الله أكبر يا سفير
السفير الأمريكي في السفارة الأمريكية قابع كالجبل
الأشم بجدة وكأنه الملك يتربع على العرش رفع
السماعة وقال لسمو الأمير عبد المجيد أمير منطقة
مكة المكرمة : فيه زوجة أمريكية في مكة المكرمة
عندها مشكلة مع زوجها المصري برجاء التوصية
لإنهاء هذه المشكلة بأي طريقة.
.كان هذا المصري!!!!!!!!!!!
يعيش مع زوجته في مكة المكرمة وأنجبا صبي ولد
في مصر وثلاثة بنات في مكة المكرمة , وكانت
زوجته تعمل أستاذة في كلية دار الحكمة بجدة وظلا
معاً من 1409 ه حتى1429 ه عشرون عاماً من
الحياة السعيدة , والالتحام وكأن هذا الزوج المصري
أبيها وأمها وأخيها وأختها وخالتها وخالها وعمها
وعمتها وكأنها الخاتم في إصبعه ,وعندما سمح لها
العمل في جدة في كلية دار الحكمة الممتلئة بأستاذات
من جميع أنحاء العالم وكأنها انتكست ورجعت إلى
حالتها الأولى فتغيرت وكأن عدوى الوسط الأجنبي
قد تفشت في أوصالها , وأصبح زوجها لا يعني لها
شيئاً وأتسع الخاتم في إصبع زوجها حتى سقط في
قاع لا قرار له, وذات يوم عندما كان الزوج يرمي
الجمرات في اليوم الأخير اتصلت الزوجة من جدة
وقالت لزوجها :أذهب إلى المحكمة وطلقني , قال
الزوج : ماذا حدث ؟؟؟!!!
قالت : في خلال 25 ساعة لابد أن تطلقني وألا
ذهبت إلى سفارتي وسوف ترى ماذا سيحدث لك
قال لها الزوج بعد أن أشتم رائحة التهديد تفوح من
فمها : وفري وقتك الغالي وأذهبي إلى سفارتك بدلا
من الانتظار!!!!!!!!!!
بعدها بيومين استلم زوجها إشعار من المحكمة بمكة
المكرمة وذهب لمعرفة الادعاء ولما أطلع عليه
صعق وكأن الأرض تدور به , كتب الحقيقة كاملة
بدون لف ولا دوران في خمس صفحات وقدمها
للمحكمة وعندما وقف أمام القاضي في المحكمة
الكبرى وكانت هي موجودة والابن الأكبر والابنة
الكبرى فقال القاضي أن زوجتك تدعي عليك بأنك
تضربها وتسئ معاملتها ولا تصرف عليهم
وتستعمل السحر فما قولك قال الزوج : لا صحة
لهذا الادعاء لأننا متزوجين منذ 25 عاما فلماذا
ظهرت كل هذه النقائص الآن ؟؟!!!!!!!!
وأردف : قدمت خمس صفحات وفيها الحقيقة ألم
تطلع على أحد من هذه الحقائق ؟؟؟!!!!!!
قال القاضي : طلقها فرد الزوج لا أرغب في طلاقها
وأردف قائلا :إن كانت تريد الفراق فعليها بالخُلع
لأن ( أبغض الحلال عند الله الطلاق ) , وأنا لست
كارها ,فقال القاضي بصوت خافت لا يسمعه إلا
الزوج :وكأنه يقدم نصيحة للزوج طلقها وتزوج
أخرى صغيرة ماذا تريد من هذه!!! قال الزوج : لا
أريد طلاقها !!!!لأنها أم أولادي
فتحير القاضي فهو يريد أن يقيم العدل ولا فرق
عنده بين مصري وأمريكي إلا بالتقوى , لذلك حول
الأوراق إلى لجنة الصلح في الدور الثاني بإدارة
الشيخ يحي النهاري وهناك أستمر الحال لثلاثة
أشهر كان في فمهم كلمة واحدة هي طلقها وخلصنا
وقال الموظف ويدعى محمد ألغامدي للزوج :طلق
أفضل لك وتخلص من هذا الكابوس وآلا ماذا نفعل
لو رفع السفير الأمريكي سماعة التليفون وكلم
الأمير ماذا سيكون وضعك , قال الزوج للشيخ محمد
ألغامدي :هل أطلعتم على الأوراق , هل كل
ما تعرفونه هو الطلاق ولا يوجد من يصلح بيننا
أريد لجنة تصلح بيني وبين زوجتي ولا أريد من
يفرقنا فهل أنتم هذه اللجنة .
