تقارير ودراسات
بيان مشترك دوامة العنف المسلح الدموية المتواصلة في سورية تؤدي الى سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين والعسكريين وتواصل عمليات الاغتيال والاختطاف والاختفاءات القسرية
دوامة العنف المسلح الدموية المتواصلة في سورية, تؤدي الى سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين والعسكريين, مع تزايد عمليات الاغتيال والتفجيرات الارهابية والاختطاف والاختفاءات القسرية.وقد سقط خلال الساعات الماضية(بتاريخ14-15\2\2013),العديد من القتلى والجرحى, من(المدنيين والجيش والشرطة), وبعد التدقيق,قمنا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ,بتوثيق الأسماء التالية :
الضحايا القتلى من المدنيين
عربين-ريف دمشق:
سليمان الطير-(بتاريخ14\2\2013)
المعضمية-ريف دمشق:
ياسين أحمد داوود- (بتاريخ 15\2\2013)
جوبر-ريف دمشق:
باسل بشير الرفاعي-علاء تيسير ألحمراوي-(بتاريخ15\2\2013)
علاء ياسين العسلي(بتاريخ14\2\2013)
حمورية–ريف دمشق:
موفق محمد الدرع-(بتاريخ14\2\2013)
حرستا-ريف دمشق:
عدنان الريس-خلدون البر همجي-(بتاريخ15\2\2013)
دوما-ريف دمشق:
أنس كعكة-محمد سعيد الخضرة-عبد الله أنجية-محي الدين كربج-عماد الكردي-سناء غنوم-سعد عز الدين-حسن أيوب-(بتاريخ14\2\2013)
مسرابا-ريف دمشق:
احسان غنوم-احسان غالب طبرنين-(بتاريخ 15\2\2013)
اليرموك-ريف دمشق:
نغم علاء عبد العزيز-محمود ابراهيم-(بتاريخ 15\2\2013)
ريف دمشق:
أحمد عويد-خالد عويد-حسن محمد ديب خواجة-محمد محمود أليف السيروان- محمد محمود اليوسف -حامد وليد صيداوي-جلال محمد حنش-أمل منصور-رضوان القيسي-محمد محمود محمد-حمزة الحبش-محمد الحلبوني-(بتاريخ15\2\2013)
محمد ماجد العرقسوسي-محمد حسين الرانس-غسان المصري-جمال السلطان الحموي-فارس عمار-محمد حسن(بتاريخ14\2\2013)
حماه:
ابراهيم محمد الحجي-(بتاريخ14\2\2013)
محردة-حماه:
ليزا جهاد الخوري-نور فريد بلحوس-أديب غازي الأسعد-جنان راتب زيود-(بتاريخ 14\2\2013)
حمص:
دلال أحمد الأحمد-محمد زكريا-(بتاريخ15\2\2013)
حسياء-حمص:
عماد حجوز-أحمد المصري-(بتاريخ 14\2\2013)
السخنة:الطيبة-حمص:
سهام حسين ألمحمد السويف-سعد حسين ألمحمد السويف-(بتاريخ15\2\2013)
الرستن-حمص:
محمد اليوسف-أحمد وليد حاميش-(بتاريخ14\2\2013)
القصير-حمص:
· حسين عبد الله حرفوش-(بتاريخ15\2\2013)
الحولة-حمص:
محمد إبراهيم طلاس-جمال الديبة-فيصل البرق-صلاح الأحمد-منير قاسم-سليمان الخضر-ربيع الحاج-عمران رجب-سامر جعمور-وليد السواح-ممدوح بكري-جلال اسماعيل-باسم السواح-حنل سلامة-أمين الموسى(بتاريخ15\2\2013)
يحيى أحمد الابراهيم-دلال بسام دياب-فرح عبد القادر عبد الله-معاذ عبد الباسط قدور-محمد ثائر موفق الدوحست-مالك عبد القادر عبد الله-(بتاريخ14\2\2013)
اللاذقية:
خالد المنصور-(بتاريخ15\2\2013)
ادلب:
جمال نوفل دادا-(بتاريخ 15\2\2013)
كفر رومة-ادلب:
بلال غريب الياسين-(بتاريخ14\2\2013)
كفرسجنة-ادلب:
محمد عبد الله السعيد-(بتاريخ14\2\2013)
حاس-ادلب:
· آية محمد الضعيف-حسن محمد الضعيف-(بتاريخ 14\2\2013)
أريحا-ادلب:
· صفوان عارف الطاهر-(بتاريخ14\2\2013)
جسر الشغور-ادلب:
· فاطمة مصطفى عرابي- محمد عارف العلي-(بتاريخ15\2\2013)
معرة النعمان-ادلب:
سليمان رشيد تناري-أسامة الحسين-(بتاريخ15\2\2013)
خير الدين أحمد الحسون-(بتاريخ14\2\2013)
خان السبل-ادلب:
عبد القادر عبد الرحمن الحميدي-(بتاريخ15\2\2013)
خان شيخون-ادلب:
شهد لبيب القطيني- مهند محمد العمر بيك-زياد كنيساوي-عبد الكريم أحمد كيروان-محمد عبد العزيز ادريس-بلال عبد الكريم مهنا-غازي محمد أبو دي-منير عبد الحميد ادريس-خالد مأمون مخزوم-محمد حمال القلعة-عبد الرزاق صالح اراكيل-مصطفى عبد القادر عفان-حلوم محمد كيروان-(بتاريخ15\2\2013)
حلب:
· يوسف عادل بكري-محمد وليد ابراهيم-رضوان محمد الأسود-محمد حسن -(بتاريخ15\2\2013)
· ناصر محمد الحسن-هوازن الشيخ عيسى-رضوان مشهداني-محمد بلال-خليل قرفع-أحمد محمود حمادة-ثناء شنينة-صلاح أحمد مصيني- (بتاريخ 14\2\2013)
مارع-حلب:
· مصطفى علي طبشو-(بتاريخ 14\2\2013)
ماير-حلب:
مصطفى لطوف خرمة-(بتاريخ15\2\2013)
تل رفعت-ريف حلب:
فاخر محمود حج يوسف قرندل-(بتاريخ14\2\2013)
اعزاز-حلب:
أسعد الحميد الموسى أوغلي-جنيد محمد البها-(بتاريخ14\2\2013)
السفيرة–حلب:
فؤاد سكر-(بتاريخ14\2\2013)
حيان-ريف حلب:
· محمد يوسف شراق الزيت-(بتاريخ15\2\2013)
جبرين-ريف حلب:
· علي محمد الجمعة السلمو-حسين الرسلو-(بتاريخ14\2\2013)
الباب-حلب:
· ابراهيم علي البدر-(بتاريخ15\2\2013)
درعا:
كاظم أحمد أبازيد-جمال جبر المسالمة-خالد ضاهي النواف المحاميد-(بتاريخ15\2\2013)
علي سالم الدروبي-محمود محمد المصري- عبد الله أحمد كسابرة-رأفت محمد الثلجي-أنس الزعبي-خليل محمد الهيمد(بتاريخ 14\2\2013)
النعيمة-درعا:
أحمد يوسف ألعبود-رفعت حكمت المحاميد-ذياب علي الصلخدي-سليمان ابراهيم ألعبود-ابراهيم علي المناجرة-أمين قاسم الطيباوي-وائل خليل الزر زور-(بتاريخ 14\2\2013)
بصر الحرير-درعا:
أحمد حسين الحريري-(بتاريخ 15\2\2013)
طفس-درعا:
· عبد القادر محمد قطمه-(بتاريخ 15\2\2013)
الجيزة-درعا:
· سعود محمد سليمان الخطيب-أحمد عبد الرحمن الشحادات-(بتاريخ 14\2\2013)
المسيفرة-درعا:
· نادر خالد صالح الفرحان الزعبي-(بتاريخ 14\2\2013)
كفر شمس-درعا:
فواز زين البشير-(بتاريخ 14\2\2013)
جاسم-درعا:
· عمر رياض الحارون–(بتاريخ 14\2\2013)
نصيب-درعا:
علاء أحمد توفيق الراضي-(بتاريخ 14\2\2013)
الكرك الشرقي-درعا:
ماهر أحمد زعل الخلايفة-محمد سالم الدراوشة-عثمان فهد النعمة-(بتاريخ 14\2\2013)
الرقة:
· منهل سليمان الحمود الشمري-مأمون مزهر الغايب -(بتاريخ 14\2\2013)
الطبقة-الرقة:
ياسر العمار-صبحيه السلوم-أحمد العبيد ألطه-محمد الشاطر-(بتاريخ\15\2\2013)
الكرامة-الرقة:
محمود المشهوري-هادي العكال-محمد سليمان الطياوي(بتاريخ\15\2\2013)
دير الزور:
طه عثمان طه- عبد اللطيف الشيخ فياض-(بتاريخ 15\2\2013)
سومر خليف العبدان-أحمد عبود طعيس-مصطفى جهاد الشرابي-محمد معصوم-راضي خلف الحسين-إيهاب الوكاع-عبد القادر اسماعيل الدخيل-جمعة خليفة العجة-كوان عبار المطلق-أحمد صلاح العبد الله-علي الأملح-حميد علاوي الخليفة-(بتاريخ 14\2\2013)
البوكمال-دير الزور:
عثمان عبد الرحمن السخني-مصطفى علي النعيمي-(بتاريخ\14\2\2013)
الشدادي-الحسكة:
أنس عبد السلام المنيتي-عبد السلام ياسين المنيتي-يوسف عبد السلام المنيتي-كوان عباد المطلق-راضي خلف الحسين-مصطفى جهاد ألشرابي-سرمد عبدان-محمد معصوم-مصطفى علي النعيمي-فاديه سعيد الجلود الصليبي-(بتاريخ\14\2\2013)
الضحايا القتلى من الجيش والشرطة.
ريف دمشق:
الملازم الاول المهندس عاصم أمين بلال-الرقيب كاسر خضور-المجند تامر القاضي-المجند هلال المصطفى-المجند نهاد تلة-المجند غازي وهبي-المجند حيدرة سليم خزامة-المجند بسام هرمز-المجند امجد عليان-المجند ملهم هيثم فياض
العقيد قيس علي محمد-النقيب محمد ميا-الملازم الاول علاء جامع-الرقيب حسام احمد علي-المجند علي احمد الأحمد-المجند حسام صقر-المجند علي محمد بدور-المجند تمام اللطمة-المجند يزن الديب-المجند الحارث شرف-المجند زياد علي قاسم-
ريف حماه:
العقيد الطيار اسماعيل غانم منصور-الملازم نضال الغرة-الرقيب الاول حاتم الصافي-المجند منذر سعود-المجند جابر عيود-
اللاذقية:
العقيد قيس توفيق سليمان-المقدم ياسر ابراهيم-الرائد سائر يحيى صالح-الرائد جابر بديع علي-الملازم الاول علي محمد جريوة-الملازم الاول بسام سليمان محمد-الملازم المجند ياسر محمد كاسو-الملازم المجند محمد بشير عثمان-الملازم احمد العلي العبد الله محمد-المجند ربيع ابراهيم العلي-المجند ربيع نبيل ميا-المجند ابراهيم فاضل
طرطوس:
العقيد الطيار مياس وجيه علي-النقيب المهندس ياسر سعيد صالح-الملازم الاول عامر حافظ-المجند حسان وردة-المجند بسام وردة-المجند نديم محمود مرهج-المجند سهل القاضي-المجند المجند علي سليم البدوي-المجند عصام اسماعيل-
دير الزور:
الملازم الاول خضر عيسى-المجند نعمان توفيق شاهين-المجند رامح هدلة-المجند مراد خازم
الرقة:
الملازم الاول دريد ألعبود-الملازم الاول خليل مفيد سليمان-الملازم الاول نسيم بسام بحري-الملازم علي مالك حسين- المجند غيث الشعبان
السويداء:
الملازم الاول قصي احسان عبد الملك-الملازم الاول عثمان يوسف السعدي-الملازم سامر فاضل ابو هدير-الملازم كمال خطار ابو فراج-الملازم فارس عبد الكريم نقور-الملازم إيهاب بهاء الدين الصحناوي
درعا:
الملازم علي ابراهيم خطيب-المجند حافظ الشمالي-المجند شفيق شيحة-المجند طاهر معلا-
ادلب:
الملازم الاول رامي محمد حسن-الملازم فاطر محمد حسن-المجند حسين كسيح-المجند وليم ملحم-المجند فاتح عموري-المجند فاروق العلوني-المجند عباس مكنا-
حمص:
المساعد الاول عدنان مالك صقر-المجند سومر موسى حامد-المجند ضاحي سويدان-المجند نزار كسحة-المجند فواز العتيق-المجند محمد نور الدين بديرة
حلب:
الرائد مهند شامية-النقيب رامز محفوض-الملازم الاول جميل يوسف جراد-الملازم عبد الله عمران-الملازم نوار احمد العلي-المجند حسان وريدي-المجند وسيم عمرة-المجند بهاء سلطانة-المجند مرهف صالح الصالح-المجند ميسر رزوق
الجرحى من المدنيين والعسكريين
ريف دمشق:
زينة الرفاعي-اميرة العسلي- رائدة الريس-سعدة الخضرة-فوزة كربج-محمود داوود-موفق الكردي-نبيل غنوم-يوسف عبد العزيز-مأمون خوجة-وسيم حبش-محي الدين الشايب-الرقيب الاول دريد الياسين-الرقيب سليمان جبور-المجند اكسم عدنان الحسين-المجند يوسف السوسي
ادلب:
نوال دادا-نوفة الطاهر-ياسمين جمالو-غيداء السعيد-غادة السعيد-نور الدين الضعيف-محمود عارف-صفوت غريب-وحيد الحميدي- كامل الحسون-حيان الحسين-عبد الكريم عبد الحميد-زهير كيروان-عمر مخزوم-فائق عرابي-الملازم الاول ايهم حلوم-المساعد الاول كمال محمود حسين-الرقيب الاول يحيى زردة-المجند صابر شدود-المجند نادر غنام-
حلب:
امينة مهنا-فاطمة عثمان-غالية حلاق-كوثر الاسود-توفيق لطوف-عبد الرزاق اوغلي-اسعد مشهداني-نوري طبشو-خالد شراق الزيت-شريف خرمة-سليم سكر-المجند حكمت الرضوان-المجند سعيد بلال-المجند فؤاد ماضي-المجند حسام الشيخ محمود-المجند منير ناصيف
درعا:
اسماء العبود-سهى البشير-انيسة النواف-كوكب الدروبي-شريفة النعمة-احمد الراضي-غسان الزعبي-وليد الحريري-خالد الدراوشة-فراس زرزور-اسامة المصري-علاء الشحادات-برهان التلجي-عمر ابا زيد-الرقيب الاول خليل زردة-الرقيب وائل جورية-المجند عزت عبود العلي-المجند رياض دبرها-المجند عبد الكريم شحود
حمص:
ناريمان حرفوش-امينة اليوسف-زهرة الاحمد- خالد جار الله-سيف النعيمي-معتز خانكان-وليد سيدو-بهجت مندو-حازم حاميش-زكريا حرفوش-شحادة ديبة-رمضان بلول-اسماعيل بلول-ماهر ونوس-المجند ممدوح سليمان- المجند شادن سلامي- المجند عماد خضر-المجند سميع خلوف-
الاعتقالات التعسفية
استمرت السلطات السورية بنهج الاعتقال التعسفي, وقامت باعتقال العديد من المحاميين السوريين والمثقفين والناشطين السياسيين,وعرفنا منهم الأسماء التالية:
الحسكة:
الناشط الإعلامي هيثم فرحان حسو ,تعرض للاعتقال التعسفي بتاريخ 16\1\2013 من قبل فرع الأمن العسكري في الرقة وهو في طريق العودة من مدينة غازي عنتاب التركية متوجها نحو مدينته القامشلي عبر بوابة ( تل أبيض الحدودية ),والسيد هيثم فرحان حسو من مواليد 1980 القامشلي- عازب والدته عنودة – طالب في كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة دمشق – سنة ثالثة,وهو عضو في ائتلاف شباب سوا،وعضو في المبادرة الشعبية لحماية السلم الأهلي – أبناء القامشلي , تم منع ذويه من زيارته و الالتقاء به أو القيام بالإجراءات القانونية في توكيل محاميين للدفاع عنه,ومازال مجهول المصير حتى الآن.
