فضل سورة البقرة:
أولا : فضل سورة البقرة عامة :
1- البقرة وآل عمران تتقدم القرآن يوم القيامة وتحاجان عن أصحابهما:
عن النواس بن سمعان أن رسول اللهقال (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به . تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال . ما نسيتهن بعد . قال كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان . بينهما شرق . أو كأنهما حزقان من طير صواف . تحاجان عن صاحبهما)صحيح مسلم.
وفي الحديث السابق دلالة على أن أهل القرآن هم العاملون به ، لقوله (وأهل الذي كانوا يعملون به) .
تحاجان عن صاحبهما :تقيمان الحُجَّةَ والدَّليلَ ويشفعان لصاحبهما ليدخلاه الجنة.
ومعنى غمامتان أو ظلتان سوداوان أو حزقان من طير صواف : انظر الشرح بالحديث الأتي.
2- البقرة لا تسيطعها السحرة وهي شفاء من السحر بإذن الله تعالى:
عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله قال ((اقرؤوا القرآن . فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . اقرؤوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران . فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان . أو كأنهما غيايتان . أو كأنهما فرقان من طير صواف . تحاجان عن أصحابهما . اقرؤوا سورة البقرة . فإن أخذها بركة . وتركها حسرة . ولا يستطيعها البطلة ) قال معاوية : بلغني أن البطلة السحرة)صحيح مسلم.
ومعنى الزهراوين: النيرتان.
غمامتان : جمع غمامة ، والغمام هو السحاب الملتف إذا كان قريبا من الرأس ، يعني قريبا يراه الإنسان وهو مظله.
غيايتان(ظلتان): والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه ، من السحاب أو غيره.
فرقان من طير صواف: الفرق هو القطيع من كل شيء ؛ أي قطيعان ، عليها من طير صواف أي مصطفة ، تحاجان عن أصحابهما .
البطلة: السحرة ،يعني أنهم أهل باطل ، أي ما يفعلونه باطل ، والوجه في ذلك تسمية لهم باسم فعلهم ؛ لأن ما يأتون به باطل ، والله تعالى قد قال في سياق الحديث عن السحرة( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾الاعراف118.
ولا يستطعيها البطلة : أي لا تقدر السحرة على مواجهة سورة البقرة فمن أبتلي بسحر فإن شفاءه في سورة البقرة فبها يبطل السحر بإذن الله ومن ابتلي بذلك عليه أن يكثر من قراءة سورة البقرة حتى يتم الله عليه الشفاء ويبطل سحر الساحرين ، والسحر لا يكون إلا بوجود شيطان مكلف داخل الجسد والشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وهذا فيه دلالة أخرى على ضعف الشياطين أمام سورة البقرة.
3- البقرة تطرد الشياطين من البيوت:
عن أبي هريرة أن رسول اللهقال (لا تجعلوا بيوتكم مقابر . إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )صحيح مسلم.
وروي عنه ( اقرءوا سورةَ البقرةِ في بيوتِكم ، فإنَّ الشَّيطانَ لا يدخلُ بيتًا يقرأُ فيه سورةُ البقرةِ)صححه الألباني.
وعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله قال(إن لكل شيء سناما , وإن سنام القرآن البقرة , من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال , ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام)صححه أحمد شاكر.
وفي الحديث السابق : أن من قرأ سورة البقرة في بيته فلا يدخله الشيطان ثلاثة أيام .
4- البقرة سنام القرآن:
عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله قال (إن لكل شيء سناما ، وإن سنام القرآن سورةالبقرة )حسنه الألباني.
والمقصود بأن سنام القرآن البقرة :أنَّها أشرف ما في القرآن وأعلى ما فيه شأناً ، وشُبِّهت بالسنام لذلك ، فكما أن سنام البعير هو أعلى شيءٍ فيه فكذلك سورة البقرة هي أعلى ما في القرآن شرفاً وشأناً.
ثانيا :فضل بعض الآيات في سورة البقرة :
1- فضل آية الكرسي:
من قرأها حين يصبح وكل الله به ملك يحفظه من الشيطان حتى يمسي ومن قرأها حين يمسي وكل الله به ملك يحفظه حتى يصبح:
× عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان له جرن من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال ما أنت جني أم إنسي قال جني قال فناولني يدك قال فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب قال هذا خلق الجن قال قد علمت الجن أن ما فيهم رجلا أشد مني قال فما جاء بك قال بلغنا أنك تحب الصدقة فجئنا نصيب من طعامك قال فما ينجينا منكم قال هذه الآية التي في سورة البقرة(الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) من قالها حين يمسي أجير منا حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال ( صدق الخبيث )صححه الألباني.
