[center]رسالة إلى سياسي معاصر
[center]
[center]
تلك
السطور قد إقتبستُها من إحدى المحاضرات عن السيرة النبوية و الرسالة فيها
مختصر لفائدة عظيمة فى كيف تأسست الدولة الإسلامية وقامت على العدل وإقامة
شريعة الله سبحانه وتعالى فى أرضه على خطى الرسول الكريم صلى الله عليه
وسلم ونصرة صحابته رضوان الله عليهم فى إتباع أثره وهديه صلى الله عليه
وسلم.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى المدينة قد وصل
إلى «قباء» وهي قرية جنوب المدينة على بعد ميلين منها، فأسس فيها أول مسجد
بني في الإسلام، وأقام فيها أربعة أيام، ثم سار صباح الجمعة إلى المدينة،
فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف، فبنى مسجدا هناك وأقام أول جمعة
في الإسلام، وأول خطبة خطبها في الإسلام، ثم سار إلى المدينة، فلما وصلها
كان أول عمل عمله بعد وصوله أن اختار المكان الذي بركت فيه ناقته ليكون
مسجدا له، وكان المكان لغلامين يتيمين من الأنصار، فساومهما على ثمنه،
فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى إلا أن يبتاعه منهما بعشرة دنانير
ذهبا أداها من مال أبي بكر، ثم ندب المسلمين للاشتراك في بناء المسجد،
فأسرعوا إلى ذلك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللَّبِن
[الطوب]، حتى تم بناء المسجد جدرانه من لَبِن، وسقفه من جريد النخل مقاما
على الجذوع.
ثم كان أن آخى المهاجرين والأنصار، فجعل لكل أنصاري أخا من
المهاجرين، فكان الأنصاري يذهب بأخيه المهاجر إلى بيته، فيعرض عليه أن
يقتسم معه كل شيء في بيته.
ثم كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا
بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه اليهود، وأقرهم على دينهم وأموالهم، وقد
ذكر ابن هشام هذا الكتاب بطوله في سيرته، وهو يتضمن المبادئ التي قامت
عليها أول دولة في الإسلام، وفيها من الإنسانية والعدالة الاجتماعية
والتسامح الديني والتعاون على مصلحة المجتمع ما يجدر بكل طالب أن يرجع إليه
ويتفهمه ويحفظ مبادئه.
... ونحن نذكر المبادئ العامة التي تضمنتها هذه الوثيقة التاريخية الخالدة:
1 - وحدة الأمة المسلمة من غير تفرقة بينها.
2 - تساوي أبناء الأمة في الحقوق والكرامة.
3 - تكاتف الأمة دون الظلم والإثم والعدوان.
4 - اشتراك الأمة في تقرير العلاقات مع أعدائها لا يسالم مؤمن دون مؤمن.
5 - تأسيس المجتمع على أحدث النظم وأهداها وأقومها.
6 - مكافحة الخارجين على الدولة ونظامها العام، ووجوب الامتناع عن نصرتهم.
7 - حماية من أراد العيش مع المسلمين مسالما متعاونا، والامتناع عن ظلمهم والبغي عليهم.
8 - لغير المسلمين دينهم وأموالهم، لا يجبرون على دين المسلمين ولا تؤخذ منهم أموالهم.
9 - على غير المسلمين أن يسهموا في نفقات الدولة كما يسهم المسلمون.
10- على غير المسلمين أن يتعاونوا معهم لدرء الخطر عن كيان الدولة ضد أي عدوان.
11 - وعليهم أن يشتركوا في نفقات القتال ما دامت الدولة في حالة حرب.
12 - على الدولة أن تنصر من يظلم منهم، كما تنصر كل مسلم يعتدى عليه.
13 - على المسلمين وغيرهم أن يمتنعوا عن حماية أعداء الدولة ومن يناصرهم.
14 - إذا كانت مصلحة الأمة في الصلح، وجب على جميع أبنائها مسلمين وغير مسلمين أن يقبلوا بالصلح.
15 - لا يؤاخذ إنسان بذنب غيره، ولا يجني جان إلا على نفسه وأهله.
16 - حرية الانتقال داخل الدولة وخارجها مصونة بحماية الدولة.
17 - لا حماية لآثم ولا لظالم.
18 - المجتمع يقوم على أساس التعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان.
19 - هذه المبادئ تحميها قوتان:
قوة معنوية، وهي: إيمان الشعب بالله ومراقبته له، ورعاية الله لمن [عاهد] ووفى.
وقوة مادية، وهي رئاسة الدولة التي يمثلها محمد صلى الله عليه وسلم.
وختاماً
أخى السياسي والمناضل والناشط والثائر للحق
أود
أن أذكرك ونفسى بتقوى الله ولنا فى هذه السيرة العطرة الأسوة الحسنة
ونتعلم منها ما يبنى حياتنا على الخير والسعادة فى الدنيا والأخرة, والحمد
لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
.........................................
المرجع بتصرفكتاب السيرة النبوية - دروس وعبر(مجموعة محاضرات)/ مصطفى بن حسني السباعي _ رحمه الله)
[/center]
[/center]