دمشق:
الناشط الكردي ياسر حسين كرمي ,تعرض للاعتقال التعسفي بتاريخ 31\12\2012من قبل المخابرات العامة في دمشق,والسيد ياسر حسين كرمي من مواليد 1979 كوباني،عين العرب –ريف حلب,وهو عازب والدته منيرة – استقر مع عائلته في دمشق ويعود بأصوله إلى مدينة عامودا – يعمل أعمال حرة في الحِرف اليدوية. تم منع ذويه من زيارته و الالتقاء به أو القيام بالإجراءات القانونية في توكيل محاميين للدفاع عنه,ومازال مجهول المصير حتى الآن.
ركن الدين-دمشق:
إيمان بطحيش- محمد فتيان-(بتاريخ12\2\2013)
ريف دمشق:
هشام راجح -(بتاريخ13\2\2013)
معضمية الشام-ريف دمشق:
أحمد مصطفى النقيب-مصطفى محمد النقيب-(بتاريخ15\2\2013)
جديدة عرطوز-ريف دمشق:
· السيد طارق محمد مرزوق والدته حميدة بتاريخ 20/10/2012
القنيطرة:
· إبراهيم الموسى-هاني الدلي-يحيى الدلي-حسين السعود(بتاريخ12\2\2013)
بانياس-طرطوس:
· أحمد سليم موسى-بسام أحمد منصور-محمد سليم موسى-مازن سليم موسى(بتاريخ14\2\2013)
الحفة-اللاذقية:
· عدنان العريس-سليم قيراطة-(بتاريخ15\2\2013)
· علوان السيد أحمد-خالد بشير(بتاريخ14\2\2013)
جبلة-اللاذقية:
· أنس الحرب-(بتاريخ15\2\2013)
حماه:
فاضل تركاوي-حسن الترك (بتاريخ15\2\2013)
مصباح الجمال-أحمد الجمال(بتاريخ14\2\2013)
يزن حداد-رواد حداد-لؤي شامية-خالد بدر حجازي-نائل تركاوي-(بتاريخ12\2\2013)
طيبة الإمام-حماه:
مهيب طلال النبهان(بتاريخ15\2\2013)
حيالين-حماه:
محمد سطام العاشق(بتاريخ14\2\2013)
درعا:
لؤي عناد العلوش-إلياس الراضي-عبد الله قنديل العرجا-حمزة الجباوي-سهيل تيسير أبو الرز المسالمة-(بتاريخ12\2\2013)
نوى-درعا:
أكرم قاسم البلبيسي-محمد قاسم البلبيسي-قاسم البلبيسي(بتاريخ14\2\2013)
دير الزور:
عبد العزيز الهايس- (بتاريخ15\2\2013)
الاختطاف والاختفاء القسري
الحسكة:
علاء الدين حمام القيادي في حزب آزادي الكردي في سوريا وابنه سروار حمام,تعرضا للاختطاف من قبل مسلحين مجهولين بتاريخ 7\2\2013 -الرائد كابي شمعون شمعون-الرقيب احمد رمضان العوض-المجند عبد الله محي الدين الفتحي
سوحا-حماه:
طراد علي الخليف-صقر مهنا الخليف-علي لورنس الخليف
ريف حماه:
عبد الكافي موسى باشا-عائشة أحمد قطاش-محمد موفق زريق- الملازم الاول احمد هيثم حسن-المساعد الاول رياض العوض-المساعد حيان صالح-المساعد خضر الراعي-الرقيب الاول وائل احمد الظاهر- الرقيب الاول احمد سامر الفيل-الرقيب علي حليمه- الرقيب محمود ابراهيم سليمان- الرقيب علاء ابو دره-الرقيب مرشد محمد ورده-المجند علي بديع يونس-المجند يامن محمود ديبو- الشرطي سليمان سليمان-الشرطي مظهر احمد الحجي-المجند نوري زلوخ-
السلمية-حماه:
لورين زينو-علي محمد زينو-هيثم نوفل سيفو-المجند محمد صلاح الدين خدام
ريف دمشق:
محمد جمال الشربجي- وفيق سعيد المصري-بلال مللي-محمد أديب نبيل ألحمصي-محمود محمد المبخر-خالد بكراوي-احمد فواز-توما قاسو- الرقيب الاول كمال جربوعة-المجند علي سعد ابراهيم- المجند احمد محمود دويك- المجند سامي نضال شاكر-المجند حسام طرزي-المجند نور الدين دقاق-الشرطي باسل شويكي
طرطوس:
الملازم المجند رائد جابر ناصيف-المجند احمد هاجر-الشرطي محمد علي
اللاذقية:
سامر ابراهيم-المجند سراج محمد جليكو-المجند نسيم سهيل نجم-المجند فداء خضور محسن
حمص:
· المساعد الاول احمد حسين المصطفى-المجند محمد كروم
درعا:
· عبد الرحمن أحمد الحراكي
دير الزور:
ماهر عبد المحسن الحمود-حسين حمدي الحمد-مخلف معيوف ألمحمد-الرقيب مؤيد حسن يحيى
الرقة:
صالح محي الدين الابراهيم-30- عاما, يوسف محي الدين الابراهيم-28 عاما-,يوسف الجاني-المقدم تميم هيفا,مواليد 1971-المهندس قتيبة جاسم الموسى- المجند محمد سلطان مكسور-الشرطي بسام علي خليف
ادلب:
المساعد خالد المصطفى- المساعد مالك مصطفى سيدو-المجند حسين صادق الشيخ
حلب:
آلاء عبد الرزاق عثمان-محمد غسان عبه جي-أسامة عبد الباسط طعمة-رولا بصمة جي-ريما نصري- المجند حازم حج جنيد-المجند عبد الفتاح زراع- المجند احسان صبحي مارديلي-المجند مهيب عقيل-المجند دالي مصطفى عبيد-المجند خالد محمد علي جدوع-المجند فريد مصطفى- المجند بسام عبد الرحمن بصال-المجند محمد احمد محمد-المجند أسامة محمد علي-الشرطي حسن حسينو الشرطي-
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, اذ نتوجه بالتعازي الحارة والقلبية, لجميع من سقطوا من المواطنين السورين ومن المدنيين والشرطة والجيش ,ومع تمنياتنا لجميع الجرحى بالشفاء العاجل, فإننا ندين ونستنكر جميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال ,أيا كانت مصادرها ومبرراتها,وكذلك فإننا ندين ونستنكر بشدة الاعتقالات التعسفية والاختفاءات القسرية بحق المواطنين السوريين أيا تكن الجهة التي ترتكب هذه الانتهاكات, ونبدي قلقنا البالغ على مصير المختفين قسريا ,بحيث أضحى هنالك ملفا واسعا جدا يخص المفقودين.
وبسبب ما آلت إليه الأحداث ودمويتها وتدميرها, فإننا نتوجه الى جميع الأطراف في سورية بالمطالب الملحة التالية:
1- الوقف الفوري لدوامة العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية, آيا كانت مصادر هذا العنف وآيا كانت أشكاله ومبرراته.
2- اتخاذ الحكومة السورية, قرارا عاجلا وفعالا في إعادة الجيش إلى مواقعه و فك الحصار عن المدن والبلدات وتحقيق وتفعيل مبدأ حيادية الجيش أمام الخلافات السياسية الداخلية، وعودته إلى ثكناته لأداء مهمته في حماية الوطن والشعب، وضمان وحدة البلد.
3- تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له, وعن المسئولين عن وقوع ضحايا ( قتلى وجرحى ), سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين, وأحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم.
4- إيجاد الحلول السليمة بمشاركة السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم ,هذه الحلول التي ستكون بمثابة الضمانات الحقيقية لصيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبنائه بالتساوي دون اي استثناء.
5- إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين, وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية, ما لم توجه إليهم تهمة جنائية معترف بها ويقدموا على وجه السرعةً لمحاكمة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة.
6-إطلاق سراح كافة المختطفين أيا تكن الجهات الخاطفة .
7- الكشف الفوري عن مصير المفقودين.
دليل النشر الإلكترونى “ المصداقية والحماية القانونية”
نحو 70% من سجناء الرأي في العالم ، تمت ملاحقتهم بسبب كتابات وموضوعات على شبكة الانترنت ، سواء مدونات ، مواقع إخبارية ، تويتر ، فيس بوك ، يوتيوب ، منتديات ،، وغيرها.
الملاحقة لا تتوقف طالما استمرت نظم وحكومات قمعية تكره الكلمة وتعادي التعبير عن الرأي ، لكن الكتابة المهنية والأمانة الصحفية ، تساهم فعليا ليس فقط في الحد من هذه الملاحقة ، ولكن في خلق إعلام وصحافة جادة ذات مصداقية تساعد في دعم وتطور المجتمعات ديمقراطيا وثقافيا وسياسيا.
وفي هذا الدليل ، نسعى لتقديم بعض النصائح والمعلومات القانونية وقواعد المهنية في الصحافة ، لنشطاء وكتاب الانترنت ، يستوي في هذا من يغرد على تويتر ، او ينشر على الفيس بوك أو يكتب لموقع اخباري ، أو يتحاور على منتدي اليكتروني.
والتدوين ليس مهنة أو حرفة، بل هو نمط من الكتابة الحرة والشخصية تكتسب جاذبيتها في الأساس نتيجة تحررها من القوالب التقليدية للكتابة الصحفية أو الأدبية، وكذلك نتيجة تعبيرها بصدق عن شخصية صاحبها وطبيعة تفكيره ورؤيته المختلفة عن غيره، لذا فلا ينبغي النظر إلى السطور التالية على أنها محاولة لوضع قواعد للتدوين، وإنما هي مجرد نصائح وطرح لخبرات وتجارب لبعض المدونين والمدافعين عن حرية الصحافة وحرية استخدام الانترنت ، بهدف أن يتيح لتجربة التدوين أن تكون أكثر نجاحا في إرضاء صاحبها عنها أولا، ثم في الإسهام بدور فعال في أن يكون التدوين مصدرا بديلا أو إضافيا لمصادر المعلومات والمعرفة المتاحة لقطاع واسع من مستخدمي شبكة الإنترنت.
من هنا ، فهذا الدليل مجرد اجتهاد لمحرريه ، يبتغون به أن يساهم من المبادرات الاخرى ، سواء السابقة أو اللاحقة ، في دعم وتشجيع المدونين ونشطاء وكتُاب الانترنت في الاستمرار ، بمهنية ومصداقية ، تعود على المجتمعات بالفائدة ، وتعرقل محاولات حصار الكلمة وأعداء حرية التعبير
كش عسكر : إندونيسيا بعد سوهارتو
العسكر ، الجمعية التأسيسية ، الطرف الثالث ، الشباب ، أسرة الديكتاتور ، رصاصات القناصة ، صلاحيات الرئيس ، الرئيس يؤدي القسم أمام رئيس المحكمة الدستورية ، الحاجة إلى الأمن ، الأحزاب الكرتونية ،،،،،،
هذه الكلمات من أكثر الكلمات التي تواترت أثناء الثورة الاندونيسية ، لكنك لم تخطئ حين قفزت إلى ذهنك الثورة المصرية ،، فالتشابه كبير وهائل بين الثورتين.
هذا هو الكتيب الثاني ضمن سلسلة ( مخاضات التغيير ، تجارب في الثورة) التي تصدرها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، وهو يتناول الثورة في اندونيسيا ضد الديكتاتور سوهارتو ، الذي كان الرئيس الثاني لاندونيسيا من 1967- 1998 ، وتكاد تتطابق مع فترة حكم مبارك ، سواء في المدة الزمنية أو نمط القمع والفساد ، فضلا عن مجريات وتطور الثورة في اندونيسيا !.
نحن لم نبدأ من الصفر ، وثورة المصريين لم تخفت يوما ، وإن شابها التعرج صعودا وهبوطا بين فترة وأخرى ، وهكذا كانت ثورة اندونيسيا .
استغرقت الثورة عدة سنوات في اندونيسيا لتستقر الأوضاع ، خطت بعدها اندونيسيا خطوات واسعة نحو الديمقراطية ، لم يكن هذا ممكنا في ظل تغلغل المؤسسة العسكرية على مجريات الحياة السياسية والاقتصادية في اندونيسيا، وكذلك لم يكن هناك بدا من أن يجرب الشعب الاندونيسي حكم القوى السلامية ،،
تراجع العسكر ، وتراجع الإسلاميين ، ونجحت اندونيسيا في التقدم.
هائل هو التشابه بين الثورتين ، وهائلة هي فرص نجاح الثورة في مصر ، ولكن فرص فشلها وارده أيضا !
لذلك فنحن نصدر هذا الكتيب ، لنعي ونتعلم من خبرات دول مرت بظروف أشبه بظروفنا ، عسى ألا نكرر أخطائها ، ونستفيد من تجربتها.
جمال عيد
تقديم
وكأنها ثورتنا
وكأنها مصر. وكأنه مبارك. وكأنها ثورتنا. وكأنها طغمتنا الطبقية العسكرية وثورتها المضادة.
إن بحثت في تاريخ أي ثورة فالتشابه واقع لا محالة. ستجد العاديين يخرجون أبطالا تاركين هامش الحياة والتاريخ الذي أجبروا عليه. ستجد الأفكار التي كنت لتعتقد أنها راسخة كالجبال تنزاح بحركة يد. ستجد هؤلاء الذين يكتشفون قوتهم يعلنون عنها ويستخدمونها بكل شرف ونبل ليغيروا حياتهم وربما البشرية معهم.
لكن بين إندونيسيا ١٩٩٨ ومصر ٢٠١٢، أوجه تشابك يصل إلى حد التفاصيل. هناك وهنا كان الديكتاتور العسكري الذي حكم ٣٠ عاما. هناك وهنا كانت رأسمالية المحاسيب، التي رفعت لواء نمو اقتصادي رأسمالي لحساب قلة من المقربين من العائلة والأصدقاء والجنرالات. هنا وهناك كانت آلة القمع تطارد المعارضين في كل مكان وتمنع النقابات وتحاصر المجتمع المدني وتوجه الاعلام. وهنا وهناك اندلعت انتفاضة الجماهير بلا قيادة، وبالرغم من ذلك هشمت بطاقتها التي ولدها المارد الجماهيري الذي اكتشف نفسه قيادة النظام الذي كانت تعتقد أنها راسخة.
في الحالتين أيضا حاول الاعلام وساسة الوضع القائم اختصار المواجهة في اسقاط الديكتاتور وإجراءات الديمقراطية الليبرالية في الانتخابات والأحزاب لحماية ماكينة النظام الأساسية التي تخلق السياسة: نظام الاستغلال والمصالح المسيطرة.
وفي مصر كما في إندونيسيا كان الاقتصاد في قلب الثورة. عندهم حول النمو الاقتصادي الملايين إلى عمال في خدمة المصانع الجديدة لكنه أفقرهم وهمشهم وميز ضدهم. فانهار النمر الاقتصادي، الذي كان يُعتقد أنه محصن ضد الأزمات، تحت وطأة واحدة أطاحت بكل النمور ونموذج النمو بالتصدير برمته، مثبتةً مرة أخرى أن نظام الرأسمالية قدره الأزمات. وفي مصر، خلقت سنوات “التحرير الاقتصادي” ثلاثة أحزمة متشابكة من الفقر والعشوائيات والعاطلين هوت بثقلها على الملايين، بينما ينعم مترفو طبقة الحكام بثروة البلاد.
وكما جاءت الثورتان على أنقاض سياسات النمو الاقتصادي والأرباح أولا، فإنهما يثبتان لنا قصور تلك الرؤية التي تقول إن صلاح الحال هو بانتخاب سياسيين (جربت إندونيسيا ليبراليين وإسلاميين) في البرلمانات والرئاسة والانتظار من أجل تحسن حياتهم كهبة من المنتخبين.لقد أثبت تطور الأمور في إندونيسيا، ولا تختلف المؤشرات عندنا، أن هؤلاء بظهيرهم في المصالح وتصوراتهم للنظام الاقتصادي والاجتماعي غير راغبين ولا قادرين على تقديم حتى التغيير الاصلاحي ، ناهيك عن الثوري.
فقط عندما يتحرك الناس ويضغطون يصبح التغيير ممكنا. في هذا الإطار يفضل أنصار النظام القديم، ولو في صورته المعدلة، أن يقتصر الفكرة عن هذا الدور للجماهير الشعبية على صور منمطة: ثورة طلابية ضد سوهارتو وعائلته، أو انتفاضة الفيس بوك وتويتر وشباب التحرير النبيل على الفساد. يقصي هؤلاء من الصورة عمدا دورا حاسما للعمال وللجماهير الفقيرة في الأحياء والقرى والعشوائيات لولاه لكان نجاح الثورتين في هز أركان نظام الديكتاتورية محل نظر.
في هذا الكتيب، وبلغة بليغة سلسة ومعرفة واسعة وتحليل متشابك، يحلل لنا تامر موافي تكتيكات وأساليب الثورة المضادة في إندونيسيا، وفي هذا أيضا فإن الشبه بالغ. وبعد ١٥ عاما من ثورة إندونيسيا راح سوهارتو وأقاربه، واستمر جوهر نظامه واستمر العسكر في الصورة.
لا أقول هنا أن الثورة الإندونيسية لم تحقق شيئا. فقد أنجزت خطوة لا غنى عنها في تحسين شروط النضال لتغيير نظام القمع والاستغلال بكسر الكعب الحديدي للديكتاتورية وفتح الباب لتنظيم الناس وبالتالي مقاومتهم لمستغليهم. لكن الدرس الأساسي هو أن المعركة لا تقف عند صندوق الانتخاب وصياغة الدساتير. ولأن التاريخ تصنعه إرادة وفعل العاديين فإن التعلم من كنز خبراته يختصر الطريق ويفتح الباب لتجاوز عثراته وبناء نظام الحق والعدل والحرية المأمول.
ولنا في إندونيسيا عبرة.
٢٨ يوليو ٢٠١٢
كش عسكر : إندونيسيا بعد سوهارتو بانكسيلا أو مملكة الوفاق
إندونيسيا هى عملاق أسيوى ذو طبيعة متفردة. أرخبيل الجزر التى يتخطى عددها 17500 جزيرة و الذى يمتد بطول 5200 كيلومتر، هو موطن ما يقرب من 300 مليون نسمة، و رابع بلدان العالم من حيث عدد السكان بعد الصين و الهند و الولايات المتحدة الأمريكية. إندونيسيا هى أيضا واحدة من أكثر الدول تنوعا فهى تحتضن أكثر من ألف إثنية رئيسية و فرعية و يتحدث أهلها بمئات اللغات و اللهجات المختلفة. هذا التنوع الضخم لم يجتمع فى وحدة سياسية واحدة إلا حديثا و فقط تحت وطأة الغزو و الإحتلال الهولندى. قبل هذا و طوال قرون تقاسمت إندونيسيا عشرات الممالك و الكيانات السياسية التى ضم بعضها أجزاءا من جيرانها و بخاصة ماليزيا و سنغافورة. هذا التاريخ أدى بالضرورة إلى أن يكون أحد الهموم الرئيسية لإندونيسيا منذ إستقلالها هو خلق و تثبيت هوية وطنية جامعة تقوم مقام وحدة التاريخ المفتقدة بين مواطنيها.
التدخل الأوروبي فى المنطقة بدأ منذ القرن السادس عشر من خلال شركات مثل شركة الهند الشرقية الهولندية و بعد حلها إنتقلت مستعمراتها إلى الإدارة المباشرة للحكومة الهولندية التى إتسعت حدودها الإستعمارية لتشمل كل إندونيسيا الحالية فى مطلع القرن العشرين. خاض الإندونيسيون كفاحا طويلا ضد الإستعمار الهولندى و لكن إندونيسيا لم تتخلص منه إلا مع الحرب العالمية الثانية. فى عام 1942 وخلال الحرب الثانية إحتلت اليابان الجزر الإندونيسية و طردت الهولنديين منها و مع نهاية الحرب رحل اليابانيون و حاول الهولنديون إستعادة مستعمرتهم لكن الإندونيسيون أعلنوا إستقلال بلادهم فى 17 أغسطس 1945 و خاضوا حربا إستمرت حتى ديسمبر 1949 عندما أدت الضغوط الدولية إلى أن تعترف هولندا بإندونيسيا المستقلة.
تاريخ إندونيسيا فى أعقاب إستقلالها يهيمن عليه شخص أحمد سوكارنو الذى حكم البلاد طوال عقدين تقريبا. إعتمد سوكارنو على اللعب بتوازنات القوى بين الجيش و الإسلاميين و الشيوعيين لحماية نظامه من إنقلاب أى من هذه القوى عليه. و إعتمد فى بناء شعبيته على إتخاذ مواقف مستقلة من القوى العالمية الكبرى و على بناء دور إقليمى و عالمى لإندونيسيا. و لكن سياساته الإقتصادية لم تحقق النجاح ذاته و أغرقت البلاد بشكل مستمر فى عجز ضخم للموازنة و تدنى لمعدلات النمو. و فى نهاية المطاف كان ميله إلى الشيوعيين الذى أصبح أكثر ظهورا مع الوقت يثير حفيظة قيادات الجيش. إستشعر سوكارنو نفسه خطر إنقلاب وشيك و حاول درء هذا الخطر بإنقلاب مضاد نفذه بعض الضباط الموالون له. و لكن هذا الإنقلاب فشل فى تحقيق أهدافه و تحول إلى ذريعة للإطاحة بسوكارنو صحبها أضخم عملية قمع للشيوعيين فى أندونيسيا قضت عمليا على وجودهم بها.
ظهور سوهارتو
كان سوهارتو الذى خدم فى نهاية حكم سوكارنو كقائد لقوات الجيش المتمركزة فى العاصمة هو من قاد عملية الإطاحة بالرئيس و تصفية الشيوعيين في منتصف الستينيات ، ثم إقامة نظام جديد. و طوال ثلاثة عقود تالية لم تعرف إندونيسيا رئيسا إلا سوهارتو الذى حكم البلاد معتمدا على الدعم الكامل من الجيش و على إرتياح الطبقة الرأسمالية إلى تخليصه لهم من خطر الشيوعية و إلى وعوده بإنفتاح إندونيسيا على سياسات السوق الحر و التقدم نحو عهد جديد من الرخاء و الإزدهار الإقتصادى.
سوق سوهارتو لنفسه كأب للتنمية فى إندونيسيا. فى عام 1965 كانت إندونيسيا هى أفقر بلدان آسيا. كان 60% من السكان – حوالى 55 مليون نسمة – يعيشون تحت خط الفقر. فى أعقاب إستيلاء سوهارتو على السلطة حقق إجمالى الناتج المحلى للبلاد نموا بنسب تخطت 6% سنويا طوال الثلاثين عاما التالية بإستثناء عامين فقط. فى عام 1996 كان 11% فقط من السكان – حوالى 22 مليون نسمة – يعيشون تحت خط الفقر. حققت البلاد أيضا تقدما فى معدلات التنمية البشرية مثل متوسط العمر المتوقع، و الخصوبة، و معدلات الوفاة للأطفال، وفى الإكتفاء الذاتى من إنتاج الغذاء. أخذت إندونيسيا موقعا متقدما بين إقتصاديات ما يسمى بالنمور الأسيوية و أصبحت واحدة من أكثر البلدان إجتذابا للإستثمارات طويلة المدى.
فى السنوات الأخيرة لحكم سوهارتو كانت الأمراض المزمنة التى إخفتها القشرة البراقة للنمو الإقتصادى تحدث تشققات فى هذه القشرة و تبدأ فى الظهور على السطح. أبرز هذه الأمراض كان التفاوت الضخم للدخول و تدهور البيئة العمرانية و الطبيعية و الانتهاكات الفظة لحقوق الإنسان. فى القلب من هذه الأمراض كانت المشكلة الرئيسية هى الفساد. فقطاعات كاملة من الإقتصاد قد صممت إدارتها بعناية لتمرير أرباح غير عادية أو ريع لحساب عائلة سوهارتو و دائرة ضيقة من شركائهم فى البزنس أو المحاسيب و قلة منتقاة من القادة المتنفذين فى الجيش. و بدلا من توفير الخدمات للشعب كان الهدف الرئيسى للمؤسسات الحكومية هو دعم و تنمية شبكة الفساد هذه.
طبيعة النظام الذى أقامه سوهارتو شكلتها فى الأساس تربيته و تاريخه الوظيفى و العملى. فقد تربى فى صغره على الفلسفة الأخلاقية لجاوة (كبرى جزر الأرخبيل الإندونيسى و أكثرها سكانا)، و هى تقاليد تؤكد على التناغم و التوافق، بمعنى رفض الإختلاف و المعارضة، و هى أيضا تؤكد على إحترام و توقير الأكبر سنا. و تلقى سوهارتو تدريبه العسكرى على أيدى العسكرية الهولندية ثم اليابانية، و كلاهما بالضرورة كقوتى إحتلال لبلد غريب كان همهما الأساسى هو تحقيق الأمن، بمعنى النظر إلى العواقب الأمنية لكل سياسة بإعتباره أولوية أجدر بالإعتبار. إشترك سوهارتو أو قاد خلال حياته العملية حملات كان مهمتها قمع الإنتفاضات المحلية أو تمرد الشيوعيين أو الحركات الإنفصالية فى الأقاليم. نتيجة لهذه الخبرات فإن سوهارتو كان يميل إلى نوع من الهوس بالنظام و الإستقرار.
فى السيرة الذاتية لسوهارتو التى نشرت عام 1989 يتحدث عن ديموقراطية البانكسيلا و هى المبادئ التي تقوم عليها للدولة الإندونيسية قائلا:
“فى ديموقراطية البانكسيلا لا مكان للمعارضة على النمط الغربى. فى عالم البانكسيلا لدينا الحوار لإنجاز التوافق بين الناس. ليس لدينا هنا معارضة كتلك التى فى الغرب. المعارضة من أجل المعارضة و لأجل أن تكون مختلفا، لا وجود لها هنا”
هذا الرفض لفكرة المعارضة من حيث المبدأ عبر عنه سوهارتو عمليا من خلال تطوير أدوات الدولة لتكون سلاحه فى إجهاض كل صور المعارضة لنظامه فى مهدها و قبل أن تنمو لتشكل خطرا عليه. كان من بين أدوات سوهارتو لقمع المعارضة الشرطة و مكتب النائب العام و المحاكم أما التهديدات الأكثر خطرا فكان الجيش يستخدم للتعامل معها. فمع مطلع التسعينات كان الجيش قد أصبح المؤسسة السياسية الأكثر أهمية فى إندونيسيا و هو قد لعب هذا الدور بشكل علنى تحت الغطاء الشرعى لعقيدته العسكرية التى تقوم على الوظيفة المزدوجة للمؤسسة العسكرية. و تنص هذه العقيدة على أن مهمة الجيش هى حماية “المصالح” الوطنية و عليه فى سبيل ذلك أن يسهم بموارده المؤسسية فى تنمية البلاد. هذه الموارد المؤسسية كان يقصد بها الخبرات الإدارية و التنظيمية التى يكتسبها ضباط الجيش من خلال ترقيهم فى المؤسسة العسكرية. أما الإسهام بها فى مهام التنمية فتمت ترجمته بدخول الآلاف من ضباط الجيش سواء من كانوا بالخدمة أو تقاعدوا منها فى مختلف المؤسسات المدنية التى تشكل الجهاز البيروقراطى للحكومة. من بين هؤلاء كان مئات يشغلون مناصب وزارية و برلمانية و حزبية (فى الحزب الحاكم) و فى الإدارة المحلية و الشركات المملوكة للدولة.
