ﺃﻥ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻄﺄً ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻀﻮ
ﺯﺍﺋﺪ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻬﺎ
ﻇﻬﺮ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻫﺎﺋﻠﺔ .
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﺮﻳﻖ ﻃﺒﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ﻗﺒﻞ
ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻟﻠﺰﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ،
ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻭﺣﻔﻆ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ
ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﻣﻔﻴﺪﺍً
ﻟﻠﻤﻌﺪﺓ .
ﻭﻟﻔﺖ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺩﻳﻮﻙ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ " Duke university "
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﻗﺪ ﻳﺤﺴﻢ
ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﻟﻠﺰﺍﺋﺪﺓ
ﺍﻟﺪﻭﺩﻳﺔ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﻣﺪﺍﺭﺱ
ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻌﻘﻮﺩ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺃﻧﻬﺎ
ﻋﻀﻮ ﻓﻘﺪ ﺩﻭﺭﻩ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻭﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺇﺯﺍﻟﺘﻪ ﺩﻭﻥ
ﺍﺭﺗﺪﺍﺩﺍﺕ ﺳﻠﺒﻴﺔ ) ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ
ﺩﻟﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻬﺎﻟﻜﺔ ﻓﺄﻧﻘﻠﺐ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ
ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺣﺾ ﻧﻈﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ .(
ﻭﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﺪﺍﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ
ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ " ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ " ،
ﻓﺈﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﻭﺍﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺤﻮﻳﻬﺎ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻔﻮﻕ ﻋﺪﺩ
ﺧﻼﻳﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺩﻭﺭﺍً
ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎً ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
ﻫﻀﻢ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ .
ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﺍﺿﺎً
ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ ﺃﻭ ﺍﻹﺳﻬﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻓﺮﺍﻍ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ،
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺟﺐ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻭﺣﻔﻆ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ .
ﻭﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ،
ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ
ﺍﻟﺪﻭﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ
ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻤﺮﺍً
ﺃﺣﺎﺩﻱ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ، ﺗﺸﻜﻞ ﺩﻟﻴﻼً
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺰ
ﺑﻜﻔﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻬﻢ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ
ﺑﺘﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﻋﻀﻮ
ﺻﻐﻴﺮ ﻛﻤﺴﺘﻮﺩﻉ، ﻭﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺙ ﻧﻘﺺ
ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻮﺽ
ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ؟
ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ؟
ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺴﺒﻘﺎًً
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻓﻘﺎﻣﺖ
ﺑﺘﺨﺰﻳﻨﻬﺎ ﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ؟
ﺃﺻﻼً ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻑ
ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻮ )ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ
ﺍﻟﺪﻭﺩﻳﺔ ( ﻭﻻ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﺇﻻ
ﻣﺆﺧﺮﺍً .
ﺃﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﺎ ) ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺗﻘﺪﺭ
ﻭﺗﺒﺮﻣﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ؟
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ
ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﺇﺟﻼﻻ ﻟﻔﻀﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺄﻥ
ﻭﻫﺒﻨﺎ ﺟﺴﺪﺍً ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻘﻮﻡ ﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺧﻠﻘﺎً ﻣﺸﺎﺑﻬﺎً
ﻟﺨﻠﻘﻪ ﻻ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ .