(أمن ألناس )
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
الأمن مطلب نبيل، تهدف إليه المجتمعات ، وتتسابق إليه السلطات .
والأمن ضد الخوف، و هو سكون القلب، وذهاب الروع والرعب. والبلد الآمن، هو البلد الذي اطمأن به أهله.
إن طلب الأمن مقدم على طلب الغذاء؛ لأن الخائف لا يتلذذ بالطعام والشرب، ولا يهنأ بالنوم ولا يطمئن في مكان، ولهذا لما دعا خليل الله إبراهيم - عليه السلام - لمكة المشرفة قال: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} [(126) سورة البقرة] .
فدعا بتوفير الأمن قبل توفير الرزق. فالأمن مطلب ضروري لكل البشر.
كيف يكون حالنا لو انفرط عقد الأمن أو عمت الفوضى ؟
لا أحد يأمن على نفسه، ولا على عرضه، ولا على ماله. القتل والسلب والنهب لكل الناس، بدون سبب ولا مبرر.
فنسأل الله - عز وجل - بأسمائه وصفاته ، أن لا يأتي هذا اليوم علينا، وأن يحفظ علينا أمننا واستقرارنا، أنه ولي ذلك والقادر عليه.
• ما هي وسائل توفير الأمن؟
• هل يتوفر الأمن بالبطش والجبروت أو القهر ؟
• هل يتوفر الأمن بالاستبداد واستعباد الناس وذلهم؟
• هل يتوفر الأمن بالتساهل والتسامح مع المجرمين والمفسدين إلى حد الفوضى؟
• هل يتوفر الأمن باستعمال الأجهزة والأسلحة وما توفر من المخترعات الحديثة من إمكانيات؟
• هل يتوفر الأمن بقوة الحصون والأبواب والحراس؟
• ما هي الأسباب الصحيحة لتوفير الأمن للمجتمعات، بعدما جربت البشرية كل النظم، وحاولت شتى الوسائل؟
إن أسباب أمن الناس تتركز في الدين ، الذي اختاره الله للبشرية جميعاً إلى يوم القيامة .
{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُون }[(50) سورة المائدة]
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }[(3) سورة المائدة]
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [(107) سورة الأنبياء].
وخير شاهد على أن الدين هو سبب الأمن. حالة الناس، قبل مجيء الدين، فقد كانوا في جاهلية وضلالة ، فلما جاءالدين، ودخلوا فيه، تحولوا إلى مجتمع يسوده الأمن، وتوجهه العقيدة السليمة، وتحولت فيه العداوة إلى محبة، والقطيعة إلى أخوة، والشح والأثرة إلى إيثار ، كما قال تعالى مذكراً عباده هذه النعمة :
{وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}[(103) سورة آل عمران].
{وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[(26) سورة الأنفال]
بعد ذلك ، رق الدين عند الناس، وانصرف غالب الناس عنه ، فصرنا نعيش حالة من الفوضى والخوف، والتناحر .
أن الدين الحق هو الذي يوفر الأمن، فلا الديكتاتورية تجلب الأمن، ولا الديمقراطية، ولا يمكن أن يجلب الأمن عن طريق الضغط على الشعوب، فإن من طبيعة البشر، كلما زيد في التضييق عليها، والضغط عليها، زاد ذلك في حقدها، وصارت تحاول التمرد على الأنظمة والقوانين المعمول بها، بشتى الطرق والوسائل، ومحاولة الاحتيال عليها.
لا يخفي ما يحدث ونسمع عنه من فترة لأخرى، من وقوع بعض السرقات، والنهب وقطع الطرق في بعض المناطق، و جرائم القتل والاغتصاب، بدأت بالظهور، فما دلالة هذا؟
كلما بعد الناس عن الدين، قل نسبة الأمن عندهم، وكلما زادوا محافظة وتمسكاً بالدين كان هذا سببا في استقرارهم وطمأنينتهم. وهذه معادلة ثابتة، فأمن الناس بأيديهم، كلما زادوا في الشر، انتشر بينهم الفساد.
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [(11) سورة الرعد]
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ... } [الروم: 41]
الناس عندما نسوا الله - عز وجل - نسيهم الله - سبحانه وتعالى -، نزعت البركة و الأمن منهم، حتى صار حالهم كما نشاهد ونسمع.
وقال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [(112) سورة النحل]
****************************
وقال عز من قائل:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}
[(55) سورة النــور].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
[105 سورة المائدة]
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }.
[سورة الأنعام:82]
صدق الله العظيم
بارك الله لي ولكم في ديننا.