زوبعة فى فنجان
مع منتصف التسعينات كانت إندونيسيا لا تزال تعيش حلم النمو الإقتصادى المستمر دون أى بوادر لأى صعوبات فى المستقبل القريب. فى المقابل كان الجمود السياسى قد بدأ يدفع قطاعات مختلفة إلى التململ. و بدأ لأول مرة بعض دعاة الإصلاح السياسى يرفعون أصواتهم بالمطالبة بتداول حقيقى للسلطة و بمكافحة الفساد.
الأصوات الأولى للمعارضة خرجت من أحد أحزاب المعارضة الديكورية و هو الحزب الديموقراطى الإندونيسى. على غير العادة خاض هذا الحزب معركة إنتخابية نشطة فى عام 1993 و أحرج الرئيس و حزبه الحاكم. و رغم أن التزوير التقليدى لنتائج الإنتخابات لم يتح للحزب الحصول على أكثر من نسبته المعتادة فى البرلمان إلا أن سوهارتو رأى فى تحدى الحزب لنظامه سابقة لا ينبغى تمريرها دون عقاب. و كما هى العادة استخدم سوهارتو مخابرات جيشه للتدخل فى الإنتخابات الداخلية للحزب الديموقراطى بهدف إسقاط رئيسه فى ذلك الحين سوريادى. إستخدم عملاء المخابرات أساليب التهديد لأنصار سوريادى و الترغيب لمنافسيه داخل الحزب و توصلوا إلى أن ينتخب المؤتمر العام للحزب بديلا له. و لكن لسبب ما لم تكن هذه الجهود موفقة فى إختيار هذا البديل فقد أتت إلى هذا المنصب برئيس للحزب يشكل إزعاجا أكبر لسوهارتو. هذا البديل كان ميجاواتى سوكارنو بوترى الإبنة الصغرى للرئيس السابق التى لم تكن قد دخلت إلى مجال السياسة إلا منذ أربعة أعوام فقط على غير رغبة حقيقية منها.
على الرغم من أن ميجاواتى لم تكن بالسياسية البارعة أو الطموحة إلا أن اسمها و تراث أبيها كانا كفيلين بجعلها رمزا للمعارضة يتجمع حوله بشكل خاص الشباب المتطلع إلى تغيير وجه السياسة الجامد فى إندونيسيا. عبر هذا الطموح لدى كوادر الحزب المتحلقين حول ميجاواتى عن نفسه فى صورة نشاط أكبر لهم سبب مزيدا من الحرج و الإزعاج لسوهارتو و نظامه. ففى عقيدة سوهارتو كان أى شكل من أشكال المعارضة الصريحة هو نوع من الإهانة المباشرة و تعدى على صورته فى نظر شعبه بوصفه الحاكم و الأب الذى يدين له الجميع بالولاء و الطاعة. و مرة أخرى وجه سوهارتو أوامره إلى قيادات الجيش و مخابراته بتصحيح خطأهم السابق و التخلص من ميجاواتى.
هذه المرة كان تحقيق رغبات الرئيس أكثر صعوبة. فالمدة القانونية لرئاسة ميجاواتى للحزب لم تكن قد إنقضت بعد ولم يكن ثمة بديل ذو شأن كبير فى الحزب لتحدى قيادتها خاصة و أن هذا كان يتطلب الدعوة إلى مؤتمر طارئ للحزب و جمعيته العمومية. لم يفت هذا كله فى عضد رجال سوهارتو و قرروا أن الشخص المناسب لتحدى ميجاواتى هو سوريادى نفسه الذى أطاحوا به منذ أقل من ثلاثة أعوام. إستغرق إعداد الخطة بعض الوقت لكنها إنتهت بأن إجتمع عدد من أعضاء الحزب فى مؤتمر طارئ بعيدا عن جاكارتا العاصمة و إنتهى إلى عزل ميجاواتى و إعادة سوريادى إلى قيادة الحزب. لم يرض الأمر مؤيدى ميجاواتى و أعلنوا رفضهم للمؤتمر و نتائجه و لجأ الشباب منهم إلى إحتلال المقر الرئيسى للحزب فى قلب العاصمة و من هناك إستخدموا الرصيف المقابل كمنصة دائمة للخطب العامة. و مرة أخرى بدا أن تدبيرات الجيش لإخراج سوهارتو من الحرج تنتهى بشكل ما إلى مزيد من الحرج له. و فى الواقع كان الأمر هذه المرة قد أصبح أقرب للفضيحة المستمرة!
إخلاء المقر الرئيسى للحزب الديموقراطى من المعتصمين فيه كان أمرا ضروريا لإيقاف ما تحول إلى أكبر إحراج تعرض له الرئيس سوهارتو منذ توليه منصبه و حتى ذلك الحين. و لكن التدخل المباشر للجيش أو قوات مكافحة الشغب أو أى قوات نظامية أخرى لم يكن مقبولا. فى نهاية المطاف كان الخطاب المعلن للجيش هو أنه لا يتدخل فى الشؤون الداخلية للأحزاب! و لذا كان لابد من إيجاد غطاء مناسب. و لم يحتج قادة الجيش و مخابراته إلى وقت طويل للبحث عن البديل المناسب. فمثل هذه العمليات التى لا ينبغى أن يكون دور الجيش واضحا فيها كان ثمة بالفعل كيان قائم و معد سلفا للقيام بها و هو سلاح البلطجية! فنتيجة لتداخل مصالح الجيش و السلطة الإقتصادية و السياسية مع كثير من ألوان النشاط غير المشروع فى إندونيسيا مثل الدعارة و تهريب و توزيع المخدرات و أشكال المقامرة إلخ كان لابد من وجود هذا السلاح الذى يمكن إستخدامه لانهاء بعض التعاملات فى هذه المجالات التى لا ينبغى أن يكون إنغماس قادة الجيش و المحسوبون على السلطة فيها علنيا حتى و إن كان فى الواقع معروفا لدى الجميع.
تم رسم خطة إقتحام المقر الرئيسى للحزب الديموقراطى بحيث يقوم بها جمع من البلطجية يرتدون شارات توحى بأنهم من مؤيدى سوريادى، إضافة إلى هؤلاء تم الدفع ببعض من قوات الأمن فى زى مدنى و فى حال تعقد الأمور وضعت قوات نظامية إضافية على مقربة و تم نشر كمائن على الطرق المؤدية للمكان لمنع وصول أى دعم للمعتصمين فى المقر. و فى الموعد المحدد بدأ البلطجية عملهم و لكنهم و من معهم فوجئوا بمقاومة كبيرة من المعتصمين و أصبح واضحا أن العملية قد تبوء بالفشل فلم تجد قوات الدعم النظامية بدا من التدخل و مع ذلك طال الأمر حتى صباح اليوم التالى و لم ينته الإقتحام إلا بعد مقتل شخصين و إصابة 181 و إعتقال 124. كما أنه لم ينته دون إفتضاحه و وصول الأنباء إلى المناطق المجاورة فى العاصمة.
أحد مظاهر الفجوة الهائلة فى الدخول التى خلقها نظام سوهارتو كان نشأة مناطق لسكن الفقراء و المهمشين إتصفت بإرتفاع الكثافة السكانية مع تدنى شديد فى الظروف المعيشية لقاطنيها. هذه المناطق إنتشر العديد منها حول جاكارتا وفى قلبها فى أحزمة حول قلب المدينة التجارى و حول الأحياء السكنية المغلقة على الأثرياء. و رغم أن جاكارتا معظم الوقت كانت تبدو مدينة هادئة يسودها الأمن إلا أن شعورا عاما لدى الطبقات الأفضل حالا بعدم الأمان كان يثبره وجود ال”كامبونج” أو العشوائيات فى الجوار. واحدة من هذه العشوائيات كانت تقع عبر شريط السكك الحديدية فى مواجهة موقع الأحداث فى ليلة إقتحام مقر الحزب الديموقراطى و منها خرج رد فعل كان الأول من نوعه. فحتى هذه اللحظة كان الإصلاح السياسى و صراع القوى المعارضة لنظام سوهارتو ضد جيشه و أجهزته الأمنية هو شأن تهتم به فقط قطاعات من السياسيين و المثقفين و طلبة الجامعات و لم يجتذب يوما إهتمام رجل الشارع العادى و خاصة من ينتمى إلى الطبقات الأكثر فقرا. لذا فقد كان خروج المئات من حى مارتمان الفقير فور وصول أنباء الأحداث إليهم أمرا مثيرا للدهشة و سابقة تستحق الإهتمام.
واجه هؤلاء قوات حفظ الأمن التى سدت الشوارع المؤدية إلى موقع الأحداث و إشتبكوا معها مستخدمين الحجارة و زجاجات المولوتوف فيما إرتبكت هذه القوات و ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع. إستمرت المعارك طيلة النهار و تحولت إلى أعمال شغب و سلب و نهب طالت المحال التجارية و البنوك و المبانى الإدارية القريبة و أحدثت خسائر كبيرة قبل أن تتمكن قوات الجيش من إحتوائها و لكن ليس قبل أن تنقل شاشات التليفزيون مشاهد محرجة لقوات الأمن و هى تفر فى مواجهة جماعات من المدنيين يمطرونها بالحجارة.
فى مجملها كانت أحداث عام 1996 مجرد إشارات إلى ما يختمر تحت السطح الهادئ أو ربما الراكد للسياسة فى إندونيسيا. و لكنها بالنسبة للمراقبين حينها بدت منعزلة عن أى سياق عام. فهى لم تؤدى إلى تطور واضح لسلوك القوى المعارضة للنظام. فى الحقيقة بدت هذه القوى أضعف من أى وقت مضى. الحزب الديموقراطى عاد ليلعب دورا المعارضة الشكلية المقرر له من قبل النظام فيما إختفت ميجاواتى أو كادت. إلى جانب هذا الحزب العلمانى الوحيد فى البرلمان كان موقع المعارضة الشكلية الإضافى محجوزا لحزب واحد يمثل القوى الإسلامية. و هو حزب مختلق أجبرت الحركات الإسلامية على تكوينه تحت إشراف النظام ليمتص أصوات المعارضين ذوى الميول الإسلامية وفق أسلوب سوهارتو فى إدارة شؤون المعارضة كجزء من النظام و ليس كخروج عليه!
الحركات الإسلامية
على الأرض كانت الحركات الإسلامية لاعبا ذو قيمة كبيرة من الناحية العددية على الأقل. كانت الحركتان الأكثر أهمية و هما نهضة العلماء بقيادة عبدالرحمن وحيد و المحمدية بقيادة “أمين رئيس” يضمان حوالى 70 مليون عضوا. و لكن الخلافات بين الحركتين كانت عميقة إلى حد جعل الصراع بينهما أقرب تصورا من التوافق أو التحالف. فحركة نهضة العلماء كانت تمثل الإسلام الإندونيسى التقليدى المختلط بشدة بكافة ألوان الثقافة الإندونيسية الثرية بتنوع أديانها و معتقداتها المحلية. فى حين مثلت حركة المحمدية نزوع الطبقات المتوسطة فى إندونيسيا إلى نمط من التدين أكثر إلتزاما بالإسلام النقى الخالى من أى مؤثرات ثقافية محلية. إختلفت الحركتان أيضا فى تصوراتهما لدور الدين فى السياسة فبينما تبنت نهضة العلماء إتجاها لأن يكون الدين عاملا ملهما للعمل السياسى يبث فيه مبادئ أخلاقية عامة فإن المحمدية إختارت نهجا يشبه الإسلام السياسى الذى إزدهر فى الشرق الأوسط و مناطق أخرى حول العالم.
شهدت إندونيسيا فترات من القمع المنظم لحركات الإسلام السياسى. و لكن هذا القمع أثبت فشلا كبيرا فى القضاء على الإسلام السياسى بل ربما أسهم فى إتساع دائرة إنتشاره و هو ما حدا بسوهارتو فى بداية التسعينات إلى إنتهاج سياسة جديدة إستهدفت إحتواء الإسلاميين بدلا من محاولة القضاء عليهم و كانت أبرز إجراءاته بهذا الخصوص إنشاء ما سمى برابطة المفكرين الإسلامين أو ما عرف إختصارا ب”إتشمى”. و إختار سوهارتو لرئاسة هذه الرابطة بى جيه حبيبى وزير التكنولوجيا و البحث العلمى فى ذلك الوقت. كان الإختيار غريبا فحبيبى لم يعرف عنه مسبقا الإهتمام بالشؤون الإسلامية و لكنه فى المقابل كان من هؤلاء الذين يدينون فى صعودهم سلم الحياة السياسية إلى رضا سوهارتو عنهم دون أى عامل آخر. إختيار حبيبى المغمور حينها لهذا الدور كان بداية صعوده الذى أعده للعب دور هام فى الفترة التالية إلى جانب الأسماء الرئيسية للحركة الإسلامية فى إندونيسيا التى كانت الأعوام التالية تحمل لها دورا لم يكن ليتوقعه أى من المراقبين فى منتصف التسعينات.
قصور من رمال
كانت الصورة النمطية للشمس تشرق خلف أفق مزدحم بأوناش البناء الضخمة المنهمكة فى إضافة المزيد من الأبراج الشاهقة إلى مدن تنمو فى سنوات أكثر مما نمت خلال قرون سابقة، هذه الصورة كانت علامة مميزة لإزدهار إقتصاديات النمور الجدد فى جنوب شرق آسيا مع منتصف تسعينات القرن الماضى. ما خلف الصورة و على وجه التحديد الأساس الذى إرتفعت فوقه هذه الأبراج الضخمة كان فى المقابل يمثل حقيقة الواقع الذى أغفلته عيون المراقبين أو أعمتهم عنه مطامع الأرباح الخيالية.
