[size=16]كَانَ الأنبياءُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ يَعْبُدُونَ رَبَّهُمْ وَيَدْعُونَهُ خَوْفًا وَطَمَعًا كَمَا قاَلَ اللهُ تَعَالَى : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الوَارِثِينَ (89)فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ
كَانُوا يُسَارِعُونُ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) ) [ مِنْ سُوْرَةِ الأَنْبِيَاءِ ]. وَقَدْ قاَلَ الله تَعَالَى عَنْ أنبيائه عَلَيْهِمْ السَّلاَمُ
: ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل
لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى
لِلْعَالَمِينَ) [الآيَةَ (90) مِنْ سُوْرَةِ الأَنْعَامِ ].
وَقَدْ أُمرنا بالدعاء وبالذكر فَقَالَ تَعَالَى :
âوَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ
إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم
يَرْشُدُونَ)[الآيَةَ (186) مِنْ سُوْرَةِ الْبَقَرَةِ].
وَ قَالَ تَعَالَى :(لَهُ
دَعْوَةُ الحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ
لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى المَاءِ لِيَبْلُغَ
فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الكَافِرِينَ إِلاَّ فِي
ضَلالٍ)[الآيَةَ (14) مِنْ سُوْرَةِ الرَّعْدِ].
وَ قَالَ تَعَالَى :(أَمَّن
يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ
خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)[الآيَةَ (62) مِنْ سُوْرَةِ النَّمْلِ ].
وَ قَالَ تَعَالَى :(فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ )[الآيَةَ (14) مِنْ سُوْرَةِ غَافِرٍ ].
وَ قَالَ تَعَالَى :(وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )[الآيَةَ (60) مِنْ سُوْرَةِ غَافِرٍ].
وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ (3373) عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ }[حَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ ] . فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الدُّعَاءِ ، وَقَدْ رَوَى
الْبُخَارِيُّ (6340) ، وَمُسْلِمٌ (2735) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي }
. وَلْيَحْذَرْ مِنْ مَصَايِدِ الشَّيْطَانِ حِيْنَ يُوْهِمُهُ أَنَّهُ
لَيْسَ شَيْئًا حَتَّى يَسْأَلَ اللهَ ، وَلْيَتَذَكَّرْ أَنَّهُ مَخُلْوقٌ
لِيَعْبُدَ اللهَ ، قاَلَ اللهُ تَعَالَى :(وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الآيَةَ (56) مِنْ سُوْرَةِ الذَّارِيَاتِ]. وَلْيُرَافِقِ الصَّالِحِيْنَ وَلْيَتَشَبَّهْ بِهِمْ ، وَلْيُحْسِنِ الظَّنَّ بِاللهِ ، فَقَدْ رَوَى
الْبُخَارِيُّ (7405) ، وَمُسْلِمٌ (2675) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: { يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ
ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي
فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ
ذَكَرْتُهُ فِي مَلإَ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ
تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا
تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ
هَرْوَلَةً} .
من الواجب على العبد المؤمن أن يجمع فى عبادته مع الله الرجاء والخوف والحب أيضاً ، لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج ؛ فهم لا يجمعون إليه الحب والرجاء ؛ و لهذا لا يجدون للعبادة لذة أو رغبة ، و هذا يورث العبد اليأس و القنوط من رحمة الله حاشانا ذلك الأمر ، وأيضاً يكون غايته ومنتهاه والعياذُ بالله إساءة الظن بالله و الكفر به سبحانه .
و عبادة الله بالرجاء و حده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور و
الأماني الباطلة و ترك العمل الصالح ، و غايته الخروج من الملة ، و عبادة
الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية
الذين يقولون : نعبد الله لا خوفاً من ناره ، و لا طمعاً في جنته ، و إنما
حباً لذاته ، و هذه طريقة فاسدة لها آثار وخيمة منها الأمن من مكر الله ،
وغايته الزندقة و الخروج من الدين . قال بعض السلف كلمة مشهورة و هي : " من
عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، و من عبده بالخوف وحده فهو حروري - أي
خارجي - و من عبده بالرجاء و حده فهو مرجيء ، ومن عبده بالخوف و الحب و
الرجاء فهو مؤمن موحد ." . قال ابن القيم : " القلب في سيره إلى الله عز و
جل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه و الخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس
و الجناحان فالطائر جيد الطيران ، و متى قطع الرأس مات الطائر ، و متى فقد
الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر " .
إذن علينا جميعاً أن نجمع بين هذه الأركان الهامة جداً فى محور عبادتنا لله
سبحانه وتعالى ألا وهى الرجاء والخوف والحب معاً لا ينتقصها أى ركن ؛ وهذا
مذهب أهل السنة والجماعة وسلفنا الصالح رضوان اللهِ عليهم .