**********************
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
الأمن مطلب نبيل، تهدف إليه المجتمعات ، وتتسابق إليه السلطات .
والأمن ضد الخوف، و هو سكون القلب، وذهاب الروع والرعب. والبلد الآمن، هو البلد الذي اطمأن به أهله.
إن طلب الأمن مقدم على طلب الغذاء؛ لأن الخائف لا يتلذذ بالطعام والشرب، ولا يهنأ بالنوم ولا يطمئن في مكان، ولهذا لما دعا خليل الله إبراهيم - عليه السلام - لمكة المشرفة قال: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} [(126) سورة البقرة] .
فدعا بتوفير الأمن قبل توفير الرزق. فالأمن مطلب ضروري لكل البشر.
كيف يكون حالنا لو انفرط عقد الأمن أو عمت الفوضى ؟
لا أحد يأمن على نفسه، ولا على عرضه، ولا على ماله. القتل والسلب والنهب لكل الناس، بدون سبب ولا مبرر.
فنسأل الله - عز وجل - بأسمائه وصفاته ، أن لا يأتي هذا اليوم علينا، وأن يحفظ علينا أمننا واستقرارنا، أنه ولي ذلك والقادر عليه.
• ما هي وسائل توفير الأمن؟
• هل يتوفر الأمن بالبطش والجبروت أو القهر ؟
• هل يتوفر الأمن بالاستبداد واستعباد الناس وذلهم؟
• هل يتوفر الأمن بالتساهل والتسامح مع المجرمين والمفسدين إلى حد الفوضى؟
• هل يتوفر الأمن باستعمال الأجهزة والأسلحة وما توفر من المخترعات الحديثة من إمكانيات؟
• هل يتوفر الأمن بقوة الحصون والأبواب والحراس؟
• ما هي الأسباب الصحيحة لتوفير الأمن للمجتمعات، بعدما جربت البشرية كل النظم، وحاولت شتى الوسائل؟
إن أسباب أمن الناس تتركز في الدين ، الذي اختاره الله للبشرية جميعاً إلى يوم القيامة .
{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُون }[(50) سورة المائدة]
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }[(3) سورة المائدة]
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [(107) سورة الأنبياء].
وخير شاهد على أن الدين هو سبب الأمن. حالة الناس، قبل مجيء الدين، فقد كانوا في جاهلية وضلالة ، فلما جاءالدين، ودخلوا فيه، تحولوا إلى مجتمع يسوده الأمن، وتوجهه العقيدة السليمة، وتحولت فيه العداوة إلى محبة، والقطيعة إلى أخوة، والشح والأثرة إلى إيثار ، كما قال تعالى مذكراً عباده هذه النعمة :
{وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}[(103) سورة آل عمران].
{وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[(26) سورة الأنفال]
بعد ذلك ، رق الدين عند الناس، وانصرف غالب الناس عنه ، فصرنا نعيش حالة من الفوضى والخوف، والتناحر .
أن الدين الحق هو الذي يوفر الأمن، فلا الديكتاتورية تجلب الأمن، ولا الديمقراطية، ولا يمكن أن يجلب الأمن عن طريق الضغط على الشعوب، فإن من طبيعة البشر، كلما زيد في التضييق عليها، والضغط عليها، زاد ذلك في حقدها، وصارت تحاول التمرد على الأنظمة والقوانين المعمول بها، بشتى الطرق والوسائل، ومحاولة الاحتيال عليها.
لا يخفي ما يحدث ونسمع عنه من فترة لأخرى، من وقوع بعض السرقات، والنهب وقطع الطرق في بعض المناطق، و جرائم القتل والاغتصاب، بدأت بالظهور، فما دلالة هذا؟
كلما بعد الناس عن الدين، قل نسبة الأمن عندهم، وكلما زادوا محافظة وتمسكاً بالدين كان هذا سببا في استقرارهم وطمأنينتهم. وهذه معادلة ثابتة، فأمن الناس بأيديهم، كلما زادوا في الشر، انتشر بينهم الفساد.
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [(11) سورة الرعد]
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ... } [الروم: 41]
الناس عندما نسوا الله - عز وجل - نسيهم الله - سبحانه وتعالى -، نزعت البركة و الأمن منهم، حتى صار حالهم كما نشاهد ونسمع.
وقال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [(112) سورة النحل]
****************************
وقال عز من قائل:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}
[(55) سورة النــور].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
[105 سورة المائدة]
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }.
[سورة الأنعام:82]
صدق الله العظيم
بارك الله لي ولكم في ديننا.
**********************