فى غالب المشروعات العقارية الضخمة فى جاكارتا و غيرها من مدن إندونيسيا الرئيسية كان صاحب المشروع هو أحد أفراد نخبة مالية تتألف من أبناء عائلة سوهارتوا أو رجال أعمال ذوو نفوذ نتيجة إرتباطهم بالشراكة مع أبناء العائلة أو كبار قادة الجيش أو كبار موظفى الدولة. حيث يحصل هؤلاء على مساحات واسعة من الأراضى المملوكة للدولة مقابل جزء فقط من سعرها الحقيقى من خلال رشوة المسؤولين المحليين ثم يستخدمون قوات الأمن و الجيش لإخلائها من شاغليها السابقين بالقوة. وقبل البدء فى البناء يحصل صاحب المشروع على قروض ضخمة بضمان الأرض التى يعاد تقييمها بأض
بيان مشترك دوامة العنف المسلح الدموية المتواصلة في سورية تؤدي الى سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين والعسكريين وتواصل عمليات الاغتيال والاختطاف والاختفاءات القسرية
دوامة العنف المسلح الدموية المتواصلة في سورية, تؤدي الى سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين والعسكريين, مع تزايد عمليات الاغتيال والتفجيرات الارهابية والاختطاف والاختفاءات القسرية.وقد سقط خلال الساعات الماضية(بتاريخ14-15\2\2013),العديد من القتلى والجرحى, من(المدنيين والجيش والشرطة), وبعد التدقيق,قمنا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ,بتوثيق الأسماء التالية :
الضحايا القتلى من المدنيين
عربين-ريف دمشق:
سليمان الطير-(بتاريخ14\2\2013)
المعضمية-ريف دمشق:
ياسين أحمد داوود- (بتاريخ 15\2\2013)
جوبر-ريف دمشق:
باسل بشير الرفاعي-علاء تيسير ألحمراوي-(بتاريخ15\2\2013)
علاء ياسين العسلي(بتاريخ14\2\2013)
حمورية–ريف دمشق:
موفق محمد الدرع-(بتاريخ14\2\2013)
حرستا-ريف دمشق:
عدنان الريس-خلدون البر همجي-(بتاريخ15\2\2013)
دوما-ريف دمشق:
أنس كعكة-محمد سعيد الخضرة-عبد الله أنجية-محي الدين كربج-عماد الكردي-سناء غنوم-سعد عز الدين-حسن أيوب-(بتاريخ14\2\2013)
مسرابا-ريف دمشق:
احسان غنوم-احسان غالب طبرنين-(بتاريخ 15\2\2013)
اليرموك-ريف دمشق:
نغم علاء عبد العزيز-محمود ابراهيم-(بتاريخ 15\2\2013)
ريف دمشق:
أحمد عويد-خالد عويد-حسن محمد ديب خواجة-محمد محمود أليف السيروان- محمد محمود اليوسف -حامد وليد صيداوي-جلال محمد حنش-أمل منصور-رضوان القيسي-محمد محمود محمد-حمزة الحبش-محمد الحلبوني-(بتاريخ15\2\2013)
محمد ماجد العرقسوسي-محمد حسين الرانس-غسان المصري-جمال السلطان الحموي-فارس عمار-محمد حسن(بتاريخ14\2\2013)
حماه:
ابراهيم محمد الحجي-(بتاريخ14\2\2013)
محردة-حماه:
ليزا جهاد الخوري-نور فريد بلحوس-أديب غازي الأسعد-جنان راتب زيود-(بتاريخ 14\2\2013)
حمص:
دلال أحمد الأحمد-محمد زكريا-(بتاريخ15\2\2013)
حسياء-حمص:
عماد حجوز-أحمد المصري-(بتاريخ 14\2\2013)
السخنة:الطيبة-حمص:
سهام حسين ألمحمد السويف-سعد حسين ألمحمد السويف-(بتاريخ15\2\2013)
الرستن-حمص:
محمد اليوسف-أحمد وليد حاميش-(بتاريخ14\2\2013)
القصير-حمص:
· حسين عبد الله حرفوش-(بتاريخ15\2\2013)
الحولة-حمص:
محمد إبراهيم طلاس-جمال الديبة-فيصل البرق-صلاح الأحمد-منير قاسم-سليمان الخضر-ربيع الحاج-عمران رجب-سامر جعمور-وليد السواح-ممدوح بكري-جلال اسماعيل-باسم السواح-حنل سلامة-أمين الموسى(بتاريخ15\2\2013)
يحيى أحمد الابراهيم-دلال بسام دياب-فرح عبد القادر عبد الله-معاذ عبد الباسط قدور-محمد ثائر موفق الدوحست-مالك عبد القادر عبد الله-(بتاريخ14\2\2013)
اللاذقية:
خالد المنصور-(بتاريخ15\2\2013)
ادلب:
جمال نوفل دادا-(بتاريخ 15\2\2013)
كفر رومة-ادلب:
بلال غريب الياسين-(بتاريخ14\2\2013)
كفرسجنة-ادلب:
محمد عبد الله السعيد-(بتاريخ14\2\2013)
حاس-ادلب:
· آية محمد الضعيف-حسن محمد الضعيف-(بتاريخ 14\2\2013)
أريحا-ادلب:
· صفوان عارف الطاهر-(بتاريخ14\2\2013)
جسر الشغور-ادلب:
· فاطمة مصطفى عرابي- محمد عارف العلي-(بتاريخ15\2\2013)
معرة النعمان-ادلب:
سليمان رشيد تناري-أسامة الحسين-(بتاريخ15\2\2013)
خير الدين أحمد الحسون-(بتاريخ14\2\2013)
خان السبل-ادلب:
عبد القادر عبد الرحمن الحميدي-(بتاريخ15\2\2013)
خان شيخون-ادلب:
شهد لبيب القطيني- مهند محمد العمر بيك-زياد كنيساوي-عبد الكريم أحمد كيروان-محمد عبد العزيز ادريس-بلال عبد الكريم مهنا-غازي محمد أبو دي-منير عبد الحميد ادريس-خالد مأمون مخزوم-محمد حمال القلعة-عبد الرزاق صالح اراكيل-مصطفى عبد القادر عفان-حلوم محمد كيروان-(بتاريخ15\2\2013)
حلب:
· يوسف عادل بكري-محمد وليد ابراهيم-رضوان محمد الأسود-محمد حسن -(بتاريخ15\2\2013)
· ناصر محمد الحسن-هوازن الشيخ عيسى-رضوان مشهداني-محمد بلال-خليل قرفع-أحمد محمود حمادة-ثناء شنينة-صلاح أحمد مصيني- (بتاريخ 14\2\2013)
مارع-حلب:
· مصطفى علي طبشو-(بتاريخ 14\2\2013)
ماير-حلب:
مصطفى لطوف خرمة-(بتاريخ15\2\2013)
تل رفعت-ريف حلب:
فاخر محمود حج يوسف قرندل-(بتاريخ14\2\2013)
اعزاز-حلب:
أسعد الحميد الموسى أوغلي-جنيد محمد البها-(بتاريخ14\2\2013)
السفيرة–حلب:
فؤاد سكر-(بتاريخ14\2\2013)
حيان-ريف حلب:
· محمد يوسف شراق الزيت-(بتاريخ15\2\2013)
جبرين-ريف حلب:
· علي محمد الجمعة السلمو-حسين الرسلو-(بتاريخ14\2\2013)
الباب-حلب:
· ابراهيم علي البدر-(بتاريخ15\2\2013)
درعا:
كاظم أحمد أبازيد-جمال جبر المسالمة-خالد ضاهي النواف المحاميد-(بتاريخ15\2\2013)
علي سالم الدروبي-محمود محمد المصري- عبد الله أحمد كسابرة-رأفت محمد الثلجي-أنس الزعبي-خليل محمد الهيمد(بتاريخ 14\2\2013)
النعيمة-درعا:
أحمد يوسف ألعبود-رفعت حكمت المحاميد-ذياب علي الصلخدي-سليمان ابراهيم ألعبود-ابراهيم علي المناجرة-أمين قاسم الطيباوي-وائل خليل الزر زور-(بتاريخ 14\2\2013)
بصر الحرير-درعا:
أحمد حسين الحريري-(بتاريخ 15\2\2013)
طفس-درعا:
· عبد القادر محمد قطمه-(بتاريخ 15\2\2013)
الجيزة-درعا:
· سعود محمد سليمان الخطيب-أحمد عبد الرحمن الشحادات-(بتاريخ 14\2\2013)
المسيفرة-درعا:
· نادر خالد صالح الفرحان الزعبي-(بتاريخ 14\2\2013)
كفر شمس-درعا:
فواز زين البشير-(بتاريخ 14\2\2013)
جاسم-درعا:
· عمر رياض الحارون–(بتاريخ 14\2\2013)
نصيب-درعا:
علاء أحمد توفيق الراضي-(بتاريخ 14\2\2013)
الكرك الشرقي-درعا:
ماهر أحمد زعل الخلايفة-محمد سالم الدراوشة-عثمان فهد النعمة-(بتاريخ 14\2\2013)
الرقة:
· منهل سليمان الحمود الشمري-مأمون مزهر الغايب -(بتاريخ 14\2\2013)
الطبقة-الرقة:
ياسر العمار-صبحيه السلوم-أحمد العبيد ألطه-محمد الشاطر-(بتاريخ\15\2\2013)
الكرامة-الرقة:
محمود المشهوري-هادي العكال-محمد سليمان الطياوي(بتاريخ\15\2\2013)
دير الزور:
طه عثمان طه- عبد اللطيف الشيخ فياض-(بتاريخ 15\2\2013)
سومر خليف العبدان-أحمد عبود طعيس-مصطفى جهاد الشرابي-محمد معصوم-راضي خلف الحسين-إيهاب الوكاع-عبد القادر اسماعيل الدخيل-جمعة خليفة العجة-كوان عبار المطلق-أحمد صلاح العبد الله-علي الأملح-حميد علاوي الخليفة-(بتاريخ 14\2\2013)
البوكمال-دير الزور:
عثمان عبد الرحمن السخني-مصطفى علي النعيمي-(بتاريخ\14\2\2013)
الشدادي-الحسكة:
أنس عبد السلام المنيتي-عبد السلام ياسين المنيتي-يوسف عبد السلام المنيتي-كوان عباد المطلق-راضي خلف الحسين-مصطفى جهاد ألشرابي-سرمد عبدان-محمد معصوم-مصطفى علي النعيمي-فاديه سعيد الجلود الصليبي-(بتاريخ\14\2\2013)
الضحايا القتلى من الجيش والشرطة.
ريف دمشق:
الملازم الاول المهندس عاصم أمين بلال-الرقيب كاسر خضور-المجند تامر القاضي-المجند هلال المصطفى-المجند نهاد تلة-المجند غازي وهبي-المجند حيدرة سليم خزامة-المجند بسام هرمز-المجند امجد عليان-المجند ملهم هيثم فياض
العقيد قيس علي محمد-النقيب محمد ميا-الملازم الاول علاء جامع-الرقيب حسام احمد علي-المجند علي احمد الأحمد-المجند حسام صقر-المجند علي محمد بدور-المجند تمام اللطمة-المجند يزن الديب-المجند الحارث شرف-المجند زياد علي قاسم-
ريف حماه:
العقيد الطيار اسماعيل غانم منصور-الملازم نضال الغرة-الرقيب الاول حاتم الصافي-المجند منذر سعود-المجند جابر عيود-
اللاذقية:
العقيد قيس توفيق سليمان-المقدم ياسر ابراهيم-الرائد سائر يحيى صالح-الرائد جابر بديع علي-الملازم الاول علي محمد جريوة-الملازم الاول بسام سليمان محمد-الملازم المجند ياسر محمد كاسو-الملازم المجند محمد بشير عثمان-الملازم احمد العلي العبد الله محمد-المجند ربيع ابراهيم العلي-المجند ربيع نبيل ميا-المجند ابراهيم فاضل
طرطوس:
العقيد الطيار مياس وجيه علي-النقيب المهندس ياسر سعيد صالح-الملازم الاول عامر حافظ-المجند حسان وردة-المجند بسام وردة-المجند نديم محمود مرهج-المجند سهل القاضي-المجند المجند علي سليم البدوي-المجند عصام اسماعيل-
دير الزور:
الملازم الاول خضر عيسى-المجند نعمان توفيق شاهين-المجند رامح هدلة-المجند مراد خازم
الرقة:
الملازم الاول دريد ألعبود-الملازم الاول خليل مفيد سليمان-الملازم الاول نسيم بسام بحري-الملازم علي مالك حسين- المجند غيث الشعبان
السويداء:
الملازم الاول قصي احسان عبد الملك-الملازم الاول عثمان يوسف السعدي-الملازم سامر فاضل ابو هدير-الملازم كمال خطار ابو فراج-الملازم فارس عبد الكريم نقور-الملازم إيهاب بهاء الدين الصحناوي
درعا:
الملازم علي ابراهيم خطيب-المجند حافظ الشمالي-المجند شفيق شيحة-المجند طاهر معلا-
ادلب:
الملازم الاول رامي محمد حسن-الملازم فاطر محمد حسن-المجند حسين كسيح-المجند وليم ملحم-المجند فاتح عموري-المجند فاروق العلوني-المجند عباس مكنا-
حمص:
المساعد الاول عدنان مالك صقر-المجند سومر موسى حامد-المجند ضاحي سويدان-المجند نزار كسحة-المجند فواز العتيق-المجند محمد نور الدين بديرة
حلب:
الرائد مهند شامية-النقيب رامز محفوض-الملازم الاول جميل يوسف جراد-الملازم عبد الله عمران-الملازم نوار احمد العلي-المجند حسان وريدي-المجند وسيم عمرة-المجند بهاء سلطانة-المجند مرهف صالح الصالح-المجند ميسر رزوق
الجرحى من المدنيين والعسكريين
ريف دمشق:
زينة الرفاعي-اميرة العسلي- رائدة الريس-سعدة الخضرة-فوزة كربج-محمود داوود-موفق الكردي-نبيل غنوم-يوسف عبد العزيز-مأمون خوجة-وسيم حبش-محي الدين الشايب-الرقيب الاول دريد الياسين-الرقيب سليمان جبور-المجند اكسم عدنان الحسين-المجند يوسف السوسي
ادلب:
نوال دادا-نوفة الطاهر-ياسمين جمالو-غيداء السعيد-غادة السعيد-نور الدين الضعيف-محمود عارف-صفوت غريب-وحيد الحميدي- كامل الحسون-حيان الحسين-عبد الكريم عبد الحميد-زهير كيروان-عمر مخزوم-فائق عرابي-الملازم الاول ايهم حلوم-المساعد الاول كمال محمود حسين-الرقيب الاول يحيى زردة-المجند صابر شدود-المجند نادر غنام-
حلب:
امينة مهنا-فاطمة عثمان-غالية حلاق-كوثر الاسود-توفيق لطوف-عبد الرزاق اوغلي-اسعد مشهداني-نوري طبشو-خالد شراق الزيت-شريف خرمة-سليم سكر-المجند حكمت الرضوان-المجند سعيد بلال-المجند فؤاد ماضي-المجند حسام الشيخ محمود-المجند منير ناصيف
درعا:
اسماء العبود-سهى البشير-انيسة النواف-كوكب الدروبي-شريفة النعمة-احمد الراضي-غسان الزعبي-وليد الحريري-خالد الدراوشة-فراس زرزور-اسامة المصري-علاء الشحادات-برهان التلجي-عمر ابا زيد-الرقيب الاول خليل زردة-الرقيب وائل جورية-المجند عزت عبود العلي-المجند رياض دبرها-المجند عبد الكريم شحود
حمص:
ناريمان حرفوش-امينة اليوسف-زهرة الاحمد- خالد جار الله-سيف النعيمي-معتز خانكان-وليد سيدو-بهجت مندو-حازم حاميش-زكريا حرفوش-شحادة ديبة-رمضان بلول-اسماعيل بلول-ماهر ونوس-المجند ممدوح سليمان- المجند شادن سلامي- المجند عماد خضر-المجند سميع خلوف-
الاعتقالات التعسفية
استمرت السلطات السورية بنهج الاعتقال التعسفي, وقامت باعتقال العديد من المحاميين السوريين والمثقفين والناشطين السياسيين,وعرفنا منهم الأسماء التالية:
الحسكة:
الناشط الإعلامي هيثم فرحان حسو ,تعرض للاعتقال التعسفي بتاريخ 16\1\2013 من قبل فرع الأمن العسكري في الرقة وهو في طريق العودة من مدينة غازي عنتاب التركية متوجها نحو مدينته القامشلي عبر بوابة ( تل أبيض الحدودية ),والسيد هيثم فرحان حسو من مواليد 1980 القامشلي- عازب والدته عنودة – طالب في كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة دمشق – سنة ثالثة,وهو عضو في ائتلاف شباب سوا،وعضو في المبادرة الشعبية لحماية السلم الأهلي – أبناء القامشلي , تم منع ذويه من زيارته و الالتقاء به أو القيام بالإجراءات القانونية في توكيل محاميين للدفاع عنه,ومازال مجهول المصير حتى الآن.
