معجزة الاسراء والمعراج
بسم الله الرحمن الرحيم:
ان الله سبحانه وتعالى اعطىحبيبه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)معجزةدائمة يتحدى بها الانس والجن الى انتقوم الساعة الا وهى القرأن الكريم واعطاه الله معجزة اخرى وهى الاسراء والمعراج .ويوجد بعض علماء المسلمين يعتبرونها انها تؤيد فى المقام الاول صاحب الدعوة .
الان نتجه الى ايات القرأن الكريم التى توضح معجزة الاسراء والمعراج.
1- (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من أياتنا انه هو السميع البصير)صدق الله العظيم (سورة السراء-اية1
2(والنجم اذاهوى .ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى.ان هو الا وحى يوحى .علمه شديد القوة.ذو مرة فاستوى .وهو بالافق الاعلى .ثم دنا فتدلى.
فكان قاب قوسين اوادنى .فأوحى الى عبده ما أوحى.ما كذب الفؤاد مارأى.أفتمرونه على ما يرى .ولقد رءاه نزلة اخرى. عند سدرة المنتهى .عندها جنة المأوى.أذا يغشى السدرة مايغشى .مازاغ البصر وما طغى.لقد رأى من اءيات ربه الكبرى)صدق الله العظيم(سورةالنجم
والاسراء والمعراج كانا بالجسد والروح لان كلمة العبد فىالايات السابقة هى اسم للجسد والروح لقوله تعالى(أرأيت الذى ينهى .عبدا اذاصلى)(سورة العلق) لان العبد هنا هو محمد(صلى الله عليه وسلم)والناهى هو ابو جهل وهولا ينهاه عن الصلاة بروحه .
وايضا يمكن الاستدلال على انها كانت بالروح والجسدمن الاية(ما زاغ البصر وما طغى) ففى ذلك دليل على ان الاسراء والمعراج كانتا فىاليقظة وبالجسد والروح.
الاسراء والمعراج
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتـنا إنه هو السميع البصير ) ــ الاسراء: 1.
الاسراء، والسري: السير بالليل.
والمسجد الاقصى: بيت المقدس. والقصي: البعيد، وسمي أقصى: لكونه أبعد مسجد عن مكة حيث المسجد الحرام والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن معه من المخاطبين.
حادثة الاسراء والمعراج من الحوادث المعجزة التي أعطيت للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد اختلف المؤرخون في الزمن الذي وقعت فيه...كما اختلفوا في مكان الانطلاق.
إلا أن الثابت ان الاسراء كان بمكة قبل الهجرة وذلك لقوله تعالى: ( سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام... )، كما يدل عليه أيضاً الروايات من إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قريشاً بذلك صبيحة ليلته وإنكارهم ذلك عليه.
كما اختلفوا في السنة التي أسري به (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها، فقيل في السنة الثانية من البعثة، وقيل في الثالثة، وقيل في الخامسة أو السادسة، وقيل ...الخ.
والمهم الذي يجب على الشخص الانتباه إليه، أن الروايات المأثورة المرويّة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تصرّح بوقوع الاسراء مرّتين، وهو المستفاد من آيات سورة النجم حيث يقول سبحانه: ( ولقد رآه نزلة أخرى ).
واختلفوا أيضاً في المكان الذي أسري به (صلى الله عليه وآله وسلم) منه، فقيل: اسري به من شعب أبي طالب، وقيل: من بيت أم هاني بنت أبي طالب، وقيل من المسجد الحرام لقوله تعالى: ( ...اسرى بعبده من المسجد الحرام )، إلا أن المراد بالمسجد الحرام الحرم كله مجازاً، فيشمل مكة.
ومن الجائز أن يكون الاسراء مرتين ــ كما قلنا ــ احدهما من المسجد الحرام والاخر من بيت أم هاني.