كان الرد أن وصل خطاب من اللجنة , بالتوصية
على تطليق الزوجة بدون أن تدفع ريال واحد , ذهب
الزوج إلى القاضي دون أي صلح وفي حلقه غصة
مرة عندما تخيل أنه الفراق , ظهر القاضي أنه
مضغوط عليه فقال له الزوج بكل شجاعة أنها عملية
سياسية ولكن الله أكبر , فقال القاضي : وهو يحسم
الأمر طلقها وأرجع إلى بلدك , قال الزوج أما أنا لا
أطلق غضب القاضي وقال أنت فعلت كذا وكذا كما
قالت الأمريكية ولم يناقش أي كلمة قالها الزوج
أنصح بالطلاق ووصى الزوجة بالعدة ووقع الزوج
تحت هذه الكلمة ( أنا لا أوافق على الحكم ) وبهذا
أحيلت إلى محكمة الاستئناف وكتب الزوج
اعتراض مطول وقدمه وهو لا يزال يفكر ويأمل أن
تعود الحياة كما كانت , وأن عقارب الساعة تعود
إلى الوراء لينعم بالحياة الناعمة والهدوء بين أولاده
وزوجته , ولكن أي حياة سعيدة تحلم بها أيها الواهم
فزوجتك وأولادك سافروا إلى أمريكا في اليوم التالي
للطلاق , فلتستأنف ألف مرة فسوف لا يجدي
استئنافك , وما فائدة الاعتراض وقد تمت المحادثة
بين السفير والأمير وأي محادثة هذه التي ضاع فيها
حق الزوج وهو لم ينطق بكلمة واحدة تشير إلى
الطلاق ولم يكن في قلبه مثقال ذرة من نية الفراق
ولم ينظر أي طرف قابله بعين الرحمة لهذا الزوج
الغريب , ولو كانت الزوجة مصرية لأخذ الميزان
حقه ولأنتصر الحق , ولكن كان الصراع بين
الجنسيات وهنا تنتصر الجنسية الأمريكية حتى
لو كانت ظالمة مستبدة , حتى ولو كانت في بلد
الحرمين الشريفين.
جر الزوج المطلق من جهة القاضي أذيال الخيبة
والعار ولم يهدأ له بال حتى ذهب للقاضي
في الطابق السابع وهناك سلمه معروض قال فيه
أن أم الأولاد سافرت بالأمس إلى أمريكا ومعها
البنات وفي نهاية المعروض كتب الزوج ( حسبي
الله ونعم الوكيل في كل من شارك في التفريق بيني
وبين أسرتي ) , أخذ القاضي المعروض ونظر
نظرة قوية وفاحصة بعد الانتهاء من العبارة الأخيرة
ثم قال وكأنه نادم :
أرفقه مع الأوراق في طلب الاعتراض فسيكون إن
شاء الله في صالحك . لم يفاجأ بالرد على الاعتراض
فقد تبينت له الحقيقة من لهجة القاضي ومن لهجة
لجنة الصلح , وكانت النتيجة التي بطعم العلقم
أنه حمل نفسه ولا يكاد يحملها وعاد أدراجه إلى
البيت وهو يحمل في قلبه حزن يسع الناس أجمعين
بفشله الذر يع في الحفاظ على أسرته وماله , مكث
في مكة حوالي عام ونصف , وبدأ يلملم جراحه
ويقول لنفسه : أن الله أخذ منك ليعطيك أفضل مما
أخذ , ومنذ ردد في المحكمة هذه الشافية الكافية لم
يتخلى عنها وهي ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) قالها
على مصيبته , وترحم بها على روح سمو الأمير
عبد المجيد الله يرحمه رحمة واسعة.
كانت هذه القصة الحقيقية بناء على طلب الزوج
السابق وهي حقيقية 100 %