دمشق:
الناشط الكردي ياسر حسين كرمي ,تعرض للاعتقال التعسفي بتاريخ 31\12\2012من قبل المخابرات العامة في دمشق,والسيد ياسر حسين كرمي من مواليد 1979 كوباني،عين العرب –ريف حلب,وهو عازب والدته منيرة – استقر مع عائلته في دمشق ويعود بأصوله إلى مدينة عامودا – يعمل أعمال حرة في الحِرف اليدوية. تم منع ذويه من زيارته و الالتقاء به أو القيام بالإجراءات القانونية في توكيل محاميين للدفاع عنه,ومازال مجهول المصير حتى الآن.
ركن الدين-دمشق:
إيمان بطحيش- محمد فتيان-(بتاريخ12\2\2013)
ريف دمشق:
هشام راجح -(بتاريخ13\2\2013)
معضمية الشام-ريف دمشق:
أحمد مصطفى النقيب-مصطفى محمد النقيب-(بتاريخ15\2\2013)
جديدة عرطوز-ريف دمشق:
· السيد طارق محمد مرزوق والدته حميدة بتاريخ 20/10/2012
القنيطرة:
· إبراهيم الموسى-هاني الدلي-يحيى الدلي-حسين السعود(بتاريخ12\2\2013)
بانياس-طرطوس:
· أحمد سليم موسى-بسام أحمد منصور-محمد سليم موسى-مازن سليم موسى(بتاريخ14\2\2013)
الحفة-اللاذقية:
· عدنان العريس-سليم قيراطة-(بتاريخ15\2\2013)
· علوان السيد أحمد-خالد بشير(بتاريخ14\2\2013)
جبلة-اللاذقية:
· أنس الحرب-(بتاريخ15\2\2013)
حماه:
فاضل تركاوي-حسن الترك (بتاريخ15\2\2013)
مصباح الجمال-أحمد الجمال(بتاريخ14\2\2013)
يزن حداد-رواد حداد-لؤي شامية-خالد بدر حجازي-نائل تركاوي-(بتاريخ12\2\2013)
طيبة الإمام-حماه:
مهيب طلال النبهان(بتاريخ15\2\2013)
حيالين-حماه:
محمد سطام العاشق(بتاريخ14\2\2013)
درعا:
لؤي عناد العلوش-إلياس الراضي-عبد الله قنديل العرجا-حمزة الجباوي-سهيل تيسير أبو الرز المسالمة-(بتاريخ12\2\2013)
نوى-درعا:
أكرم قاسم البلبيسي-محمد قاسم البلبيسي-قاسم البلبيسي(بتاريخ14\2\2013)
دير الزور:
عبد العزيز الهايس- (بتاريخ15\2\2013)
الاختطاف والاختفاء القسري
الحسكة:
علاء الدين حمام القيادي في حزب آزادي الكردي في سوريا وابنه سروار حمام,تعرضا للاختطاف من قبل مسلحين مجهولين بتاريخ 7\2\2013 -الرائد كابي شمعون شمعون-الرقيب احمد رمضان العوض-المجند عبد الله محي الدين الفتحي
سوحا-حماه:
طراد علي الخليف-صقر مهنا الخليف-علي لورنس الخليف
ريف حماه:
عبد الكافي موسى باشا-عائشة أحمد قطاش-محمد موفق زريق- الملازم الاول احمد هيثم حسن-المساعد الاول رياض العوض-المساعد حيان صالح-المساعد خضر الراعي-الرقيب الاول وائل احمد الظاهر- الرقيب الاول احمد سامر الفيل-الرقيب علي حليمه- الرقيب محمود ابراهيم سليمان- الرقيب علاء ابو دره-الرقيب مرشد محمد ورده-المجند علي بديع يونس-المجند يامن محمود ديبو- الشرطي سليمان سليمان-الشرطي مظهر احمد الحجي-المجند نوري زلوخ-
السلمية-حماه:
لورين زينو-علي محمد زينو-هيثم نوفل سيفو-المجند محمد صلاح الدين خدام
ريف دمشق:
محمد جمال الشربجي- وفيق سعيد المصري-بلال مللي-محمد أديب نبيل ألحمصي-محمود محمد المبخر-خالد بكراوي-احمد فواز-توما قاسو- الرقيب الاول كمال جربوعة-المجند علي سعد ابراهيم- المجند احمد محمود دويك- المجند سامي نضال شاكر-المجند حسام طرزي-المجند نور الدين دقاق-الشرطي باسل شويكي
طرطوس:
الملازم المجند رائد جابر ناصيف-المجند احمد هاجر-الشرطي محمد علي
اللاذقية:
سامر ابراهيم-المجند سراج محمد جليكو-المجند نسيم سهيل نجم-المجند فداء خضور محسن
حمص:
· المساعد الاول احمد حسين المصطفى-المجند محمد كروم
درعا:
· عبد الرحمن أحمد الحراكي
دير الزور:
ماهر عبد المحسن الحمود-حسين حمدي الحمد-مخلف معيوف ألمحمد-الرقيب مؤيد حسن يحيى
الرقة:
صالح محي الدين الابراهيم-30- عاما, يوسف محي الدين الابراهيم-28 عاما-,يوسف الجاني-المقدم تميم هيفا,مواليد 1971-المهندس قتيبة جاسم الموسى- المجند محمد سلطان مكسور-الشرطي بسام علي خليف
ادلب:
المساعد خالد المصطفى- المساعد مالك مصطفى سيدو-المجند حسين صادق الشيخ
حلب:
آلاء عبد الرزاق عثمان-محمد غسان عبه جي-أسامة عبد الباسط طعمة-رولا بصمة جي-ريما نصري- المجند حازم حج جنيد-المجند عبد الفتاح زراع- المجند احسان صبحي مارديلي-المجند مهيب عقيل-المجند دالي مصطفى عبيد-المجند خالد محمد علي جدوع-المجند فريد مصطفى- المجند بسام عبد الرحمن بصال-المجند محمد احمد محمد-المجند أسامة محمد علي-الشرطي حسن حسينو الشرطي-
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, اذ نتوجه بالتعازي الحارة والقلبية, لجميع من سقطوا من المواطنين السورين ومن المدنيين والشرطة والجيش ,ومع تمنياتنا لجميع الجرحى بالشفاء العاجل, فإننا ندين ونستنكر جميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال ,أيا كانت مصادرها ومبرراتها,وكذلك فإننا ندين ونستنكر بشدة الاعتقالات التعسفية والاختفاءات القسرية بحق المواطنين السوريين أيا تكن الجهة التي ترتكب هذه الانتهاكات, ونبدي قلقنا البالغ على مصير المختفين قسريا ,بحيث أضحى هنالك ملفا واسعا جدا يخص المفقودين.
وبسبب ما آلت إليه الأحداث ودمويتها وتدميرها, فإننا نتوجه الى جميع الأطراف في سورية بالمطالب الملحة التالية:
1- الوقف الفوري لدوامة العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية, آيا كانت مصادر هذا العنف وآيا كانت أشكاله ومبرراته.
2- اتخاذ الحكومة السورية, قرارا عاجلا وفعالا في إعادة الجيش إلى مواقعه و فك الحصار عن المدن والبلدات وتحقيق وتفعيل مبدأ حيادية الجيش أمام الخلافات السياسية الداخلية، وعودته إلى ثكناته لأداء مهمته في حماية الوطن والشعب، وضمان وحدة البلد.
3- تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له, وعن المسئولين عن وقوع ضحايا ( قتلى وجرحى ), سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين, وأحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم.
4- إيجاد الحلول السليمة بمشاركة السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم ,هذه الحلول التي ستكون بمثابة الضمانات الحقيقية لصيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبنائه بالتساوي دون اي استثناء.
5- إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين, وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية, ما لم توجه إليهم تهمة جنائية معترف بها ويقدموا على وجه السرعةً لمحاكمة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة.
6-إطلاق سراح كافة المختطفين أيا تكن الجهات الخاطفة .
7- الكشف الفوري عن مصير المفقودين.
دليل النشر الإلكترونى “ المصداقية والحماية القانونية”
نحو 70% من سجناء الرأي في العالم ، تمت ملاحقتهم بسبب كتابات وموضوعات على شبكة الانترنت ، سواء مدونات ، مواقع إخبارية ، تويتر ، فيس بوك ، يوتيوب ، منتديات ،، وغيرها.
الملاحقة لا تتوقف طالما استمرت نظم وحكومات قمعية تكره الكلمة وتعادي التعبير عن الرأي ، لكن الكتابة المهنية والأمانة الصحفية ، تساهم فعليا ليس فقط في الحد من هذه الملاحقة ، ولكن في خلق إعلام وصحافة جادة ذات مصداقية تساعد في دعم وتطور المجتمعات ديمقراطيا وثقافيا وسياسيا.
وفي هذا الدليل ، نسعى لتقديم بعض النصائح والمعلومات القانونية وقواعد المهنية في الصحافة ، لنشطاء وكتاب الانترنت ، يستوي في هذا من يغرد على تويتر ، او ينشر على الفيس بوك أو يكتب لموقع اخباري ، أو يتحاور على منتدي اليكتروني.
والتدوين ليس مهنة أو حرفة، بل هو نمط من الكتابة الحرة والشخصية تكتسب جاذبيتها في الأساس نتيجة تحررها من القوالب التقليدية للكتابة الصحفية أو الأدبية، وكذلك نتيجة تعبيرها بصدق عن شخصية صاحبها وطبيعة تفكيره ورؤيته المختلفة عن غيره، لذا فلا ينبغي النظر إلى السطور التالية على أنها محاولة لوضع قواعد للتدوين، وإنما هي مجرد نصائح وطرح لخبرات وتجارب لبعض المدونين والمدافعين عن حرية الصحافة وحرية استخدام الانترنت ، بهدف أن يتيح لتجربة التدوين أن تكون أكثر نجاحا في إرضاء صاحبها عنها أولا، ثم في الإسهام بدور فعال في أن يكون التدوين مصدرا بديلا أو إضافيا لمصادر المعلومات والمعرفة المتاحة لقطاع واسع من مستخدمي شبكة الإنترنت.
من هنا ، فهذا الدليل مجرد اجتهاد لمحرريه ، يبتغون به أن يساهم من المبادرات الاخرى ، سواء السابقة أو اللاحقة ، في دعم وتشجيع المدونين ونشطاء وكتُاب الانترنت في الاستمرار ، بمهنية ومصداقية ، تعود على المجتمعات بالفائدة ، وتعرقل محاولات حصار الكلمة وأعداء حرية التعبير
كش عسكر : إندونيسيا بعد سوهارتو
العسكر ، الجمعية التأسيسية ، الطرف الثالث ، الشباب ، أسرة الديكتاتور ، رصاصات القناصة ، صلاحيات الرئيس ، الرئيس يؤدي القسم أمام رئيس المحكمة الدستورية ، الحاجة إلى الأمن ، الأحزاب الكرتونية ،،،،،،
هذه الكلمات من أكثر الكلمات التي تواترت أثناء الثورة الاندونيسية ، لكنك لم تخطئ حين قفزت إلى ذهنك الثورة المصرية ،، فالتشابه كبير وهائل بين الثورتين.
هذا هو الكتيب الثاني ضمن سلسلة ( مخاضات التغيير ، تجارب في الثورة) التي تصدرها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، وهو يتناول الثورة في اندونيسيا ضد الديكتاتور سوهارتو ، الذي كان الرئيس الثاني لاندونيسيا من 1967- 1998 ، وتكاد تتطابق مع فترة حكم مبارك ، سواء في المدة الزمنية أو نمط القمع والفساد ، فضلا عن مجريات وتطور الثورة في اندونيسيا !.
نحن لم نبدأ من الصفر ، وثورة المصريين لم تخفت يوما ، وإن شابها التعرج صعودا وهبوطا بين فترة وأخرى ، وهكذا كانت ثورة اندونيسيا .
استغرقت الثورة عدة سنوات في اندونيسيا لتستقر الأوضاع ، خطت بعدها اندونيسيا خطوات واسعة نحو الديمقراطية ، لم يكن هذا ممكنا في ظل تغلغل المؤسسة العسكرية على مجريات الحياة السياسية والاقتصادية في اندونيسيا، وكذلك لم يكن هناك بدا من أن يجرب الشعب الاندونيسي حكم القوى السلامية ،،
تراجع العسكر ، وتراجع الإسلاميين ، ونجحت اندونيسيا في التقدم.
هائل هو التشابه بين الثورتين ، وهائلة هي فرص نجاح الثورة في مصر ، ولكن فرص فشلها وارده أيضا !
لذلك فنحن نصدر هذا الكتيب ، لنعي ونتعلم من خبرات دول مرت بظروف أشبه بظروفنا ، عسى ألا نكرر أخطائها ، ونستفيد من تجربتها.
جمال عيد
تقديم
وكأنها ثورتنا
وكأنها مصر. وكأنه مبارك. وكأنها ثورتنا. وكأنها طغمتنا الطبقية العسكرية وثورتها المضادة.