واختلف المؤرخون في كيفية الاسراء، فقيل كان إسراءه (صلى الله عليه وآله وسلم) بروحه وجسده من المسجد الحرام الى بيت المقدس. ثم، ومنه الى السماوات العلى، وعليه الاكثرية. وقيل: كان بروحه وجسده من المسجد الحرام الى بيت المقدس، ثم بروحه من بيت المقدس الى السماوات، وعليه جماعة. وقيل: كان بروحه (عليه السلام) وهو رؤيا صادقة أراها الله نبيه، ونسب ذلك الى بعضهم.
لكن المتأمّل الى آية الاسراء الكريمة ينكشف له أن الله سبحانه أسرى بشخص الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس بروحه مجرّدة عن الجسد، فالآية صريحة في دلالتها أن الله اسرى بعبده، وليس بروحه. كما أنه إسراء وليس رؤيا صادقة كما يدّعي البعض.
وكان الغرض من الاسراء رؤية بعض الآيات الالهيّة الكبيرة العظيمة ( لنريه من آياتنا... ) و ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) ـ النجم: 18 ـ إضافة الى ذلك فإن هذه المعجزة الكريمة تزيد من ثبات المؤمنين وإيمانهم بقدرة الله سبحانه. وبنفس الوقت زعزعت ضعاف الايمان ومن في نفوسهم مرض فارتدّوا عن الاسلام، ولم يثبت إلا من ثبت الايمان في نفوسهم... وبهذه الطريقة عرف من ارتدّ عن الاسلام ومن لم يثبت الايمان في قلبه .
جاء في الميزان: ذكر في امالي الصدوق بسنده عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام)، قال: لما أُسري برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى بيت المقدس حمله جبرئيل على البراق فأتيا بيت المقدس، وعرض عليه محاريب الانبياء وصلّى بها، وردّه ] الى مكة [ فمرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في رجوعه بعير لقريش، وإذا لهم ماء في آنية، وقد أضلّوا بعيراً لهم وكانوا يطلبونه فشرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ذلك الماء وأهرق باقيه.
فلما اصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لقريش: إن الله جل جلاله قد أسرى بي الى بيت المقدس وأراني آثار الانبياء ومنازلهم، وإني مررت بعير لقريش في موضع كذا وكذا وقد أضلوا بعيراً لهم فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك. فقال أبو جهل: قد أمكنتكم الفرصة منه فأسألوه كم الاساطين فيها والقناديل، فقالوا: يا محمد إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس، فصف لنا كم اساطينه وقناديله ومحاريبه!... فجعل يخبرهم بما يسألون عنه. فلما أخبرهم، قالوا: حتى تجيء العير ونسألهم عما قلت، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تصديق ذلك أن العير يطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق.
فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون الى العقبة ويقولون هذه الشمس تطلع الساعة، فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم العير حين طلع القرص يقدمها جمل أورق. فسألوهم عما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالوا: لقد كان هذا، فأضلّ جمل لنا في موضع كذا وكذا، ووضعنا ماءً فأصبحنا وقد أهريق الماء. فلم يزدهم ذلك إلا عتواً ونفورا. ـ الطباطبائي /الميزان :13 / 17 ط الثالثة / قم .
أما المعراج:
المَعْرَج: المَصْعَد; الطريق الذي تصعد فيه الملائكة.
لقد حدث المعراج في نفس الليلة التي حدث فيها الاسراء. من المسجد الاقصى الى السماوات العلى، وهي معجـزة كبيرة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). فقد سخّـر الله سبحانه وتعالى لنبـيّه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) البراق...فارتفع به ومعه جبرئيل ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه تعالى ... وقد تحدّثت سورة النجم عن هذه المعجـزة الكبرى:
بسم الله الرحمن الرحيم
( والنجم إذا هوى * ماضلّ صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علـّمه شديد القوى * ذو مرّة فاستوى * وهو بالافق الاعلى * ثم دنا فـتدلّى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذّب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنـّة المأوى * إذ يغشى السّدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربّه الكبرى ) / االنجم .
صدق الله العظيم