× عن أبي هريرة قال (وكَلني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحفظِ زكاةِ رمضانَ ، فأتاني آتٍ ، فجعَل يحثو من الطعامِ ، فأخذْتُه وقلتُ : واللهِ لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال : إني مُحتاجٌ وعليَّ عِيالٌ ولي حاجةٌ شديدةٌ ، قال : فخلَّيتُ عنه ، فأصبَحْتُ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ( يا أبا هُرَيرَةَ ما فعَل أسيرُك البارِحَةَ )) . قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، شَكا حاجةً شديدةً ، وعِيالًا فرحِمْتُه فخلَّيْتُ سبيلَه ، قال ( أما إنه قد كذَبَك ، وسيعودُ )) . فعرَفْتُ أنه سيعودُ ، لقَولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنه سيعودُ ) . فرصَدْتُه ، فجاء يحثو من الطعامِ ، فأخَذْتُه فقلتُ : لأرفعَنَّك إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال : دَعني فإني مُحتاجٌ وعليَّ عِيالٌ ، لا أعودُ ، فرحِمْتُه فخلَّيْتُ سبيلَه ، فأصبَحْتُ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ( يا أباهُرَيرَةَ ما فعَل أسيرُك )) . قلتُ : يا رسولَ اللهِ شَكا حاجةً شديدةً وعِيالً ، فرحِمْتُه فخلَّيْتُ سبيلَه ، قال : ((أما إنه كذَبَك ، وسيعودُ )) . فرصَدْتُه الثالثةَ ، فجاء يحثو من الطعامِ ، فأخَذْتُه فقلتُ : لأرفعَنَّك إلى رسولِ اللهِ ، وهذا آخِرُ ثلاثِ مراتٍ تزعُمُ لا تعودُ ، ثم تعودُ ، قال : دعني أعلِّمُك كلماتٍ ينفَعُك اللهُ بها ، قلتُ ما هو ؟ قال : إذا أوَيْتَ إلى فِراشِك ، فاقرَأْ آيةَ الكرسِيِّ : (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) . حتى تختِمَ الآيةَ ، فإنك لن يزالَ عليك من اللهَ حافِظٌ ، ولا يقربَنَّك شيطانٌ حتى تُصبِحَ ، فخلَّيْتُ سبيلَه فأصبَحْتُ ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ( ما فعَل أسيرُك البارِحَةَ )) . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، زعَم أنه يُعَلِّمُني كلماتٍ ينفَعُني اللهُ بها فخلَّيْتُ سبيلَه ، قال : ((ما هي )) . قلتُ : قال لي : إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ ، فاقرَأْ آيةَ الكرسِيِّ من أولِها حتى تختِمَ(اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) . وقال لي : لن يَزالَ عليك من اللهِ حافِظٌ ، ولا يقرَبُك شيطانٌ حتى تُصبِحَ - وكانوا أحرصَ شيءٍ على الخيرِ - فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ( أما إنه قد صدَقَك وهو كَذوبٌ ، تعلَمُ من تُخاطِبُ منذُ ثلاثِ ليالٍ يا أبا هُرَيرَةَ )) . قال : لا، قال : ( ذاكَ شيطانٌ))صحيح البخاري .
أنها أعظم آية في القرآن:
عن أبي بن كعب أن رسول الله قال ( خل يا أبا المنذر ! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت : الله ورسوله أعلم . قال : يا أبا المنذر ! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم . قال : فضرب في صدري وقال : والله ! ليهنك العلم أبا المنذر)صحيح مسلم.
أن ملازمة قرأتها بعد الصلاوات المكتوبة سبب لدخول الجنة :
عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله قال (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة ؛ لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) صححه الألباني.
2- فضل خواتيم البقرة:
قرأهما في ليلة كفتاه:
روي عنه (الآيتانِ من آخرِ سورةِ البقرةِ ، مَن قرأهُما في ليلةٍ كفَتاهُ)صحيح البخاري.
معنى كفتاه : قيل كفتاه من قيام الليل بمعنى أجزأتاه عن قيام الليل فلو أنه قرأهما قبل نومه ولم يستطع تلك الليلة أن يقوم الليل فقد كفتاه عن ذلك ، وقيل كفتاه من كل شر من شر الجن والإنس وهوام الأرض .
إذا قرأت في دار ثلاث ليال فلا يقربها الشيطان:
عن النعمان بين بشير أن رسول الله قال(إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام ، أنزل منه آيتين ، ختم بهما سورة البقرة ، لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان)صححه الألباني.
ويستفاد من الحديث: مدوامة قراءة خواتيم البقرة حتى لا يقربها الشيطان ، فإذا قرأت البقرة أو قرأت خواتيمها ثلاث ليالى في دارك فلا يقربها الشيطان ، والشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ولكن يجب مداومة قرأتها لأن الشيطان قد يفر من البيت ويعود إليه كما يفر عند الإذان ويعود بعد الإقامة .
لا تقرأ بحرف منهما لإ أعطيته:
عن ابنِ عباسٍ ؛ قال ( بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . سمع نقيضًا من فوقِه . فرفع رأسَه . فقال : هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ . لم يفتح قط إلا اليومَ . فنزل منهُ ملكٌ . فقال : هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ . لم ينزل قط إلا اليومَ . فسلَّم وقال : أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك . فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ . لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه)صحيح مسلم .
من كتاب القرآن العظيم فضائل وأحكام
حمل الكتاب مرفق بالأسفل
الملفات المرفقة
: القرآن العظيم فضائ وأحكام.pdf
: 905.0 كيلوبايت
: 7
: اضغط هنا
م
ن
ق
و
ل