إن بحثت في تاريخ أي ثورة فالتشابه واقع لا محالة. ستجد العاديين يخرجون أبطالا تاركين هامش الحياة والتاريخ الذي أجبروا عليه. ستجد الأفكار التي كنت لتعتقد أنها راسخة كالجبال تنزاح بحركة يد. ستجد هؤلاء الذين يكتشفون قوتهم يعلنون عنها ويستخدمونها بكل شرف ونبل ليغيروا حياتهم وربما البشرية معهم.
لكن بين إندونيسيا ١٩٩٨ ومصر ٢٠١٢، أوجه تشابك يصل إلى حد التفاصيل. هناك وهنا كان الديكتاتور العسكري الذي حكم ٣٠ عاما. هناك وهنا كانت رأسمالية المحاسيب، التي رفعت لواء نمو اقتصادي رأسمالي لحساب قلة من المقربين من العائلة والأصدقاء والجنرالات. هنا وهناك كانت آلة القمع تطارد المعارضين في كل مكان وتمنع النقابات وتحاصر المجتمع المدني وتوجه الاعلام. وهنا وهناك اندلعت انتفاضة الجماهير بلا قيادة، وبالرغم من ذلك هشمت بطاقتها التي ولدها المارد الجماهيري الذي اكتشف نفسه قيادة النظام الذي كانت تعتقد أنها راسخة.
في الحالتين أيضا حاول الاعلام وساسة الوضع القائم اختصار المواجهة في اسقاط الديكتاتور وإجراءات الديمقراطية الليبرالية في الانتخابات والأحزاب لحماية ماكينة النظام الأساسية التي تخلق السياسة: نظام الاستغلال والمصالح المسيطرة.
وفي مصر كما في إندونيسيا كان الاقتصاد في قلب الثورة. عندهم حول النمو الاقتصادي الملايين إلى عمال في خدمة المصانع الجديدة لكنه أفقرهم وهمشهم وميز ضدهم. فانهار النمر الاقتصادي، الذي كان يُعتقد أنه محصن ضد الأزمات، تحت وطأة واحدة أطاحت بكل النمور ونموذج النمو بالتصدير برمته، مثبتةً مرة أخرى أن نظام الرأسمالية قدره الأزمات. وفي مصر، خلقت سنوات “التحرير الاقتصادي” ثلاثة أحزمة متشابكة من الفقر والعشوائيات والعاطلين هوت بثقلها على الملايين، بينما ينعم مترفو طبقة الحكام بثروة البلاد.
وكما جاءت الثورتان على أنقاض سياسات النمو الاقتصادي والأرباح أولا، فإنهما يثبتان لنا قصور تلك الرؤية التي تقول إن صلاح الحال هو بانتخاب سياسيين (جربت إندونيسيا ليبراليين وإسلاميين) في البرلمانات والرئاسة والانتظار من أجل تحسن حياتهم كهبة من المنتخبين.لقد أثبت تطور الأمور في إندونيسيا، ولا تختلف المؤشرات عندنا، أن هؤلاء بظهيرهم في المصالح وتصوراتهم للنظام الاقتصادي والاجتماعي غير راغبين ولا قادرين على تقديم حتى التغيير الاصلاحي ، ناهيك عن الثوري.
فقط عندما يتحرك الناس ويضغطون يصبح التغيير ممكنا. في هذا الإطار يفضل أنصار النظام القديم، ولو في صورته المعدلة، أن يقتصر الفكرة عن هذا الدور للجماهير الشعبية على صور منمطة: ثورة طلابية ضد سوهارتو وعائلته، أو انتفاضة الفيس بوك وتويتر وشباب التحرير النبيل على الفساد. يقصي هؤلاء من الصورة عمدا دورا حاسما للعمال وللجماهير الفقيرة في الأحياء والقرى والعشوائيات لولاه لكان نجاح الثورتين في هز أركان نظام الديكتاتورية محل نظر.
في هذا الكتيب، وبلغة بليغة سلسة ومعرفة واسعة وتحليل متشابك، يحلل لنا تامر موافي تكتيكات وأساليب الثورة المضادة في إندونيسيا، وفي هذا أيضا فإن الشبه بالغ. وبعد ١٥ عاما من ثورة إندونيسيا راح سوهارتو وأقاربه، واستمر جوهر نظامه واستمر العسكر في الصورة.
لا أقول هنا أن الثورة الإندونيسية لم تحقق شيئا. فقد أنجزت خطوة لا غنى عنها في تحسين شروط النضال لتغيير نظام القمع والاستغلال بكسر الكعب الحديدي للديكتاتورية وفتح الباب لتنظيم الناس وبالتالي مقاومتهم لمستغليهم. لكن الدرس الأساسي هو أن المعركة لا تقف عند صندوق الانتخاب وصياغة الدساتير. ولأن التاريخ تصنعه إرادة وفعل العاديين فإن التعلم من كنز خبراته يختصر الطريق ويفتح الباب لتجاوز عثراته وبناء نظام الحق والعدل والحرية المأمول.
ولنا في إندونيسيا عبرة.
٢٨ يوليو ٢٠١٢
كش عسكر : إندونيسيا بعد سوهارتو بانكسيلا أو مملكة الوفاق
إندونيسيا هى عملاق أسيوى ذو طبيعة متفردة. أرخبيل الجزر التى يتخطى عددها 17500 جزيرة و الذى يمتد بطول 5200 كيلومتر، هو موطن ما يقرب من 300 مليون نسمة، و رابع بلدان العالم من حيث عدد السكان بعد الصين و الهند و الولايات المتحدة الأمريكية. إندونيسيا هى أيضا واحدة من أكثر الدول تنوعا فهى تحتضن أكثر من ألف إثنية رئيسية و فرعية و يتحدث أهلها بمئات اللغات و اللهجات المختلفة. هذا التنوع الضخم لم يجتمع فى وحدة سياسية واحدة إلا حديثا و فقط تحت وطأة الغزو و الإحتلال الهولندى. قبل هذا و طوال قرون تقاسمت إندونيسيا عشرات الممالك و الكيانات السياسية التى ضم بعضها أجزاءا من جيرانها و بخاصة ماليزيا و سنغافورة. هذا التاريخ أدى بالضرورة إلى أن يكون أحد الهموم الرئيسية لإندونيسيا منذ إستقلالها هو خلق و تثبيت هوية وطنية جامعة تقوم مقام وحدة التاريخ المفتقدة بين مواطنيها.
التدخل الأوروبي فى المنطقة بدأ منذ القرن السادس عشر من خلال شركات مثل شركة الهند الشرقية الهولندية و بعد حلها إنتقلت مستعمراتها إلى الإدارة المباشرة للحكومة الهولندية التى إتسعت حدودها الإستعمارية لتشمل كل إندونيسيا الحالية فى مطلع القرن العشرين. خاض الإندونيسيون كفاحا طويلا ضد الإستعمار الهولندى و لكن إندونيسيا لم تتخلص منه إلا مع الحرب العالمية الثانية. فى عام 1942 وخلال الحرب الثانية إحتلت اليابان الجزر الإندونيسية و طردت الهولنديين منها و مع نهاية الحرب رحل اليابانيون و حاول الهولنديون إستعادة مستعمرتهم لكن الإندونيسيون أعلنوا إستقلال بلادهم فى 17 أغسطس 1945 و خاضوا حربا إستمرت حتى ديسمبر 1949 عندما أدت الضغوط الدولية إلى أن تعترف هولندا بإندونيسيا المستقلة.
تاريخ إندونيسيا فى أعقاب إستقلالها يهيمن عليه شخص أحمد سوكارنو الذى حكم البلاد طوال عقدين تقريبا. إعتمد سوكارنو على اللعب بتوازنات القوى بين الجيش و الإسلاميين و الشيوعيين لحماية نظامه من إنقلاب أى من هذه القوى عليه. و إعتمد فى بناء شعبيته على إتخاذ مواقف مستقلة من القوى العالمية الكبرى و على بناء دور إقليمى و عالمى لإندونيسيا. و لكن سياساته الإقتصادية لم تحقق النجاح ذاته و أغرقت البلاد بشكل مستمر فى عجز ضخم للموازنة و تدنى لمعدلات النمو. و فى نهاية المطاف كان ميله إلى الشيوعيين الذى أصبح أكثر ظهورا مع الوقت يثير حفيظة قيادات الجيش. إستشعر سوكارنو نفسه خطر إنقلاب وشيك و حاول درء هذا الخطر بإنقلاب مضاد نفذه بعض الضباط الموالون له. و لكن هذا الإنقلاب فشل فى تحقيق أهدافه و تحول إلى ذريعة للإطاحة بسوكارنو صحبها أضخم عملية قمع للشيوعيين فى أندونيسيا قضت عمليا على وجودهم بها.
ظهور سوهارتو
كان سوهارتو الذى خدم فى نهاية حكم سوكارنو كقائد لقوات الجيش المتمركزة فى العاصمة هو من قاد عملية الإطاحة بالرئيس و تصفية الشيوعيين في منتصف الستينيات ، ثم إقامة نظام جديد. و طوال ثلاثة عقود تالية لم تعرف إندونيسيا رئيسا إلا سوهارتو الذى حكم البلاد معتمدا على الدعم الكامل من الجيش و على إرتياح الطبقة الرأسمالية إلى تخليصه لهم من خطر الشيوعية و إلى وعوده بإنفتاح إندونيسيا على سياسات السوق الحر و التقدم نحو عهد جديد من الرخاء و الإزدهار الإقتصادى.
سوق سوهارتو لنفسه كأب للتنمية فى إندونيسيا. فى عام 1965 كانت إندونيسيا هى أفقر بلدان آسيا. كان 60% من السكان – حوالى 55 مليون نسمة – يعيشون تحت خط الفقر. فى أعقاب إستيلاء سوهارتو على السلطة حقق إجمالى الناتج المحلى للبلاد نموا بنسب تخطت 6% سنويا طوال الثلاثين عاما التالية بإستثناء عامين فقط. فى عام 1996 كان 11% فقط من السكان – حوالى 22 مليون نسمة – يعيشون تحت خط الفقر. حققت البلاد أيضا تقدما فى معدلات التنمية البشرية مثل متوسط العمر المتوقع، و الخصوبة، و معدلات الوفاة للأطفال، وفى الإكتفاء الذاتى من إنتاج الغذاء. أخذت إندونيسيا موقعا متقدما بين إقتصاديات ما يسمى بالنمور الأسيوية و أصبحت واحدة من أكثر البلدان إجتذابا للإستثمارات طويلة المدى.
فى السنوات الأخيرة لحكم سوهارتو كانت الأمراض المزمنة التى إخفتها القشرة البراقة للنمو الإقتصادى تحدث تشققات فى هذه القشرة و تبدأ فى الظهور على السطح. أبرز هذه الأمراض كان التفاوت الضخم للدخول و تدهور البيئة العمرانية و الطبيعية و الانتهاكات الفظة لحقوق الإنسان. فى القلب من هذه الأمراض كانت المشكلة الرئيسية هى الفساد. فقطاعات كاملة من الإقتصاد قد صممت إدارتها بعناية لتمرير أرباح غير عادية أو ريع لحساب عائلة سوهارتو و دائرة ضيقة من شركائهم فى البزنس أو المحاسيب و قلة منتقاة من القادة المتنفذين فى الجيش. و بدلا من توفير الخدمات للشعب كان الهدف الرئيسى للمؤسسات الحكومية هو دعم و تنمية شبكة الفساد هذه.
طبيعة النظام الذى أقامه سوهارتو شكلتها فى الأساس تربيته و تاريخه الوظيفى و العملى. فقد تربى فى صغره على الفلسفة الأخلاقية لجاوة (كبرى جزر الأرخبيل الإندونيسى و أكثرها سكانا)، و هى تقاليد تؤكد على التناغم و التوافق، بمعنى رفض الإختلاف و المعارضة، و هى أيضا تؤكد على إحترام و توقير الأكبر سنا. و تلقى سوهارتو تدريبه العسكرى على أيدى العسكرية الهولندية ثم اليابانية، و كلاهما بالضرورة كقوتى إحتلال لبلد غريب كان همهما الأساسى هو تحقيق الأمن، بمعنى النظر إلى العواقب الأمنية لكل سياسة بإعتباره أولوية أجدر بالإعتبار. إشترك سوهارتو أو قاد خلال حياته العملية حملات كان مهمتها قمع الإنتفاضات المحلية أو تمرد الشيوعيين أو الحركات الإنفصالية فى الأقاليم. نتيجة لهذه الخبرات فإن سوهارتو كان يميل إلى نوع من الهوس بالنظام و الإستقرار.
فى السيرة الذاتية لسوهارتو التى نشرت عام 1989 يتحدث عن ديموقراطية البانكسيلا و هى المبادئ التي تقوم عليها للدولة الإندونيسية قائلا:
“فى ديموقراطية البانكسيلا لا مكان للمعارضة على النمط الغربى. فى عالم البانكسيلا لدينا الحوار لإنجاز التوافق بين الناس. ليس لدينا هنا معارضة كتلك التى فى الغرب. المعارضة من أجل المعارضة و لأجل أن تكون مختلفا، لا وجود لها هنا”
هذا الرفض لفكرة المعارضة من حيث المبدأ عبر عنه سوهارتو عمليا من خلال تطوير أدوات الدولة لتكون سلاحه فى إجهاض كل صور المعارضة لنظامه فى مهدها و قبل أن تنمو لتشكل خطرا عليه. كان من بين أدوات سوهارتو لقمع المعارضة الشرطة و مكتب النائب العام و المحاكم أما التهديدات الأكثر خطرا فكان الجيش يستخدم للتعامل معها. فمع مطلع التسعينات كان الجيش قد أصبح المؤسسة السياسية الأكثر أهمية فى إندونيسيا و هو قد لعب هذا الدور بشكل علنى تحت الغطاء الشرعى لعقيدته العسكرية التى تقوم على الوظيفة المزدوجة للمؤسسة العسكرية. و تنص هذه العقيدة على أن مهمة الجيش هى حماية “المصالح” الوطنية و عليه فى سبيل ذلك أن يسهم بموارده المؤسسية فى تنمية البلاد. هذه الموارد المؤسسية كان يقصد بها الخبرات الإدارية و التنظيمية التى يكتسبها ضباط الجيش من خلال ترقيهم فى المؤسسة العسكرية. أما الإسهام بها فى مهام التنمية فتمت ترجمته بدخول الآلاف من ضباط الجيش سواء من كانوا بالخدمة أو تقاعدوا منها فى مختلف المؤسسات المدنية التى تشكل الجهاز البيروقراطى للحكومة. من بين هؤلاء كان مئات يشغلون مناصب وزارية و برلمانية و حزبية (فى الحزب الحاكم) و فى الإدارة المحلية و الشركات المملوكة للدولة.
