الصلاة
الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
من عجب أن كثيرا ًمن المسلمين يتكاسلون عن أداء الصلاة مع أن الله سبحانه وتعالى يقول : " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " ، ولما سُئل النبى صلى الله عليه وسلم عن هذه الآيات قال " إضاعة الوقت " .
وأعجب من الذين يضيبعون أوقات الصلاة ألئك الذين لايصلون مُطلقا ، ويتراءى لهم أن يُفلسفوا هذا التصرف الخاطئ منهم على أنه عين الصواب . قال أحدهم : أرى أن حكمة الصلاة هى أن نظل ذاكرين لله وأنا دائما ُ. ولله الحمد أذكرالله ، فما الداعى لأن أقوم بهذه الحركات التى يقوم بها المصلون ، قلت له : إن هناك أكثر من داع يجعلك تأتى بهذه الحركات التى يقوم بها المصلون ، أهمها - أن الله – الذى تدَّعى أنك تذكره وأنت فى شدة الغفلة عنه – ذلك الإله المعبود بحق ، هو الذى تعَبَّدّنا بالصلاة ، وهو الذى اختار لنا بل وفرض علينا أن نعبده بهذه الكيفية . صلاة ذات قيام وركوع وسجود . والله سبحانه وتعالى إذا أمر فهل يملك المؤمن إلا أن يطيع ؟ وفريق آخر من المسلمين لو ذكرته بالصلاة قال لك : والله ياشيخ نحن أحسن حالا ًمن الذين يصلون ، ألا ترى إلى أولئك الذين يصلون ثم هم لايتورعون عن إيذاء الناس ؟ أما نحن – فعلى الأقل – فى حالنا لانؤذى أحدا ُ .. منطق عجيب .. لنفرض أن بعض الذين يصلون لايتورعون عن إيذاء الناس ، فهل معنى ذلك أن صلاتهم هى التى تحرِّضهم على إيذاء الناس ؟ ... أما نحن فنقول كما قال صلى الله عليه وسلم : إن صلاتهم شتنهاهم يوما ، وذلك فيما يحدثنا أنس رضى الله عنه قال : كان فتى من الأنصاريصلى الصلوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لايدع شيئا ُمن الفواحش إلا ارتكبه ، فوصف لرسول الله حاله فقال : " إن صلاته ستنهاه يوما " فلم يلبث أن تاب الفتى وحسن إسلامه .. واضح إذن بعض الذين يُخطئون يعز عليهم أن يعترقوا بخطئهم فيلجأوا – كما يقول علماء التربية – إلى تبريرهذا الخطأ بخداع أنفسهم بنظريات وهمية كالذى يقول إن الحكمة من الصلاة أن نظل ذاكرين لله ، ليستنتج من ذلك ألا داعى للصلاة ، وكالذى يدعى أنه أحسن حالا ًمن الذى يصلى بحجة أن بعض المصلين يؤذون الناس . إنهم يخدعون أنفسهم بهذه النظريات الوهمية التى يزينها لهم الشيطان ، ولكنهم لن يخدعوا الله " وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون " إن الذى ينبغى لنا أن نذكره دائما : أن الصلاة أعظم أركان الإسلام – بعد الشهادتين – قال صلى الله عليه وسلم : " ماافترض الله على خلقه بعد التوحيد شيئا ًأحب إليه من الصلاة " . وعندما أراد الرسول أن يعبر عن مكاتة الصلاة فى الإسلام قال من حديث شريف " لادين لمن لاصلاة له " ثم ضرب مثلا ًللصلاة ومكانتها فقال : "انما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد " . ولنذكر أن كل التكاليف فرضها الله عن طريق الوحى ، إلا الصلاة ، فإنه استدعى رسوله ليبلغها إياه . وهنا يقول العلماء : كأن الله سبحانه وتعالى إذا استعى رسوله إلى ما فوق سدرة المنتهى كأنه قال له . ها أنت ماثل بين يدى ، تحظى بمناجاتى ، فإذا أردت مقابلتى فى أى لحظة . فما عليك إلا أن تتوضأ . فتحسن الوضوء ، ثم تقف وقفتك للصلاة فتكبر لها ، فأنت إذن واقف بين يدى رب العزة والجلال . هذه هى الصلاة من وجهة نظر المؤمن مقابلة مع الله ، ومناجاة ودعاء ، وما أعظمها لحظات يتيحها الله لنا نهرب فيها من وطأة الحياة ومصاعبها ، لكى نلجأ إليه .. ندعوه ونستهديه ونستلهمه الصواب . ولقد ورد أن النبى صلى الله عليه وسلم كات إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة . إننا محتاجون إلى الله فى كل حياتنا لفإذا كان الله قد أعطانا الفرصة للإلتجاء إليه ، ومناجاته ودعائه ، فيجب أن يُقابل ذلك بالشكر والتقدير، وليس بالغفلة والإهمال ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم " وجعلت قرة عينى فى الصلاة "ويشدد الله سبحانه وتعالى على تاركى الصلاة ويجعل إضاعة الصلاة دليل على إنتشار الفساد ، واتباع الشهوات المضيع للأمم يقول تعالى : " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " . فما أجدرنا بالمحافظة على الصلوات .. وما أشد حاجتنا إلى تطهير نفوسنا بحسن آدائها ، يقول صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم لو أن نهرا ُبباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى على جسمه من دونه شيئ ؟ قالوا لا ، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " ، وحبذا لو خشعت فى الصلاة وأديت على الوجه الأكمل ، تقول السيدة عائشة رضى الله عنها " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نحدثه ويحدثنا قإذا حضلرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه اشتغالا بعظمة الله عز وجل ". والخشوع فى الصلاة أول صفات المؤمنين فال تعالى " قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون "نعم .. تستشعر قلوبهم رهبة الموقف فى الصلاة بين يدى الله فتسكن وتخشع ويسرى الخشوع من القلوب إلى الأرواح ، وإلى الجوارح فتختفى من أذهانهم جميع الشواغل ويتطهر وجدانهم من كل دنس فما يطوون جوانحهم على شئ من ذلك مع جلال الله .. عندئذ تتصل القلوب التائهة بمصدرها وتجد الأرواح الحائرة طريقها وعندئذ تتضاءل القيم والأشياء والأشخاص إلا ما كان متصلا بالله
الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
من عجب أن كثيرا ًمن المسلمين يتكاسلون عن أداء الصلاة مع أن الله سبحانه وتعالى يقول : " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " ، ولما سُئل النبى صلى الله عليه وسلم عن هذه الآيات قال " إضاعة الوقت " .
وأعجب من الذين يضيبعون أوقات الصلاة ألئك الذين لايصلون مُطلقا ، ويتراءى لهم أن يُفلسفوا هذا التصرف الخاطئ منهم على أنه عين الصواب . قال أحدهم : أرى أن حكمة الصلاة هى أن نظل ذاكرين لله وأنا دائما ُ. ولله الحمد أذكرالله ، فما الداعى لأن أقوم بهذه الحركات التى يقوم بها المصلون ، قلت له : إن هناك أكثر من داع يجعلك تأتى بهذه الحركات التى يقوم بها المصلون ، أهمها - أن الله – الذى تدَّعى أنك تذكره وأنت فى شدة الغفلة عنه – ذلك الإله المعبود بحق ، هو الذى تعَبَّدّنا بالصلاة ، وهو الذى اختار لنا بل وفرض علينا أن نعبده بهذه الكيفية . صلاة ذات قيام وركوع وسجود . والله سبحانه وتعالى إذا أمر فهل يملك المؤمن إلا أن يطيع ؟ وفريق آخر من المسلمين لو ذكرته بالصلاة قال لك : والله ياشيخ نحن أحسن حالا ًمن الذين يصلون ، ألا ترى إلى أولئك الذين يصلون ثم هم لايتورعون عن إيذاء الناس ؟ أما نحن – فعلى الأقل – فى حالنا لانؤذى أحدا ُ .. منطق عجيب .. لنفرض أن بعض الذين يصلون لايتورعون عن إيذاء الناس ، فهل معنى ذلك أن صلاتهم هى التى تحرِّضهم على إيذاء الناس ؟ ... أما نحن فنقول كما قال صلى الله عليه وسلم : إن صلاتهم شتنهاهم يوما ، وذلك فيما يحدثنا أنس رضى الله عنه قال : كان فتى من الأنصاريصلى الصلوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لايدع شيئا ُمن الفواحش إلا ارتكبه ، فوصف لرسول الله حاله فقال : " إن صلاته ستنهاه يوما " فلم يلبث أن تاب الفتى وحسن إسلامه .. واضح إذن بعض الذين يُخطئون يعز عليهم أن يعترقوا بخطئهم فيلجأوا – كما يقول علماء التربية – إلى تبريرهذا الخطأ بخداع أنفسهم بنظريات وهمية كالذى يقول إن الحكمة من الصلاة أن نظل ذاكرين لله ، ليستنتج من ذلك ألا داعى للصلاة ، وكالذى يدعى أنه أحسن حالا ًمن الذى يصلى بحجة أن بعض المصلين يؤذون الناس . إنهم يخدعون أنفسهم بهذه النظريات الوهمية التى يزينها لهم الشيطان ، ولكنهم لن يخدعوا الله " وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون " إن الذى ينبغى لنا أن نذكره دائما : أن الصلاة أعظم أركان الإسلام – بعد الشهادتين – قال صلى الله عليه وسلم : " ماافترض الله على خلقه بعد التوحيد شيئا ًأحب إليه من الصلاة " . وعندما أراد الرسول أن يعبر عن مكاتة الصلاة فى الإسلام قال من حديث شريف " لادين لمن لاصلاة له " ثم ضرب مثلا ًللصلاة ومكانتها فقال : "انما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد " . ولنذكر أن كل التكاليف فرضها الله عن طريق الوحى ، إلا الصلاة ، فإنه استدعى رسوله ليبلغها إياه . وهنا يقول العلماء : كأن الله سبحانه وتعالى إذا استعى رسوله إلى ما فوق سدرة المنتهى كأنه قال له . ها أنت ماثل بين يدى ، تحظى بمناجاتى ، فإذا أردت مقابلتى فى أى لحظة . فما عليك إلا أن تتوضأ . فتحسن الوضوء ، ثم تقف وقفتك للصلاة فتكبر لها ، فأنت إذن واقف بين يدى رب العزة والجلال . هذه هى الصلاة من وجهة نظر المؤمن مقابلة مع الله ، ومناجاة ودعاء ، وما أعظمها لحظات يتيحها الله لنا نهرب فيها من وطأة الحياة ومصاعبها ، لكى نلجأ إليه .. ندعوه ونستهديه ونستلهمه الصواب . ولقد ورد أن النبى صلى الله عليه وسلم كات إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة . إننا محتاجون إلى الله فى كل حياتنا لفإذا كان الله قد أعطانا الفرصة للإلتجاء إليه ، ومناجاته ودعائه ، فيجب أن يُقابل ذلك بالشكر والتقدير، وليس بالغفلة والإهمال ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم " وجعلت قرة عينى فى الصلاة "ويشدد الله سبحانه وتعالى على تاركى الصلاة ويجعل إضاعة الصلاة دليل على إنتشار الفساد ، واتباع الشهوات المضيع للأمم يقول تعالى : " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " . فما أجدرنا بالمحافظة على الصلوات .. وما أشد حاجتنا إلى تطهير نفوسنا بحسن آدائها ، يقول صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم لو أن نهرا ُبباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى على جسمه من دونه شيئ ؟ قالوا لا ، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " ، وحبذا لو خشعت فى الصلاة وأديت على الوجه الأكمل ، تقول السيدة عائشة رضى الله عنها " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نحدثه ويحدثنا قإذا حضلرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه اشتغالا بعظمة الله عز وجل ". والخشوع فى الصلاة أول صفات المؤمنين فال تعالى " قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون "نعم .. تستشعر قلوبهم رهبة الموقف فى الصلاة بين يدى الله فتسكن وتخشع ويسرى الخشوع من القلوب إلى الأرواح ، وإلى الجوارح فتختفى من أذهانهم جميع الشواغل ويتطهر وجدانهم من كل دنس فما يطوون جوانحهم على شئ من ذلك مع جلال الله .. عندئذ تتصل القلوب التائهة بمصدرها وتجد الأرواح الحائرة طريقها وعندئذ تتضاءل القيم والأشياء والأشخاص إلا ما كان متصلا بالله