نسأل الله أن نجمع جميعاً بهذه الأركان الثلاة فى تعاملنا مع الله لنكون أهل إتباع .
[/size]لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ
كَانُوا يُسَارِعُونُ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) ) [ مِنْ سُوْرَةِ الأَنْبِيَاءِ ]. وَقَدْ قاَلَ الله تَعَالَى عَنْ أنبيائه عَلَيْهِمْ السَّلاَمُ
: ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل
لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى
لِلْعَالَمِينَ) [الآيَةَ (90) مِنْ سُوْرَةِ الأَنْعَامِ ].
وَقَدْ أُمرنا بالدعاء وبالذكر فَقَالَ تَعَالَى :
âوَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ
إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم
يَرْشُدُونَ)[الآيَةَ (186) مِنْ سُوْرَةِ الْبَقَرَةِ].
وَ قَالَ تَعَالَى :(لَهُ
دَعْوَةُ الحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ
لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى المَاءِ لِيَبْلُغَ
فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الكَافِرِينَ إِلاَّ فِي
ضَلالٍ)[الآيَةَ (14) مِنْ سُوْرَةِ الرَّعْدِ].
وَ قَالَ تَعَالَى :(أَمَّن
يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ
خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)[الآيَةَ (62) مِنْ سُوْرَةِ النَّمْلِ ].
وَ قَالَ تَعَالَى :(فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ )[الآيَةَ (14) مِنْ سُوْرَةِ غَافِرٍ ].
وَ قَالَ تَعَالَى :(وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )[الآيَةَ (60) مِنْ سُوْرَةِ غَافِرٍ].
وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ (3373) عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ }[حَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ ] . فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الدُّعَاءِ ، وَقَدْ رَوَى
الْبُخَارِيُّ (6340) ، وَمُسْلِمٌ (2735) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي }
. وَلْيَحْذَرْ مِنْ مَصَايِدِ الشَّيْطَانِ حِيْنَ يُوْهِمُهُ أَنَّهُ
لَيْسَ شَيْئًا حَتَّى يَسْأَلَ اللهَ ، وَلْيَتَذَكَّرْ أَنَّهُ مَخُلْوقٌ
لِيَعْبُدَ اللهَ ، قاَلَ اللهُ تَعَالَى :(وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الآيَةَ (56) مِنْ سُوْرَةِ الذَّارِيَاتِ]. وَلْيُرَافِقِ الصَّالِحِيْنَ وَلْيَتَشَبَّهْ بِهِمْ ، وَلْيُحْسِنِ الظَّنَّ بِاللهِ ، فَقَدْ رَوَى
الْبُخَارِيُّ (7405) ، وَمُسْلِمٌ (2675) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: { يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ
ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي
فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ
ذَكَرْتُهُ فِي مَلإَ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ
تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا
تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ
هَرْوَلَةً} .
من الواجب على العبد المؤمن أن يجمع فى عبادته مع الله الرجاء والخوف والحب أيضاً ، لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج ؛ فهم لا يجمعون إليه الحب والرجاء ؛ و لهذا لا يجدون للعبادة لذة أو رغبة ، و هذا يورث العبد اليأس و القنوط من رحمة الله حاشانا ذلك الأمر ، وأيضاً يكون غايته ومنتهاه والعياذُ بالله إساءة الظن بالله و الكفر به سبحانه .
و عبادة الله بالرجاء و حده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور و
الأماني الباطلة و ترك العمل الصالح ، و غايته الخروج من الملة ، و عبادة
الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية
الذين يقولون : نعبد الله لا خوفاً من ناره ، و لا طمعاً في جنته ، و إنما
حباً لذاته ، و هذه طريقة فاسدة لها آثار وخيمة منها الأمن من مكر الله ،
وغايته الزندقة و الخروج من الدين . قال بعض السلف كلمة مشهورة و هي : " من
عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، و من عبده بالخوف وحده فهو حروري - أي
خارجي - و من عبده بالرجاء و حده فهو مرجيء ، ومن عبده بالخوف و الحب و
الرجاء فهو مؤمن موحد ." . قال ابن القيم : " القلب في سيره إلى الله عز و
جل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه و الخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس
و الجناحان فالطائر جيد الطيران ، و متى قطع الرأس مات الطائر ، و متى فقد
الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر " .
إذن علينا جميعاً أن نجمع بين هذه الأركان الهامة جداً فى محور عبادتنا لله
سبحانه وتعالى ألا وهى الرجاء والخوف والحب معاً لا ينتقصها أى ركن ؛ وهذا
مذهب أهل السنة والجماعة وسلفنا الصالح رضوان اللهِ عليهم .
نسأل الله أن نجمع جميعاً بهذه الأركان الثلاة فى تعاملنا مع الله لنكون أهل إتباع .