زوبعة فى فنجان
مع منتصف التسعينات كانت إندونيسيا لا تزال تعيش حلم النمو الإقتصادى المستمر دون أى بوادر لأى صعوبات فى المستقبل القريب. فى المقابل كان الجمود السياسى قد بدأ يدفع قطاعات مختلفة إلى التململ. و بدأ لأول مرة بعض دعاة الإصلاح السياسى يرفعون أصواتهم بالمطالبة بتداول حقيقى للسلطة و بمكافحة الفساد.
الأصوات الأولى للمعارضة خرجت من أحد أحزاب المعارضة الديكورية و هو الحزب الديموقراطى الإندونيسى. على غير العادة خاض هذا الحزب معركة إنتخابية نشطة فى عام 1993 و أحرج الرئيس و حزبه الحاكم. و رغم أن التزوير التقليدى لنتائج الإنتخابات لم يتح للحزب الحصول على أكثر من نسبته المعتادة فى البرلمان إلا أن سوهارتو رأى فى تحدى الحزب لنظامه سابقة لا ينبغى تمريرها دون عقاب. و كما هى العادة استخدم سوهارتو مخابرات جيشه للتدخل فى الإنتخابات الداخلية للحزب الديموقراطى بهدف إسقاط رئيسه فى ذلك الحين سوريادى. إستخدم عملاء المخابرات أساليب التهديد لأنصار سوريادى و الترغيب لمنافسيه داخل الحزب و توصلوا إلى أن ينتخب المؤتمر العام للحزب بديلا له. و لكن لسبب ما لم تكن هذه الجهود موفقة فى إختيار هذا البديل فقد أتت إلى هذا المنصب برئيس للحزب يشكل إزعاجا أكبر لسوهارتو. هذا البديل كان ميجاواتى سوكارنو بوترى الإبنة الصغرى للرئيس السابق التى لم تكن قد دخلت إلى مجال السياسة إلا منذ أربعة أعوام فقط على غير رغبة حقيقية منها.
على الرغم من أن ميجاواتى لم تكن بالسياسية البارعة أو الطموحة إلا أن اسمها و تراث أبيها كانا كفيلين بجعلها رمزا للمعارضة يتجمع حوله بشكل خاص الشباب المتطلع إلى تغيير وجه السياسة الجامد فى إندونيسيا. عبر هذا الطموح لدى كوادر الحزب المتحلقين حول ميجاواتى عن نفسه فى صورة نشاط أكبر لهم سبب مزيدا من الحرج و الإزعاج لسوهارتو و نظامه. ففى عقيدة سوهارتو كان أى شكل من أشكال المعارضة الصريحة هو نوع من الإهانة المباشرة و تعدى على صورته فى نظر شعبه بوصفه الحاكم و الأب الذى يدين له الجميع بالولاء و الطاعة. و مرة أخرى وجه سوهارتو أوامره إلى قيادات الجيش و مخابراته بتصحيح خطأهم السابق و التخلص من ميجاواتى.
هذه المرة كان تحقيق رغبات الرئيس أكثر صعوبة. فالمدة القانونية لرئاسة ميجاواتى للحزب لم تكن قد إنقضت بعد ولم يكن ثمة بديل ذو شأن كبير فى الحزب لتحدى قيادتها خاصة و أن هذا كان يتطلب الدعوة إلى مؤتمر طارئ للحزب و جمعيته العمومية. لم يفت هذا كله فى عضد رجال سوهارتو و قرروا أن الشخص المناسب لتحدى ميجاواتى هو سوريادى نفسه الذى أطاحوا به منذ أقل من ثلاثة أعوام. إستغرق إعداد الخطة بعض الوقت لكنها إنتهت بأن إجتمع عدد من أعضاء الحزب فى مؤتمر طارئ بعيدا عن جاكارتا العاصمة و إنتهى إلى عزل ميجاواتى و إعادة سوريادى إلى قيادة الحزب. لم يرض الأمر مؤيدى ميجاواتى و أعلنوا رفضهم للمؤتمر و نتائجه و لجأ الشباب منهم إلى إحتلال المقر الرئيسى للحزب فى قلب العاصمة و من هناك إستخدموا الرصيف المقابل كمنصة دائمة للخطب العامة. و مرة أخرى بدا أن تدبيرات الجيش لإخراج سوهارتو من الحرج تنتهى بشكل ما إلى مزيد من الحرج له. و فى الواقع كان الأمر هذه المرة قد أصبح أقرب للفضيحة المستمرة!
إخلاء المقر الرئيسى للحزب الديموقراطى من المعتصمين فيه كان أمرا ضروريا لإيقاف ما تحول إلى أكبر إحراج تعرض له الرئيس سوهارتو منذ توليه منصبه و حتى ذلك الحين. و لكن التدخل المباشر للجيش أو قوات مكافحة الشغب أو أى قوات نظامية أخرى لم يكن مقبولا. فى نهاية المطاف كان الخطاب المعلن للجيش هو أنه لا يتدخل فى الشؤون الداخلية للأحزاب! و لذا كان لابد من إيجاد غطاء مناسب. و لم يحتج قادة الجيش و مخابراته إلى وقت طويل للبحث عن البديل المناسب. فمثل هذه العمليات التى لا ينبغى أن يكون دور الجيش واضحا فيها كان ثمة بالفعل كيان قائم و معد سلفا للقيام بها و هو سلاح البلطجية! فنتيجة لتداخل مصالح الجيش و السلطة الإقتصادية و السياسية مع كثير من ألوان النشاط غير المشروع فى إندونيسيا مثل الدعارة و تهريب و توزيع المخدرات و أشكال المقامرة إلخ كان لابد من وجود هذا السلاح الذى يمكن إستخدامه لانهاء بعض التعاملات فى هذه المجالات التى لا ينبغى أن يكون إنغماس قادة الجيش و المحسوبون على السلطة فيها علنيا حتى و إن كان فى الواقع معروفا لدى الجميع.
تم رسم خطة إقتحام المقر الرئيسى للحزب الديموقراطى بحيث يقوم بها جمع من البلطجية يرتدون شارات توحى بأنهم من مؤيدى سوريادى، إضافة إلى هؤلاء تم الدفع ببعض من قوات الأمن فى زى مدنى و فى حال تعقد الأمور وضعت قوات نظامية إضافية على مقربة و تم نشر كمائن على الطرق المؤدية للمكان لمنع وصول أى دعم للمعتصمين فى المقر. و فى الموعد المحدد بدأ البلطجية عملهم و لكنهم و من معهم فوجئوا بمقاومة كبيرة من المعتصمين و أصبح واضحا أن العملية قد تبوء بالفشل فلم تجد قوات الدعم النظامية بدا من التدخل و مع ذلك طال الأمر حتى صباح اليوم التالى و لم ينته الإقتحام إلا بعد مقتل شخصين و إصابة 181 و إعتقال 124. كما أنه لم ينته دون إفتضاحه و وصول الأنباء إلى المناطق المجاورة فى العاصمة.
أحد مظاهر الفجوة الهائلة فى الدخول التى خلقها نظام سوهارتو كان نشأة مناطق لسكن الفقراء و المهمشين إتصفت بإرتفاع الكثافة السكانية مع تدنى شديد فى الظروف المعيشية لقاطنيها. هذه المناطق إنتشر العديد منها حول جاكارتا وفى قلبها فى أحزمة حول قلب المدينة التجارى و حول الأحياء السكنية المغلقة على الأثرياء. و رغم أن جاكارتا معظم الوقت كانت تبدو مدينة هادئة يسودها الأمن إلا أن شعورا عاما لدى الطبقات الأفضل حالا بعدم الأمان كان يثبره وجود ال”كامبونج” أو العشوائيات فى الجوار. واحدة من هذه العشوائيات كانت تقع عبر شريط السكك الحديدية فى مواجهة موقع الأحداث فى ليلة إقتحام مقر الحزب الديموقراطى و منها خرج رد فعل كان الأول من نوعه. فحتى هذه اللحظة كان الإصلاح السياسى و صراع القوى المعارضة لنظام سوهارتو ضد جيشه و أجهزته الأمنية هو شأن تهتم به فقط قطاعات من السياسيين و المثقفين و طلبة الجامعات و لم يجتذب يوما إهتمام رجل الشارع العادى و خاصة من ينتمى إلى الطبقات الأكثر فقرا. لذا فقد كان خروج المئات من حى مارتمان الفقير فور وصول أنباء الأحداث إليهم أمرا مثيرا للدهشة و سابقة تستحق الإهتمام.
واجه هؤلاء قوات حفظ الأمن التى سدت الشوارع المؤدية إلى موقع الأحداث و إشتبكوا معها مستخدمين الحجارة و زجاجات المولوتوف فيما إرتبكت هذه القوات و ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع. إستمرت المعارك طيلة النهار و تحولت إلى أعمال شغب و سلب و نهب طالت المحال التجارية و البنوك و المبانى الإدارية القريبة و أحدثت خسائر كبيرة قبل أن تتمكن قوات الجيش من إحتوائها و لكن ليس قبل أن تنقل شاشات التليفزيون مشاهد محرجة لقوات الأمن و هى تفر فى مواجهة جماعات من المدنيين يمطرونها بالحجارة.
فى مجملها كانت أحداث عام 1996 مجرد إشارات إلى ما يختمر تحت السطح الهادئ أو ربما الراكد للسياسة فى إندونيسيا. و لكنها بالنسبة للمراقبين حينها بدت منعزلة عن أى سياق عام. فهى لم تؤدى إلى تطور واضح لسلوك القوى المعارضة للنظام. فى الحقيقة بدت هذه القوى أضعف من أى وقت مضى. الحزب الديموقراطى عاد ليلعب دورا المعارضة الشكلية المقرر له من قبل النظام فيما إختفت ميجاواتى أو كادت. إلى جانب هذا الحزب العلمانى الوحيد فى البرلمان كان موقع المعارضة الشكلية الإضافى محجوزا لحزب واحد يمثل القوى الإسلامية. و هو حزب مختلق أجبرت الحركات الإسلامية على تكوينه تحت إشراف النظام ليمتص أصوات المعارضين ذوى الميول الإسلامية وفق أسلوب سوهارتو فى إدارة شؤون المعارضة كجزء من النظام و ليس كخروج عليه!
الحركات الإسلامية
على الأرض كانت الحركات الإسلامية لاعبا ذو قيمة كبيرة من الناحية العددية على الأقل. كانت الحركتان الأكثر أهمية و هما نهضة العلماء بقيادة عبدالرحمن وحيد و المحمدية بقيادة “أمين رئيس” يضمان حوالى 70 مليون عضوا. و لكن الخلافات بين الحركتين كانت عميقة إلى حد جعل الصراع بينهما أقرب تصورا من التوافق أو التحالف. فحركة نهضة العلماء كانت تمثل الإسلام الإندونيسى التقليدى المختلط بشدة بكافة ألوان الثقافة الإندونيسية الثرية بتنوع أديانها و معتقداتها المحلية. فى حين مثلت حركة المحمدية نزوع الطبقات المتوسطة فى إندونيسيا إلى نمط من التدين أكثر إلتزاما بالإسلام النقى الخالى من أى مؤثرات ثقافية محلية. إختلفت الحركتان أيضا فى تصوراتهما لدور الدين فى السياسة فبينما تبنت نهضة العلماء إتجاها لأن يكون الدين عاملا ملهما للعمل السياسى يبث فيه مبادئ أخلاقية عامة فإن المحمدية إختارت نهجا يشبه الإسلام السياسى الذى إزدهر فى الشرق الأوسط و مناطق أخرى حول العالم.
شهدت إندونيسيا فترات من القمع المنظم لحركات الإسلام السياسى. و لكن هذا القمع أثبت فشلا كبيرا فى القضاء على الإسلام السياسى بل ربما أسهم فى إتساع دائرة إنتشاره و هو ما حدا بسوهارتو فى بداية التسعينات إلى إنتهاج سياسة جديدة إستهدفت إحتواء الإسلاميين بدلا من محاولة القضاء عليهم و كانت أبرز إجراءاته بهذا الخصوص إنشاء ما سمى برابطة المفكرين الإسلامين أو ما عرف إختصارا ب”إتشمى”. و إختار سوهارتو لرئاسة هذه الرابطة بى جيه حبيبى وزير التكنولوجيا و البحث العلمى فى ذلك الوقت. كان الإختيار غريبا فحبيبى لم يعرف عنه مسبقا الإهتمام بالشؤون الإسلامية و لكنه فى المقابل كان من هؤلاء الذين يدينون فى صعودهم سلم الحياة السياسية إلى رضا سوهارتو عنهم دون أى عامل آخر. إختيار حبيبى المغمور حينها لهذا الدور كان بداية صعوده الذى أعده للعب دور هام فى الفترة التالية إلى جانب الأسماء الرئيسية للحركة الإسلامية فى إندونيسيا التى كانت الأعوام التالية تحمل لها دورا لم يكن ليتوقعه أى من المراقبين فى منتصف التسعينات.
قصور من رمال
كانت الصورة النمطية للشمس تشرق خلف أفق مزدحم بأوناش البناء الضخمة المنهمكة فى إضافة المزيد من الأبراج الشاهقة إلى مدن تنمو فى سنوات أكثر مما نمت خلال قرون سابقة، هذه الصورة كانت علامة مميزة لإزدهار إقتصاديات النمور الجدد فى جنوب شرق آسيا مع منتصف تسعينات القرن الماضى. ما خلف الصورة و على وجه التحديد الأساس الذى إرتفعت فوقه هذه الأبراج الضخمة كان فى المقابل يمثل حقيقة الواقع الذى أغفلته عيون المراقبين أو أعمتهم عنه مطامع الأرباح الخيالية.
فى غالب المشروعات العقارية الضخمة فى جاكارتا و غيرها من مدن إندونيسيا الرئيسية كان صاحب المشروع هو أحد أفراد نخبة مالية تتألف من أبناء عائلة سوهارتوا أو رجال أعمال ذوو نفوذ نتيجة إرتباطهم بالشراكة مع أبناء العائلة أو كبار قادة الجيش أو كبار موظفى الدولة. حيث يحصل هؤلاء على مساحات واسعة من الأراضى المملوكة للدولة مقابل جزء فقط من سعرها الحقيقى من خلال رشوة المسؤولين المحليين ثم يستخدمون قوات الأمن و الجيش لإخلائها من شاغليها السابقين بالقوة. وقبل البدء فى البناء يحصل صاحب المشروع على قروض ضخمة بضمان الأرض التى يعاد تقييمها بأض