الحيـــــــــــــاء مــــــــن الله
حديث شريف
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم (إستحيوا من الله حق الحياء قال قلنا إنا لنستحى من الله والحمد لله قال ليس ذاك ولكن الحياء من الله أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وأن تذكر الموت والبلى ومن أراد ألأخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد إستحيا من الله حق الحياء)
هذا الحديث فيه من الوصايا التى لو تمسك بها المسلم لكفته فى إصلاح دينه ودنياه
إذ كل وصيه منه تحمل بين طياتها ما لا ينحصر من الخصال الحميده التى تعد كل خصله منهابرهانا على صحة ألإيمان وسلامة اليقين
الوصيه لأولى * قوله صلى الله عليه وسلم
إستحيوا من الله حق الحياء ومعنى إستحيوا أى إطلبوا لأنفسكم الحياء وتكلفوه إن لم يكن طبعا فيكم واصتنعوه لأنفسكم كلما وجدتموها قد مالت إلى مالاتحمد عواقبه او إستخفت بفضيله من الفضائل او اقدمت على رزيله من الرزائل
او قصرت فى واجب من الواجبات
والحياء خلق فاضل وكمال وافر وسلوك نبيل
وهو من ألإيمان بمنزلة ألرأس من الجسد
ولهذا خصه النبى بالذكر من بين شعب ألإيمان
فقال (ألإيمان بضع وسبعون شعبه والحياء شعبه من ألإيمان)
وقد عرفه العلماء بتعريفات متقاربه توضح معناه بالوصف لأنه فيماأرى ليس له حد جامع
إذ هو من الشعب التى تتشعب من غيرها
ويتشعب غيرها منها فهو رافد تمده روافد وبحر تمده ابحر حتى كاد يكون هوألإمان كله
وقد نوه النبى بذالك فقال (الحياء لا يأتى إلا بخير ) وهذا الحديث يدل على أنه خير محض وهذا لا يمنع من أن يكون هناك نوع من الحياء مذموم وإذا كان الحياء لا ياتى إلا بخير فإن عدمه يكون وبالا على من تركه او فقد الكثير منه والحياء هو تغير وإنكسار يعترى الانسان من خوف ما يعاب به ويذم
وقيل إن الحياء هو إنقباض النفس عن القبيح وتركه
والناس متفاوتون فى الحياء وغيره من شعب
الايمان لكن الحيى يدفعه حياؤه الى مواطن الخير
وصاحب الحياء إنسان ذو مروءه يحترم أدميته
فلا يهينها أبدا ويوقر إنسانيته فلا ينزل بها عن مستواها البته بل يحافظ على ما حباه الله
وهل كان النبى يخص اصحابه بهذه الوصيه لانه يرى انهم اقدر الناس علىإستيعابها ام هى عامه لهم ولنا من بعدهم
والجواب على ذلك سهل ميسور إن الوصيه لهم على وجه الخصوص وللمؤمنين على وجه العموم
وبعد ان يقول النبى ليس هذا الحياء تتطلع الانظار اللى ما سيذكره الرسول بعد هذا القول فيقول مستدركا ولكن الحياء من الله ان تحفظ الرأس وما وعى
والخطاب ليس لواحد من اصحابه كما يظن بادى الراى إنما هو خطاب لكل من يصلح له الخطاب من المؤمنين
وحفظ الرأس وما وعاه من عقل وسمع وبصر ولسان وعنق يعتبرضرورهمن ضروريات حفظ الدين واول ما يجب على الانسان حفظه هو عقله لانه مناط التكليف وحفظه يكون بترك كل ما يغتالهفعلى الانسان ان يحفظ سمعه منم الباطل ومن اللغو وعليه ايضا ان يلقى بسمعه الى الموعظه الحسنه وعلى الانسان كذلك ان يحفظ بصره من النظره الخائنه التى قد تودى بصاحبها الى الهلاك وايضا اللسان الذى يورد صاحبه المهالك والمواردوكذالك كل جارحه على الانسان حفظها وتسخيرها فيما اراد الله
ثم يحفظ البطن وما حوى فلا يأكل حراماوبعد ذلك عليه ان يتذكر مصيره المحتومويتعظ به لانه هو الواعظ الاكبر الا وهو الموت
فمالك ليس ينفع فيك وعظ
ولا زجر كأنك من جماد
ستندم إن رحلت بغير زاد
وتشقى إذ يناديك المنادى
تب عما جنيت وانت حى
وانتبه وأفق قبل الرقاد
ولا تأمن لذى الدنيا صلاحا
فإن صلاحها عين الفساد
تأهب للذى لابد منه
فإن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم
لهم زاد وانت بغير زاد
نسأل الله حسن الخواتيم
وإلى لقاء بمشيئة الله
بقلم
رشدى منصور العطار
حديث شريف
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم (إستحيوا من الله حق الحياء قال قلنا إنا لنستحى من الله والحمد لله قال ليس ذاك ولكن الحياء من الله أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وأن تذكر الموت والبلى ومن أراد ألأخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد إستحيا من الله حق الحياء)
هذا الحديث فيه من الوصايا التى لو تمسك بها المسلم لكفته فى إصلاح دينه ودنياه
إذ كل وصيه منه تحمل بين طياتها ما لا ينحصر من الخصال الحميده التى تعد كل خصله منهابرهانا على صحة ألإيمان وسلامة اليقين
الوصيه لأولى * قوله صلى الله عليه وسلم
إستحيوا من الله حق الحياء ومعنى إستحيوا أى إطلبوا لأنفسكم الحياء وتكلفوه إن لم يكن طبعا فيكم واصتنعوه لأنفسكم كلما وجدتموها قد مالت إلى مالاتحمد عواقبه او إستخفت بفضيله من الفضائل او اقدمت على رزيله من الرزائل
او قصرت فى واجب من الواجبات
والحياء خلق فاضل وكمال وافر وسلوك نبيل
وهو من ألإيمان بمنزلة ألرأس من الجسد
ولهذا خصه النبى بالذكر من بين شعب ألإيمان
فقال (ألإيمان بضع وسبعون شعبه والحياء شعبه من ألإيمان)
وقد عرفه العلماء بتعريفات متقاربه توضح معناه بالوصف لأنه فيماأرى ليس له حد جامع
إذ هو من الشعب التى تتشعب من غيرها
ويتشعب غيرها منها فهو رافد تمده روافد وبحر تمده ابحر حتى كاد يكون هوألإمان كله
وقد نوه النبى بذالك فقال (الحياء لا يأتى إلا بخير ) وهذا الحديث يدل على أنه خير محض وهذا لا يمنع من أن يكون هناك نوع من الحياء مذموم وإذا كان الحياء لا ياتى إلا بخير فإن عدمه يكون وبالا على من تركه او فقد الكثير منه والحياء هو تغير وإنكسار يعترى الانسان من خوف ما يعاب به ويذم
وقيل إن الحياء هو إنقباض النفس عن القبيح وتركه
والناس متفاوتون فى الحياء وغيره من شعب
الايمان لكن الحيى يدفعه حياؤه الى مواطن الخير
وصاحب الحياء إنسان ذو مروءه يحترم أدميته
فلا يهينها أبدا ويوقر إنسانيته فلا ينزل بها عن مستواها البته بل يحافظ على ما حباه الله
وهل كان النبى يخص اصحابه بهذه الوصيه لانه يرى انهم اقدر الناس علىإستيعابها ام هى عامه لهم ولنا من بعدهم
والجواب على ذلك سهل ميسور إن الوصيه لهم على وجه الخصوص وللمؤمنين على وجه العموم
وبعد ان يقول النبى ليس هذا الحياء تتطلع الانظار اللى ما سيذكره الرسول بعد هذا القول فيقول مستدركا ولكن الحياء من الله ان تحفظ الرأس وما وعى
والخطاب ليس لواحد من اصحابه كما يظن بادى الراى إنما هو خطاب لكل من يصلح له الخطاب من المؤمنين
وحفظ الرأس وما وعاه من عقل وسمع وبصر ولسان وعنق يعتبرضرورهمن ضروريات حفظ الدين واول ما يجب على الانسان حفظه هو عقله لانه مناط التكليف وحفظه يكون بترك كل ما يغتالهفعلى الانسان ان يحفظ سمعه منم الباطل ومن اللغو وعليه ايضا ان يلقى بسمعه الى الموعظه الحسنه وعلى الانسان كذلك ان يحفظ بصره من النظره الخائنه التى قد تودى بصاحبها الى الهلاك وايضا اللسان الذى يورد صاحبه المهالك والمواردوكذالك كل جارحه على الانسان حفظها وتسخيرها فيما اراد الله
ثم يحفظ البطن وما حوى فلا يأكل حراماوبعد ذلك عليه ان يتذكر مصيره المحتومويتعظ به لانه هو الواعظ الاكبر الا وهو الموت
فمالك ليس ينفع فيك وعظ
ولا زجر كأنك من جماد
ستندم إن رحلت بغير زاد
وتشقى إذ يناديك المنادى
تب عما جنيت وانت حى
وانتبه وأفق قبل الرقاد
ولا تأمن لذى الدنيا صلاحا
فإن صلاحها عين الفساد
تأهب للذى لابد منه
فإن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم
لهم زاد وانت بغير زاد
نسأل الله حسن الخواتيم
وإلى لقاء بمشيئة الله
بقلم
رشدى منصور العطار