[size=25]::. هممٌ تُناطحُ السحابِ.::
قال تعالى: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْيَتَأَخَّرَ ﴾، وقال:﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾، وقال:﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ﴾، وقال:﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾،وقال:﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله )،
وقال: ( الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانيّ )، وقال: ( اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك،وحياتك قبل موتك).
وقال لأحد لأصحابه: ( أعني على نفسك بكثرةالسجود)،وقال لآخر: ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله )،
وكان يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهرالرجال)،
وقام من الليل حتى تفطرت قدماه ،وربط الحجر على بطنه من الجوع، وربما صلى
أكثر الليل، وصبر على الإيذاء، والسب والشتم والطرد من الأوطان والجراح
في المعركة والجوع، وجاهد أعداء الله من مشركين ويهود ونصارى ومنافقين،
وكان أعظم الناس جهاداً وأحسنهم خلقاً، وأجلهم إيماناً،وأسدهم رأياً
وأنبلهم كرماً، وأكرمهم نفساً، وأطيبهم عشرة، وأشجعهم قلباً، وأسخاهم يداً
، وأكبرهم همة، وأمضاهم عزيمة، وأكثرهم صبراً صلى الله عليهوسلم.
وصبر معه أصحابه أجلَّ الصبر،وجاهدوا أحسن الجهاد
، فوقفوا مواقف تشيب لها الرؤوس، فضحوا بأموالهم وأنفسهم، وقدَّموا الغالي
والرخيص في سبيل الله، ولقوا الألاقي في مرضاته، فنُكِّلبهم من أعدائهم،
فمنهم من قتل ومنهم من جرح، ومنهم من قطعت أعضاؤه ومزقت أطرافه،وأكلوا من
الجوع ورق الشجر، وسحب بعضهم على الرمضاء، وحبس البعض، هذا وهم
صامدون،مجاهدون، يستعذبون من أجل دينهم العذاب ويستسهلون الصعاب، ويتجرعون
الغصص
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينفق ماله كله في سبيل الله، ويهب عمره كله لمرضاة الله،
فهو المصلي الصائم المنفق المجاهد المضياف الجواد البار الصادق الذاكر العابد القانت الأواب،
حتى أنه ليُدعى من أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة لكثرة فضائله وإحسانه
وهو رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وصاحبه في الغار، ماتخلف
عن غزوة ولا تأخر عن معركة، بل هوالسبَّاق الأول إلى الإسلام، والهجرة
والجهاد، والبر التقوى، وما استحق كلمة الصديق ولا تاج القبول ولا وسام
البر إلا بعد جهاد عظيم وخلق مستقيم وفضل عميم.
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغ الغاية في الزهد والورع مع
ما سبق له من المقامات الجليلة في الإيمان والتضحية والهجرة والجهاد،
والإنفاق مع خشية لربه، ومراقبة لمولاه، وعدل في رعيته، وضبط لشؤون
المسلمين وإتقان لعمله في الخلافة مع الصدِّيق في السرِّ والعلن، والإنصاف
في الغضب والرضى، مع ما كان عليه من الفقه في الدين والاجتهاد في معرفة
الوحي،واستنباط الحكم من النصوص .
وهذا عثمان بن عفان ذوالنورين رضي الله عنه الذي سارع إلى الاستجابة لله
ولرسوله فأسلم قديماً، ولزم الرسول صلى الله عليه وسلم مع العسر واليسر،
فصدق مع الله في جهاده وهجرته وإنفاقه، فجهز جيش العسرة، واشترى بئر رومة،
وأوقفها على المسلمين، ومهر في القرآن وجوَّده حتى كان يتهجد به أكثر
الليل ، مع الحياء من الله والسعي في مرضاته، مع صدق اللهجةوكرم النفس،
وطهر الضمير وحمد السيرة.
وهذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين أبو الحسن رضي الله عنه كان سيد
الشجعان، ورائد الفرسان حضرالمعارك، وجالد بسيفه، وقتل الأقران، فكان ميمون
النقيبة، مبارك السيرة، طيب السريرة، مع ما كان عليه من علم غزير وفهم
ثاقب، وفصاحة مشرقة وشجاعة متناهية، وزهدعظيم وإقدام وتضحية وهمة ومضاء،
وعزيمة وإباء، حتى استحق هذه المنزلة بجدارة، وتأهل للمجد بحق.
وهذا أبي بن كعب سيد القراء، جمع القرآن وأتقنه وحفظه، وضبط فعلم، وعلم وصدق ونصح حتى صار آية في هذا الفن، ومرجعاً في هذاالباب.
وهذا الزبير بن العوام أحد العشرة، أصيب فيكل شبر من جسمه في سبيل الله، فكان حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الجنة.
وسعد بن أبي وقاص أحد العشرة وخال الرسول صلى الله عليه وسلم صدق الله
فكان مجاب الدعوة، ثابت القلب، فنصره الله على أهل فارس، ورفع به رأس كل
مسلم، وكبت به أعداء الله فكان الأسد في براثنه.
وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة تصدق بقافلةفي سبيل الله بجمالها وحمولتها طلباً لمرضاة الله، وأنفق في كل عمل راشدمبرور.
وهذا ابن عباس حبر الأمة، وبحر الشريعةوترجمان القرآن، جدَّ في طلب العلم,
وحرص عليه غاية الحرص , وبلغ النهاية في فهم الوحي، وتصدر لتعليم الناس،
فكان عجباً في حفظه، وفهمه وبيانه وكرمه وسخائه، حتىصار إماماً للناس لما
صبر وجاهد وعلَّم وتعلَّم.
وهذا معاذ بن جبل، إمام العلماء طلب العلم من معلم الخير صلى اللهعليه
وسلم وعمل بما علَّمه الله فكان مثل العالم العامل المنيب المخبت
الزاهدالعابد ، ودعا إلى الله وعلم عباده، وجاهد في سبيله ، وأمر بالمعروف ،
ونهى عن المنكر، مع فقه عميق وخلق كريم، ورفق بالناس، وسخاء بذات يده.
وأبو هريرة سيد الحفاظ، جمع الحديث حفظاً وبلَّغه الأمة صدقاً ،فكان
الحافظ الأمين حقاً، قسَّم ليله للعبادة وتذكُّرِ الحديث والنوم، اشتغل
بتعليم الناس مع الفتيا والوعظ والجهاد والتعليم، وما ذاك إلا لسموِّ همته،
ومضاء عزيمته،وقوة نفسه.
وهذا خالد بن الوليد سيف الله المسلول ،كتب اسمه في سجل الخالدين بحروف من
النور، وخلد ذكره في ديوان الفاتحين بأسطر من ضياء، نصر الإسلام بسيفه،
وخاض غمار المعارك، يعرض نفسه الأخطار، ويقدم روحه في راحته، مستهيناً
بالمصاعب، حتى صار مضرب المثل في الفداء والتضحية وسمو القدروجلالة المنزلة
وارتفاع المحل.
وسعيد بن المسيب سيدالتابعين، ما فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام ستين
سنة، وكان يمضي ثلاثة أيام مسافراً في طلب الحديث الواحد، وغالب جلوسه في
المسجد، وكان مرجع الناس في الفتياوتعبير الرؤيا، مع قيام الليل، والقوة في
ذات الله، والغيرة على محارم الله، والصدقوالزهد والإنابة، والسخاء
والهيبة والعلم الراسخ.
هؤلاء قدوتنا ومنابر النور لنا نسأل الله أن يحشرنا معهم ونعمل عملهم وتكن همتنا على دربهم.
قال تعالى: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْيَتَأَخَّرَ ﴾، وقال:﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾، وقال:﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ﴾، وقال:﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾،وقال:﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله )،
وقال: ( الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانيّ )، وقال: ( اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك،وحياتك قبل موتك).
وقال لأحد لأصحابه: ( أعني على نفسك بكثرةالسجود)،وقال لآخر: ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله )،
وكان يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهرالرجال)،
وقام من الليل حتى تفطرت قدماه ،وربط الحجر على بطنه من الجوع، وربما صلى
أكثر الليل، وصبر على الإيذاء، والسب والشتم والطرد من الأوطان والجراح
في المعركة والجوع، وجاهد أعداء الله من مشركين ويهود ونصارى ومنافقين،
وكان أعظم الناس جهاداً وأحسنهم خلقاً، وأجلهم إيماناً،وأسدهم رأياً
وأنبلهم كرماً، وأكرمهم نفساً، وأطيبهم عشرة، وأشجعهم قلباً، وأسخاهم يداً
، وأكبرهم همة، وأمضاهم عزيمة، وأكثرهم صبراً صلى الله عليهوسلم.
وصبر معه أصحابه أجلَّ الصبر،وجاهدوا أحسن الجهاد
، فوقفوا مواقف تشيب لها الرؤوس، فضحوا بأموالهم وأنفسهم، وقدَّموا الغالي
والرخيص في سبيل الله، ولقوا الألاقي في مرضاته، فنُكِّلبهم من أعدائهم،
فمنهم من قتل ومنهم من جرح، ومنهم من قطعت أعضاؤه ومزقت أطرافه،وأكلوا من
الجوع ورق الشجر، وسحب بعضهم على الرمضاء، وحبس البعض، هذا وهم
صامدون،مجاهدون، يستعذبون من أجل دينهم العذاب ويستسهلون الصعاب، ويتجرعون
الغصص
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينفق ماله كله في سبيل الله، ويهب عمره كله لمرضاة الله،
فهو المصلي الصائم المنفق المجاهد المضياف الجواد البار الصادق الذاكر العابد القانت الأواب،
حتى أنه ليُدعى من أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة لكثرة فضائله وإحسانه
وهو رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وصاحبه في الغار، ماتخلف
عن غزوة ولا تأخر عن معركة، بل هوالسبَّاق الأول إلى الإسلام، والهجرة
والجهاد، والبر التقوى، وما استحق كلمة الصديق ولا تاج القبول ولا وسام
البر إلا بعد جهاد عظيم وخلق مستقيم وفضل عميم.
