
اجعل لنا منه أوفـر الحظ و النصيب ..
[/center]