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغ الغاية في الزهد والورع مع
ما سبق له من المقامات الجليلة في الإيمان والتضحية والهجرة والجهاد،
والإنفاق مع خشية لربه، ومراقبة لمولاه، وعدل في رعيته، وضبط لشؤون
المسلمين وإتقان لعمله في الخلافة مع الصدِّيق في السرِّ والعلن، والإنصاف
في الغضب والرضى، مع ما كان عليه من الفقه في الدين والاجتهاد في معرفة
الوحي،واستنباط الحكم من النصوص .
وهذا عثمان بن عفان ذوالنورين رضي الله عنه الذي سارع إلى الاستجابة لله
ولرسوله فأسلم قديماً، ولزم الرسول صلى الله عليه وسلم مع العسر واليسر،
فصدق مع الله في جهاده وهجرته وإنفاقه، فجهز جيش العسرة، واشترى بئر رومة،
وأوقفها على المسلمين، ومهر في القرآن وجوَّده حتى كان يتهجد به أكثر
الليل ، مع الحياء من الله والسعي في مرضاته، مع صدق اللهجةوكرم النفس،
وطهر الضمير وحمد السيرة.
وهذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين أبو الحسن رضي الله عنه كان سيد
الشجعان، ورائد الفرسان حضرالمعارك، وجالد بسيفه، وقتل الأقران، فكان ميمون
النقيبة، مبارك السيرة، طيب السريرة، مع ما كان عليه من علم غزير وفهم
ثاقب، وفصاحة مشرقة وشجاعة متناهية، وزهدعظيم وإقدام وتضحية وهمة ومضاء،
وعزيمة وإباء، حتى استحق هذه المنزلة بجدارة، وتأهل للمجد بحق.
وهذا أبي بن كعب سيد القراء، جمع القرآن وأتقنه وحفظه، وضبط فعلم، وعلم وصدق ونصح حتى صار آية في هذا الفن، ومرجعاً في هذاالباب.
وهذا الزبير بن العوام أحد العشرة، أصيب فيكل شبر من جسمه في سبيل الله، فكان حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الجنة.
وسعد بن أبي وقاص أحد العشرة وخال الرسول صلى الله عليه وسلم صدق الله
فكان مجاب الدعوة، ثابت القلب، فنصره الله على أهل فارس، ورفع به رأس كل
مسلم، وكبت به أعداء الله فكان الأسد في براثنه.
وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة تصدق بقافلةفي سبيل الله بجمالها وحمولتها طلباً لمرضاة الله، وأنفق في كل عمل راشدمبرور.
وهذا ابن عباس حبر الأمة، وبحر الشريعةوترجمان القرآن، جدَّ في طلب العلم,
وحرص عليه غاية الحرص , وبلغ النهاية في فهم الوحي، وتصدر لتعليم الناس،
فكان عجباً في حفظه، وفهمه وبيانه وكرمه وسخائه، حتىصار إماماً للناس لما
صبر وجاهد وعلَّم وتعلَّم.
وهذا معاذ بن جبل، إمام العلماء طلب العلم من معلم الخير صلى اللهعليه
وسلم وعمل بما علَّمه الله فكان مثل العالم العامل المنيب المخبت
الزاهدالعابد ، ودعا إلى الله وعلم عباده، وجاهد في سبيله ، وأمر بالمعروف ،
ونهى عن المنكر، مع فقه عميق وخلق كريم، ورفق بالناس، وسخاء بذات يده.
وأبو هريرة سيد الحفاظ، جمع الحديث حفظاً وبلَّغه الأمة صدقاً ،فكان
الحافظ الأمين حقاً، قسَّم ليله للعبادة وتذكُّرِ الحديث والنوم، اشتغل
بتعليم الناس مع الفتيا والوعظ والجهاد والتعليم، وما ذاك إلا لسموِّ همته،
ومضاء عزيمته،وقوة نفسه.
وهذا خالد بن الوليد سيف الله المسلول ،كتب اسمه في سجل الخالدين بحروف من
النور، وخلد ذكره في ديوان الفاتحين بأسطر من ضياء، نصر الإسلام بسيفه،
وخاض غمار المعارك، يعرض نفسه الأخطار، ويقدم روحه في راحته، مستهيناً
بالمصاعب، حتى صار مضرب المثل في الفداء والتضحية وسمو القدروجلالة المنزلة
وارتفاع المحل.
وسعيد بن المسيب سيدالتابعين، ما فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام ستين
سنة، وكان يمضي ثلاثة أيام مسافراً في طلب الحديث الواحد، وغالب جلوسه في
المسجد، وكان مرجع الناس في الفتياوتعبير الرؤيا، مع قيام الليل، والقوة في
ذات الله، والغيرة على محارم الله، والصدقوالزهد والإنابة، والسخاء
والهيبة والعلم الراسخ.
هؤلاء قدوتنا ومنابر النور لنا نسأل الله أن يحشرنا معهم ونعمل عملهم وتكن همتنا على دربهم.
[/size]